الموضوع: قفص الحرية
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
6718
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
03-20-2011, 08:29 PM
المشاركة 1
03-20-2011, 08:29 PM
المشاركة 1
افتراضي قفص الحرية
مدائن عبقر لا تفتح لي بواباتها
يقولون لي لا تمتلكين تصريح المرور هنا
أصدر سدنتها حرماً بابوياً بتحريم الحروف و الكلمات و الجمل و الفواصل و النقاط على دفاتري
لا يتم رفعه إلا باستئناف من محام ذي رتبة عليا
كنت سأمضي كسيرة القلب لولا أني لمحت لؤلؤا يأتلق في محاجر صحيفة منسية على قارعة طريق
اقتربت منها لأستبين ما يلمع هناك ...لم يكن جوهرا بل أثمن
دموع سخينة تطلق أبخرتها كلما وطئت سطرا
أخبرتني أنها لا تفتح بواباتها إلا بإيفاء النذر
سدنتها أقسموا: متاحة هي فقط للمغرقين في الألم أو العشق
بحثت في جيوبي عن هوية العاشقة لكنني تأكدت أنني نسيتها ذات جرح في مكان ما
ارتددت أقتفي أثرها فلم أجدها ...
سدنة مدن الكلمة قالوا لي : ذاك ما كنا نبغي ..بقيت هوية الألم واضحة على قسماتك فادخليها بسلام.!
لكن.. صودرت أقلامي و بدأت ذاكرتي تنبش بحثا عن " لو"
كم ستنزعج مني " لو" عندما أتلو عليها قائمة أمنياتي الطويلة فهي قد اعتادت أن أحملها حلما أو حلمين في اليوم الواحد مما لا تنوء بثقله لكنني الآن أعقد عليها الأمل فأمنحها بركة احتواء الأمنيات.. و هل نحمل الهم الثقيل إلا لمن نحب.؟
ماذا "لو" أني هذا الصباح استبعدت كل ما هو عادي و أفرغت مساحته لصالح غير العادي و غير المألوف؟
ماذا "لو" أني في هذا الصباح ارتحلت إليك مع حقائب روحي المترعة شوقا لأنعم باستضافتك لها في أبهاء قلبك؟
ماذا " لو" أن حروفي تأتي إلي طواعية من غير أن يغريها ألمي و انكساري ؟
يذكرني هذا النهار بطفولة عندما أرامقها الآن أراها مرت منذ قرون طويلة و " لو " أرجوحة منصوبة على سطح دار جدي الدمشقية تحتوي بين ذراعيها فتاة بجديلة الكستناء تتقافز مرحا و شغبا في عصر خريفي نسيت شمسه أن تتم وضع مساحيقها و غفلت عن تلميع ذهبها فغدا شاحبا
"لو" تعيدني لحضن جدتي مفعمة بالأمل و الحبور و الطموح أريد ان أقبض القمر في يد و دمشق في يد أخرى ولا تتسع يدي لكليهما ..فأرمي القمر و أقنع بدمشق لأترعرع فيها "ياسمينة"او "جورية " أو " حبقة "
هذا النهار خرجت على غير هدى ..ربما ميزة دمشق الأساسية أن طرقاتها تقودك دوما إلى حيث تحب ..
هناك في ذات المكان الذي احتوى أصواتنا توقفت ..عانقت عيني كل لبلابة معربشة و ياسمينة معطرة و لوحات ذاك الرسام مستندة على جدار افترشه ظل " الخميسة"
بحثت عن ذاتي طويلا هذا النهار فوجدت أنني مهما أمعنت في العمر توغلا ما أزال طفلة اختارت قفص الحرية لتنعم في أفيائه بملاحقة الغيم و صبغه بالوردي إشراقةَ الضوء و منتهاه
ياسمينة ، جورية ، حبقة ، الخميسة : نباتات و زهور دمشقية