عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2014, 12:10 AM
المشاركة 47
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثم ما دخل التعدد في الأخلاق؟! هذا أسلوب في بناء الأسرة، فقد تكون كبيرة أو صغيرة، ومن الذي جعله استثناءً؟ إنه الثقافة الغربية المبنية على المسيحية التي ترفض التعدد. فلا يكن مقياسك ما يرفضه الغرب وكأن البشر هم الغرب، هم يرفضون التعدد ويبيحيون التخلل (من الخليلات مثنى وثلاث ورباع وتساع وعشار!) وبدون تحمل أي مسؤولية كما في الزواج الأخلاقي، فهل هذا ارتقاء أو انحطاط في الحيوانية؟! أيهما أرقى أخلاقياً: من يعدد ويلتزم أم من يعدد ولا يلتزم؟!
الشعوب القديمة كانت تحترم الزواج وتكره البغاء وتتشدد فيه أيضاً، أما عند الغرب فقد انعكس الوضع الآن ولم يتطور بل تراجع.


ما دخل التعدد في الأخلاق ؟

جميل هذا الطرح حسبتك تقيس كل شيء بمعيار الأخلاق .
هذا الموضوع بالذات وجدت فيه تطور الأخلاق ، فأحببت أن تزيحه عن طريقك بإثارة الخليلات ، فهل التعدد يمكن أن يحد من الخليلات ، أم أن الهوس الجنسي في الأصل مرض نفسي .
جاء الإسلام ليحد من التعدد و يضيق عليه إلى أبعد الحدود يا أستاذي ، فقط المجتمع يومئذ كان فيه التعدد قاعدة عامة ، لأنه عندما اشترط الإسلام العدل في التعدد أقرنه باستحالته في نفس الوقت . فلا تعتبر كل ما تشاء أخلاقيا وغيره غير أخلاقي وفق منظورك للأمور ، وانقل الأشياء كما هي .

هل الأخلاق تتطوور أم هي ثابتة و مطلقة ؟

إذا كانت العقيدة ثابتة لأنها تربط بين العبد و ربه و حده ، فإن الأخلاق أساسها هو الحياة الإجتماعية ، أي أنها يدخلها الإجتهاد الإنساني ، و المصلحة التي تقتضيها المرحلة ، والظرف الذي تعيشه الجماعة ، فمثلا أخلاق الحرب ليست هي أخلاق السلم ، وأخلاق السياسة ليست هي أخلاق الناس البسطاء .
لنأخذ على سبيل المثال : التجسس ، فالتجسس في الأصل حرام ، لكن هل يمكن بناء دولة بلا جهاز للتجسس " العيون " .

وعندما نأخذ الأخلاق بوجه عام كالعدالة مثلا ، فقديما كان الشخص يحاكمه القاضي ، فقيمة العدل يومئذ لا يمكن أتكون نفسها عندما تطورت وسائل البحث ، و ضبط الفصول و التقدم العلمي ، فالعدالة قديما ليست هي العدالة اليوم ، لا بد أن هناك تطورا و تحسنا في المخرجات ، فالمسألة بالضبط كباقي المهن والحرف . فعندما نقول أن هناك محامي و هناك ممثل الحق العام و هناك قاضي ، فكل منهم في الأخير يجتهد للوصول إلى العدل الحقيقي وفق معطيات دقيقة .
فالسرقة مثلا يمكن أن تكون سرقة عادية ، وسرقة موصوفة بسبق الإصرار والترصد ، ويمكن أن تكون سرقة ليلية واقتحام منزل وغيرها من الأحداث التفصيلية التي تدخل في الجناية . فعندما تتحقق بشكل جيد في مواصفات العدالة قديما وحديثا لابد أن تقف على ارتقاء العدالة .

فالقول بأن الأخلاق جامدة لا تتحسن و لا تتطور فيه نوع من عدم الضبط .

خذ مثلا عندما "سرق" أخ يوسف عليه السلام ، فهو تم الاحتفاظ به "كرهينة " و لو حوكم بدين أهله لكان مصيره مختلفا ، و لو حوكم في الإسلام لكان التخفيف واضحا . حتى أن في عهد سيدنا عمر رفع حد السرقة في فترة الجذب . من هنا يتضح أن الأخلاق لا ننظر إليها دوما بنفس المنظار .

الكذب مثلا تعتريه الأحكام رغم أنه أخلاقيا يبدو من المحرمات ، فالأخلاق تخضع للظرف ، عند التطبيق والتنفيذ .