عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2018, 03:25 PM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
والتعسف في وصف بعده عن النظافة لا أجد له تفسيرا سوى ندب الحال، فإن الإنسان مهما حاول إظهار التعالي والصبر والتجلد لا يلبث أن يبدو في كلامه ما يدل على إحساسه بالدونية والقهر:



وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّرَتْ
لبائِدَ عن أعْطَافِهِ ما تُرَجَّلُ
بَعِيدٌ بِمَسِّ الدُّهْنِ والفَلْيِ عَهْدُهُ
له عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْوِلُ


فهو يصف شعره بأنه منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي وهو إخراج الحشرات من الشَّعر، حتى جفت عليه الأوضار كما يجف الروث المتعلق بأذناب الدواب عليها! فلماذا يذكر هذه الأوصاف؟ ليس للفخر بالطبع ولا لإثبات تعاليه على شيء من الطبيعة ولا استغنائه عن شيء، إنما لم يحتمل كتمان ما يشعر به الصعلوك من القهر فطاشت المعاني المكبوتة كلمات يلوكها في قصيدته، ما يدل على مدى المشاعر المتناقضة بداخله والاضطراب النفسي الذي يعيشه!



ثم لم يلبث أن عاد لذكر قوته وصيره وتعاليه:



وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّرْسِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ
بِعَامِلَتَيْنِ ظَهْرُهُ لَيْسَ يُعْمَلُ
فألْحَقْتُ أُوْلاَهُ بأُخْرَاهُ مُوفِيَاً
عَلَى قُنَّةٍ أُقْعِي مِرَارَاً وَأمْثُلُ


فمن شدة سرعته على أرض خالية مقفرة ألحق أولها بآخرها!



تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْمُ حَوْلي كأنّها
عَذَارَى عَلَيْهِنَّ المُلاَءُ المُذَيَّلُ
ويَرْكُدْنَ بالآصَالِ حَوْلِي كأنّني
مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ