عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 12:37 AM
المشاركة 20
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وقفة فنية صوفية
خضر بشير
(1917م - 2002 م )
ينطق السودانيون اسمه (خِدْر بشير) مطرب سوداني يمثل ظاهرة فنية غريبة في أدائه الهستيري و تمكنه من الغناء يساعده عذوبة صوته ، لكن لماذا الهسترة المستغربة؟
ستجيبنا ترجمة حياته عن جريدة الوطن :
( ... يورد الأستاذ الطيب عبد الله الشيخ الحسن في بحث تخرجه لنيل درجة البكالريوس من جامعة النيلين تحت عنوان (دراسة توثيقية لحياةالفنان خضر بشير أحمد) أن الأستاذ خضر ولد عام1917 م... وفي نسبه يقول الأستاذ الطيب في الدراسة المشار إليها: هو خضر بن بشير بن أحمد بن رحمة بن أحمد الجعلي، وأصل جده من المتمة... أما أمه فهي: فاطمة بنت حسن بن أحمد العركي... أهل أمه من العبدلاب من سلالة عجيب المانجلك، وجدته من أبيه هي عمة الشاعر الكبير إدريس جماع... وليس لخضر إخوة أشقاء، فعبد السلام أمه من الكتياب وهي خالة الشاعر النابغة التيجاني يوسف بشير، أما أحمد فأمه من الميرفاب.
أما علاقته بالشيخ عبد الباقي المكاشفى فكانت: (يقول الأستاذ عوض بابكر على لسان خضر بشير: (أمضيت ستة أشهر في الفابريك، وذات ليلة من الليالي رأيت في ما يرى النائم مخلوقاً كريهاً في هيئة امرأة... بدأت هذه المرأة تصدر أصواتاً مخنوقة من خلال أنفها. وعندما دنت مني رأيت فناراً يضىء السماء وبظهوره اختفت المرأة في أقل من لمح البصر... بعدها طار الفنار وحط على القطية التي ننام فيها أنا وزملائي، وظهر فيه رجل خرج من داخل القطية ورأيته يتحدث اليّ وكان بجانبه شخص مجذوم يغتسل في حوض وكان القيح ينزل من كل جسده، فغرف ذلك الرجل من هذه المياه القذرة وملأ منها كوباً وطلب مني شرب ذلك الكوب، فترددت وعندها انتهرني فأخذت الكوب وشربته عن آخره
. وفي صباح اليوم التالي وبينما كنت أتجاذب أطراف الحديث مع بعض زملائي العاملين، بدأت أصف لهم الرجل الذي رأيته في المنام، وسألتهم عن الطرق الصوفية ومشائخها في الجزيرة... بعدها نصحوني بزيارة مسيد الشيخ العارف بالله
عبد الباقي المكاشفي في الشكينيبة، ودلوني على الطريق، فذهبت إليها راجلاً في صباح

اليوم التالي بعد أن فشلت في أن أجد سيارة تقلني الى هناك... وعند دخولي المسيد سنحت لي الفرصة برؤية الشيخ، فوجدته نفس الشخص الذي رأيته في المنام فدخلت وسلمت عليه... أخبرته من أنا ولماذا أتيت وقصصت عليه رؤياى فرحب بيّ وأحسن وفادتي.... مكثت بالمسيد أخدم مع الحيران وأدق النوبة عند الذكر وأتغنى بقصائد الشيخ عبد الباقي المكاشفي حتى سلكت في الطريقة المكاشفية القادرية على يد الشيخ... وأثناء فترتي مع الشيخ لاحظت أشياءً كثيرة عن صفاته الفريدة وكرمه وحسن معاملته لمحبيه ويكفيني شرفاً أنه كان يناديني بـولدي خضر
).في هذه الفترة ترك خضر بشير الغناء العاطفي وتحول كلياً الى المديح خاصة المدائح من تأليف شيخه المكاشفي...) أ. هـ

و تأخذ هذا الفنان حالات يسميها محبوه بالجذبة:


_ اشتهرت أغنية لـ ( خضر بشير) اسمها (إيه يا مولاي) كتب كلماتها الشاعر السوداني محمود أبوبكر:

ايه يامولاى ايه من حديث أشتهيه

وجمال أنت فيه بغية القلب النزيه


عسعس الليل فناما واكتسى الوادي ظلاما


إن يكن صمتي رهيبا فأن صمتك كلاما


وأرى الوجه تجلى فوقه الشعر تدلى


عجبت عيني لبدر منك بالليل استظل


دارى البارق حاكى بارقاً ابكى ملاكا


مابكى الافق ولكن إذ رأى دمعي تباكى


اسقني خمر الدناني نخب حب ودفاء


أن في عيناك رأى بعض آيات السماء


إيه يامولاي إيه من حديث أشتهيه


وجمال أنت فيه بغية القلب النزيه


ثم أضاف المطرب خضر بشير أبيات للأديب محمود العقاد لمحبته إياه ،وهي:
يا نديم الصبوات = اقبل الليل فهات
هاتها باسم حبيبي = قاتل الله العتات

ذهبي الشعر ساجي= الطرف حِلو اللفتات
وحييُ النفس يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات

علموه وهو لا يعـــ=ــــلم ما كيد العدات
ليتني علمته الــ=ـوصل وتكذيب الوشات .

وفي آخر المقطع بدا خضر يستلهم موروثه الصوفي و عقيدة (وَحدة الوجود) فقام بأمور عجيبة هي:
1. غير البيت التالي:

وحييُ النفس يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات
فصار على لسانه:

وحييُ اللهَ يحيِّـــ=ـــيك بغير البسمات.

2. أخذ يشطح على تعبير الصوفية ليقول كلاماً مبهما و عباراتٍ كفرية مثل:
( الله فوق زوزو ، يا حلات زوزو ...).

3. تربيته الصوفية في الطريقة المكاشفية ظهرت جلية في رقصه : من قفز للأعلى و تحريك اليدين كما تحركه الطريقة في حلقات الذكر.



وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا