عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2015, 04:47 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس من مداخلة الاستاذ عبدالله
" الذي يهمني في الشعر هو الإبداع والرؤيا . ذلك لأن الرؤيا في الشعر هي موجة من موجات الإبداع ينفتح عليها الشاعر على عوالم إنسانية عميقة في التعبير بما يدور في اعماقة من تأزمات وحزن وفرح. كما أنها تشكل موقفاً جديداً من العالم والأشياء، هو في الواقع شعر وجداني يتخطى كل حدود الزمان والمكان، وهو من أساسيات الوصول إلى الجودة والإبداع والموهبة الفنية الحقيقية التي تؤكد على استنفار الحس الإنساني. الكامن في أعماق النفس البشرية والإبتعاد عن تقليد الشعر القديم. "
[right]- انت ترى اذا ان التغير في الغرض من الشعر يبرر التغير في شكل القصيدة واليات نظمها. وحيث ان اغراض الشعر القديم العامودي قد انتفت ( المدح، الفخر ، الهجاء،الغزل... الخ) فذلك يبرر التحرر من قيود النظم كما في الشعر العامودي. كما انك تري بان الغرض الجديد من الشعر والذي تطلق عليه اسم ( الرؤيا ) يحتاج الي اليات نظم جديدة تكون قادرة على تلبية متطلبات هذا الغرض الجديد وهو ما يبرر التحرر من قيود الشعر العامودي لكن السؤال :
- لماذا لا يتم التعبير عن الرؤيا والتي تعرفها على انها ( موجة من موجات الإبداع ينفتح عليها الشاعر على عوالم إنسانية عميقة في التعبير بما يدور في اعماقة من تأزمات وحزن وفرح ) بآليات النظم التقليدي القديم ؟
- و هل السبب ان التعبير عن ( الحس الانساني ) يتطلب اليات النظم الحديث ما دام الغرض حديث ؟
- الا ترى بان اللجوء الى النظم الحديث ناتج عن عجز لغوي لدى الشعراء؟! فلو حللنا شعر المعلقات مثلا لوجدنا ان عددا هائلا من الكلمات التي كانت مستخدمة في الماضي اصبحت غير مستخدمه حاليا مما تسبب في فقر لغوي بحيث اصبح الشاعر عاجز عن حشد ما يكفي من كلمات للتعبير عما يجول في خاطره كما كان يحصل في الماضي ؟
- اذا السبب في تقديري ليس له علاقة بتغير الغرض او ان طبيعة الغرض المرتبط بما يجول في خاطر الشاعر والذي يبرر التحرر من القيود ، وانما السبب الفقر في اللغة فحتما اصبحنا نستخدم كلمات اقل وهو ما يوثر سلبا على قدرة الشاعر على تلبية متطلبات النظم على الطريقة العامودية ؟ ولو اننا اجرينا دراسة حول عدد الكلمات التي تم إسقاطها منذ زمن المعلقات حتى الان لوجدنا ان العدد ـهايل حتما ؟


اقتباس " وإذا قلدنا الشعر القديم فماذا يتبقى لنا من إبداع ؟؟؟ حيث أن الشاعر هو ابن اللحظة الحضارية التي يعيشها كما اوضحت ذلك في هذا البحث. وإلا أعتير الشعر تقليداً للشعراء القدامى".

- ارى بان الإبداع لا ينتفي بسبب التقليد بل ان احد تعريفات الفن ومنها الادب طبعا هو " تقليد الطبيعة وتقليد التقليد " imitation of life and imitation of imitation ولا اتصور ان هناك كاتب يستطيع الفكاك بشكل كامل من عملية التقليد تلك لكن الإبداع يكون في التمايز من حيث الموضوع والفكرة وادوات التعبير عنها واسلوب حشد الكلمات والمحسنات البديعية، وقلما يختط كاتب اسلوب يكون له صفة جديدة الي حد ان هذا الاسلوب يصبح فيما بعد نمط ادبي جديد، ولو انه في طبيعته كان الي حد ما تقليد لما هو موجود. ومثال ذلك ولادة تيار الوعي عن طريق جيمس جويس فهو حتما جاء بجديد لكنه ظل ضمن اطار فن الرواية ولو انه ابتعد عن استخدام أداة الحبك التقليدية وترك بدلا من ذلك للافكار تنطلق على سجيتها.

كما ان كتابة نص شعري على الطريقة العمودية لا يعني تقليد الشعراء القدماء اذا ما عالج هذا النص موضوعا حاضرا اما ان يلزم الشاعر نفسة بأغراض الشعر القديم فحتما انه سيظهر للمتلقي وكانه يتحدث السنسكريتية وذلك بسبب الفجوة اللغوية التي تشكلت على مدى الايام فأصبحت الألفاظ القديمة غريبة على المتلقي الحديث ولو اتسعت ثقافته.

يتبع ...

اقتباس " كثير من قصائد كبار الشعراء المجددين عمودية، كما نرى في قصائد بدر شاكر السياب، وكثيرين غيرهم. و بدر شاكر السياب هو من زعماء الشعراء المجددين، بعد نازك الملائكة وعلي أحمد باكثير."[/right]