عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2018, 03:24 PM
المشاركة 17
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ثم يأتي في وصف جسده النحيل لا أجد سببا في هذه الوصف الوضيع إلا الندب والحزن الذي لا يتفق مع الوصف المتعالي الذي قابلناه من قبل، فوصفه نفسه بالشجاعة والعدو السريع وقوة البطش في الإغارة والقتل لا يتفق مع جسد نحيل ضعيف هزيل جائع!! وما ذلك إلا لتنكشف حقيقة الشنفرى وهي أن وصفه المتعالي كان حيلة دفاعية تلقاء نبذ قومه له وعلاقته السيئة بالناس!



وآلَفُ وَجْهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِها
بأَهْدَأَ تُنْبِيهِ سَنَاسِنُ قُحَّلُ
وَأعْدِلُ مَنْحُوضاً كأنَّ فُصُوصَهُ
كعَابٌ دَحَاهَا لاعِبٌ فَهْيَ مُثَّلُ


ويطوي أمعاءه على الجوع فتصبح لخلوّها من الطعام يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها..



وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ
خُيُوطَةُ مارِيٍّ تُغَارُ وتُفْتَلُ
إن الشنفرى الصعلوك لم يتعال على قومه الذين فارقهم ونبذوه فقط! بل يتعالى على الطبيعة نفسها وما فيها، بل تعالى على الإنس والجن والطير والحيوان والليل والنهار والبرد والحر!! فهو يستطيع التصرف في الليلة الباردة الشديدة بمنتهى القوة دون التأثر بالظروف، وفي اليوم الصائف الشديد الحرارة ينصب وجهه لذلك اليوم متحديا إياه دون ستر رغم أن ملابسه ممزقة لا تقيه منه، وطيور القطا المعروفة بالسرعة والخفة يسبقها الشنفرى إلى الماء حتى أنها تدرك سؤره المتساقط خارج المنبع:

وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُدْرُ بَعْدَما
سَرَتْ قَرَبَاً أحْنَاؤها تَتَصَلْصَل