عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-2013, 06:40 PM
المشاركة 4
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[size="5

مصدر المعاناة


الإنسان بطبعه ميال إلى الأشياء التي تجعله يحس بالارتياح في الوقت ذاته يبتعد قدر المستطاع عن مصادر الإزعاج . المحبوبات عند الفرد منا ليس لها على الدوام ذلك الطعم الحلو الذي نحلم به إذ تفاجئنا أحيانا بمتاعب لم تكن في الحسبان ، مما يخلق عند الفرد ذلك التذبذب بين حب الشيء و عدم الرغبة في التورط في مطبات هامشية يمكن أن تنتج عنه .
تكرار التردد وعدم القدرة على الإحساس بالأمان تغذي سلوك الحيطة والحذر و عدم الثقة بالغير ، هذا السلوك إن لم يعالج بسرعة هو مقدمة لفقدان ميزة الانفتاح والإقدام التي بها تستشرف النفس البشرية العوالم الجديدة التي تعطيها القدرة على الاستمرارية بكبحها للرتابة وإنعاشها للآمال .
عند اشتغال آليات التوقع السلبية تزداد حدة الخوف من كل ماهو مجهول فتبدأ المعاناة بتقلص مساحة المحبوبات و اتساع المرفوضات نظرا لضيق دائرة الاستكشاف و حب الاستطلاع والفضول . عندما تترسخ هذه المعاناة مع الوسط الخارجي وتستحكم ينمو الإحباط واليأس فيؤمن الفرد بعدم قدرته على التفاعل الإيجابي مع محيطه فيتحول صراعه إلى محاسبة للنفس و هنا تبلغ المعاناة مداها الأقصى حين يفقد الفرد ثقته بنفسه وذاته و ينخرط في متاهة تؤدي به إلى اختلال توازنه النفسي .

[/size]