عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2012, 03:51 PM
المشاركة 6
زهراء الامير
فرعونيـة من أرض الكنانـة
  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:100%;background-color:black;"]
[tabletext="width:100%;border:3px double red;"]
الفصل الثاني: مصادر الأدب الموريتاني وقيمتها التاريخية والعلمية.

لا نبالغ إذا قلنا إن أزيد من 90% من التراث الفكري والأدبي لموريتانيا ما يزال محجوبا عنا، وذلك لاعتبارات عديدة. فكثير منه قد ضاع في الحروب الداخلية المتعددة، ونصيب مهم منه قد تعرض إلى النهب والإحراق من قبل المستعمر الفرنسي، وما هو مخطوط من هذا التراث كثير جدا. ومن العوامل المباشرة التي أسهمت في ضياع كثير من أدب موريتانيا كون الموريتانيين يعتمدون اعتمادا كبيرا، في حفظ تراثهم وصيانته، الذاكرةَ والرواية الشفوية. يقول الشاعر: (البسيط التام)
عليك بالحفظ دون العلم في كتب فإن للكتب آفات تفرقها
اللص يسرقها والفأر يخر مها([6]) والنار تحرقها والماء يغرقها
ويقول أحمد ولد حبيب الله: "على أن الشيء المؤكد هو أن دور الكتابة أو التدوين في المحافظة على التراث الموريتاني ليس دورا رئيسيا، لأن حاجة القوم عامة إلى التدوين والكتابة كانت قليلة إذا ما قورنت بنزعة الحفظ السائدة. وبناء على ذلك، يمكننا أن نتخيل ضياع الكثير من التراث الموريتاني، خاصة ذلك الموغل في القدم. وقد يكون نصيب الشعر من الضياع والاندثار كبيرا، لأنه –من ناحية – كان يخلد تقاليد وصراعات قبلية ومثالب اجتماعية يتورع عن حفظها وعن تدوينها الشعراء إذا كان هجاء فاحشا أو فيه مس بمكانة القبيلة أو الشيخ الصوفي، ولأنه – من ناحية أخرى – كان ذا قيمة سامقة في الثقافة الموريتانية".([7])
أطلقت مجلة (العربي) الكويتية عام 1967 على موريتانيا (أو بلاد شنقيط) مقولة "بلد المليون شاعر". فأين هذا الشعر، وهذا الأدب بعامة؟ قد يجاب بأن معظمه قد ضاع. ولكن الثابت أن منه ما نجا من براثن الضياع؛ وهنا نتساءل: أين يمكن أن نقرأ هذا النصيب الذي وصل إلينا من الميراث الأدبي الموريتاني؟
لقد بذلت موريتانيا بعد حصولها على الاستقلال السياسي بعض المجهودات الرامية إلى تجميع مخطوطات تراثها الفكري والأدبي وتحقيقها ونشرها بغية التعريف بأدبها الذي طالما عانى التهميش والإقصاء. وقد أنشأت لهذا الغرض بعض المؤسسات والمراكز العلمية. وهكذا، ففي سنة 1974 تم إنشاء "المعهد الموريتاني للبحث العلمي". ولكنه ظل مشلولا عن القيام بمهامه العلمية لأساب مادية وإدارية وعلمية، منها:
· ضعف الإمكانات المادية المتاحة لاقتناء المخطوطات وصيانتها.
· انعدام الخبراء في مجال تجميع المخطوطات وحفظها وترميمها وتصنيفها وتحقيقها.
· طبيعة العقلية الموريتانية التي تأبى التنازل عما لديها من مخطوطات بالبيع أو بالإهداء. وتعدها من جملة المقدسات والأسرار التي لا ينبغي للغريب الاطلاع عليها أو تشويهها.
· انعدام الوعي العلمي والحضاري والتجاري بقيمة المخطوط وإحيائه ونشره.
ورغم هذا كله، فقد استطاع هذا المعهد أن يحقق بعض المخطوطات، وأن ينشر بعض الكتب والأبحاث، وأن يصدر مجلة دورية أسماها (الوسيط). كما تمكن المعهد من جمع أزيد من 6000 كتاب مخطوط، وحوالي 2500 ميكرو فيلما، وما يربو عن 600 ملف للشعراء.
إن المصادر والمراجع التي تتناول الأدب الموريتاني قليلة، ولا تقدم – في مجملها- أشياء كثيرة عن أدب موريتانيا شعرا أو نظما أو نثرا. فمن هذه المظانّ كتاب (نيل الابتهاج بتطريز الديباج) لأحمد بابا التمبكتي السوداني الذي حوى شذرات يسيرة عن ذلك الأدب. وهناك بعض المصادر المعروفة على صعيد الأدب العربي أوردت إشارات عن تاريخ موريتانيا الأدبي والثقافي والحضاري. يقول الباحث الموريتاني يحيى ولد محمدن: " فلولا آثار البكري وابن عِذاري المراكشي وابن الأثير والسيوطي وابن خلدون والكعتي والسعدي والسلاوي وعبد الله عنان لما عثرنا على هذه الأشلاء من تاريخنا السياسي والثقافي والحضاري..." أما المراجع التي يمكن أن نقرأ بين دفاتها أدب شنقيط، فإنها تتفاوت في قيمتها العلمية، وتتفاضل في المنهاج ووفرة المادة والأخبار والقدم والقرب من المنابع الأصلية. وقد حاول الباحث أحمد ولد حبيب الله أن يصنف هذه المراجع إلى أنواع، منها:
[/tabletext]
[/tabletext]