الموضوع: الأدب الإفريقي
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-17-2011, 10:32 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






الفن البدائي الإفريقي


لما كان المقصود من هذا البحث الحديث عن فنون إفريقية قبل أن تقع تحت تأثير الفتوحات الأجنبية المتعددة، وكان الغالب في تلك الحقبة من الزمن عدم وجود حدود ثابتة بين المجتمعات الإفريقية، وكانت أسماء المناطق، وكذلك ما نشأ معها من دول، متعددة ومتداخلة في حالات كثيرة، فإن من المناسب عند الكتابة عن هذه الفنون الانطلاق من التقسيمات السياسية القائمة اليوم ليكون القارئ على بيّنة من المكان الذي ظهر فيه الفن الذي يتناوله البحث، ومن المناسب كذلك الوقوف في نهاية هذا البحث عند نقاط التشابه بين الآثار الفنية هنا وهناك لإعطاء فكرة عما يتميز به الفن الإفريقي البدائي.


1 ـ الفن الإفريقي البدائي في أقطار إفريقية الغربية


مالي Mali: ترجع أصول الجماعات المعروفة باسم تلّيم Tellem ودوغون Dogon وبمبارة Bambara إلى المنطقة المسماة اليوم مالي، وتفاعلت مع بيئتها وطبيعتها وأفادت من توافر المواد الأولية في إبداع روائعها الفنية.


وقد حلت جماعات دوغون محل جماعات تلّيم وحافظت على تراثها الفني القبلي في الغابات المنتشرة فوق صخور باندياغارا Bandiagara قرب مدينة تمبكتو. وتعدّ قبيلة دوغون من أهم قبائل إفريقية في ميدان فن النحت الذي يعود فضل إبداع معظم روائعه إلى فئة «الحدادين»، مما يفسر أثر تقنية مهنتهم في النحت الخشبي وخطوطه القاسية بحسب رأي وليم فاغ William Fagg في كتابه «المنحوتات الإفريقية». وكانت الكهوف التي استخدمتها قبيلة دوغون مقابر لموتاهم خير مساعد في المحافظة على المنحوتات الخشبية الجميلة.


يحتفظ مجتمع بمبارة بأساطير طريفة تدل على محاولات الإنسان البدائي القديم الوصول إلى المعرفة واكتشاف أسرار هذا الكون الصاخب والغامض. ومن أطرف تلك الأساطير أسطورة رب المياه فارو Faro الذي خرج من الخواء وانتصر على بمبا Pemba رب الأرض، وأخذ ينشر الحياة الحضارية في العالم.


إن الروائع الحديدية المكتشفة في مالي تدل على خبرة مجتمع بمبارة في ميادين هذه الصناعة وعلى مهارتهم اليدوية وذوقهم الفني ومتطلبات مجتمعهم من الفن. وتدل روائع صناعة الفخار المكتشفة في موقع موبتي Mopti على مدى إدراك ذلك الصانع الفنان إمكانات مادة الصلصال. وتجدر الإشارة إلى أهمية الأقنعة والتماثيل وتنوعها ووظائفها في الحياة الروحية والاجتماعية. ومن أشهر الروائع الفنية التي أبدعها فنانو مالي:


ـ تمثال زوجين جالسين وقد وضع أحدهما يده على كتف الآخر.

ـ تمثال نومّو Nommo رافعاً يديه.

ـ تماثيل ثلاث نساء إحداهن جالسة القرفصاء، والثانية متشابكة القبضتين، والثالثة متجملة بطوق.

ـ روائع فنية حديدية تنتهي في أعلاها بأشكال تماثيل مبسّطة متميزة بحركة الأيدي، تستخدم في الطقوس.

ـ مقعد له ثماني قوائم منحوتة تذكر بتماثيل الكارياتيد اليونانية.

- تمثال آرو Arou على كتف أخيه ديون Dyon إشارة إلى ذكريات الهجرة والاستقرار، وتكوّن المجتمع ومؤسساته السياسية والروحية.

ـ تمثال لملكة بملامح الوقار ويدها اليمنى منسدلة إلى الأسفل ويدها اليسرى منثنية معبرة عن الحركة والحياة.

ـ صحن على ظهر حيوان ويعلو الغطاء تمثال فارس.

ـ تمثال يهبط على رأسه كائن يرفع يديه مجسّداً فكرة أو وحياً.

ـ تمثال أول الكائنات «ديوغو سيرو» Dyougou Serou يبدو جالساً يغطي وجهه خجلاً من خطيئته.

ـ تمثال امرأة واقفة تسحق بمطرقة خشبية حبات الذرة في جرن.

ـ طرف باب معبد غني بالزخارف المتناظرة ذات المعاني والمدلولات الرمزية.


وتجدر الإشارة إلى أن جماعات ماندنغ Manding مشهورة بمهارتها وصلاتها الحضارية بالأقطار العربية الإفريقية.



غينيا Guinée


أقامت قبائل ومجتمعات مختلفة في المنطقة المسماة اليوم غينيا، وتوارثت أجيالها المتعاقبة قصصاً أسطورية طريفة متعلقة بالكون وخالقه وكائناته وفلسفته، وأبدعت كل ما ينسجم مع معتقداتها ويلبّي متطلباتها المختلفة. وتعدّ قبيلة توما Toma أو لوما Loma من القبائل الناطقة بلغة ماندي Mande ومناطقها في غينيا الداخلية.

وقد أبدع فنانوها أجمل الأقنعة المتنوعة التي تعدّ من خصائص فنهم، ويتميز قناع المذكر بالشكل المتطاول ويسمى لاندا Landa ويتردد بكثرة على ألسنة القبائل الناطقة بلغة ماندي مثل قبيلة نالو Nalu.


وهناك قناع الأنثى المسمى نيانغباي Nyangbai ويمثل هراً برياً. وثمة نوع ثالث من الأقنعة يعلوه قرنان. وكل هذه الأقنعة مستوحاة من عالم الأدغال والسهوب، ويتميز الوجه بالتبسيط والتسطيح، وله جبهة بارزة وأنف مثلث، وتميز خصائص هذه الأقنعة في بعض أقنعة قبيلة أوغوني Ogoni التي قطنت شرقي دلتا النيجر.


وهناك كذلك قبيلة باغا Baga الصغيرة في غينيا التي أبدعت الأقنعة الخشبية الثقيلة المعروفة باسم نيمبا Nimba التي تمثل، كما يقال، ربة النمو ومعبودة المجتمع سيمو Simo.


ومن منتجات فنانيها الخشبية تمثال نصفي كبير له رأس متميز بخطوطه المنحنية. ويغطي جسمه ثوب ضخم من الألياف، يضعه الراقص على رأسه، وينظر من خلال ثقبين صغيرين من الخشب بين ثديين رمزيين. يضاف إلى ذلك كثير من الأقنعة الخشبية المتعددة الألوان والمتميزة بالبساطة.



ومن أشهر الأعمال في الفن الغيني:

ـ قناع ذو ساقين طويلتين.

ـ زينة خوذة مستديرة الشكل كبيرة الحجم عليها زخارف هندسية كريش الطاووس.

ـ قناع من نوع نيمبا الذي كانت جماعات باغا تستخدمه، ويضم جذعاً يُدخل فيه الراقص رأسه مما يجعل هذا العمل الفني قناعاً وتمثالاً.

ـ تمثال كائن جالس تتشابك قبضتا يديه، وكان يوضع في الحقول ويعدّونه من أرباب الأرز.





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)