عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2013, 02:50 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بداية أود أن أشكر الشاعر على هذه القصيدة العائمة في السريالية و التي لا تخلو أيضا من واقية، كما أشكر الأستاذ الباحث ايوب على إضاءته التي تعتبر مدخلا لتعرف خبايا النص .
إن كنت فهمت بعضا من أسرار النص ، فالشاعر يموضعنا من خلال البيت الأول والثاني في لحظة ميلاد زمن جديد راجيا أن يكون بغاية الألق و إن كانت الأبيات الموالية ترسل بعض التنبيهات و و التحذيرات و خاصة في بيته الاستفهامي ، لتبلغ هذه الأماني ذروتها عند التقاء البدرين و الكفين و تحقق هذا الزواج " الزمان" بما يحمله من الأماني الجميلة رغم أنها لم تدم فترة أطول من شهر عسل متعجل ، حيث أطلت على الأفق سحابة السأم في بيت رائع حيث يقول
ملائكي حداء الليل حق له...... أن ينفخ الروح في ترنيمة السأم
رغم ما سبق من ألفة الألف وفرص الهمزة غير المغتنمة وهنا توظيف للموروث الشعبي حيث الهمزة مقرونة بالفرص والفوز . الأبيات الموالية تخبرنا بفشل هذا الزواج في تحقيق المرتجى منه بعد الاستفاقة من الأحلام وعدم قابليتها للتحقق ، لكن الشاعر لا يريد إعلان الطلاق بل يأخدنا الى نقطة البداية و كأنه يقول ليس هذا زواجا بل وجب تصحيح المبدأ والمنطلق رغم صعوبة هذا الإصلاح خاصة أنك لا تمتلك إلا تعويذات مصابة بالشلل ، فيقحم الشاعر البطل الأسطوري دون كيشوط وما تحمله شخصيته من من دلالات متعدده ، كصفاء الروح و نقائها الممزوج بمغامرة غير محسومة النتائج و أوهام حروب لا تتوقف بحثا عن مجد فروسية فات زمانه ، و ما ترمز إليه من سلفية وشيزوفرينية لم يتعاف منها إلا بعد صحوته فغير أسمه ، واعترف بعدم قابلية أحلامه للتحقق لأنه وجه حماسته إلى المكان الخطأ .
إن كان هذا الإطار للنص صحيحا وفيه من السريالية ما يكفي فواقعيته واسقاطاته تكاد تكون جلية في شعوبنا الثائرة ثورات دون كشوتية حيث الثورة والهيجان مع أفراح واحتفالات سرعان ما خبأت لتعود ترنيمات السأم إلى القلوب .
ختاما
هذا ما استطعت قراءته من القصيدة و أنا عارف أنها أعمق وأدل ومؤمن أن لا شعور الشعر وانفلات النص من عقال الشاعر العقلي هو من يولد في أنساقه أفكارا جديدة و أنماطا تعبيرية خاصة بالشاعر .
و السلام عليكم ورحمة الله.
وهذه مجرد محاولة من شخص لا يمتلك أدوات النقد و اللغة التي تؤهله للغوص في النص ، لكن بعض التطفل قد ينفع في خلق دراسات حقيقية من طرف المختصين . *
*