عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2011, 11:12 PM
المشاركة 140
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



* ذات صبح قروي .. دافئ
مطوية السعف تيك النخلة ومعصوبة الجذع ..
والأعشاب في ممر البيت الطيني تبدو لاهثة شاحبة لوطأ الأقدام ..
بعدما أطالت الجدة المكث على النافذة .. استدارت ببطئ ..
وأشارت إلى المرأة التي كانت تضع قالب الزبدة في الطبق أن تأتي اليها لتأخذ بيدها ..
قالت لها مريم : إلى أين ستذهبين يا أمي .. ببصركِ الضعيف هذا ؟
قالت العجوز بصوت مرتعش :
- الدجاج .. أريد تفقد الدجاج .. ليلة البارح لم يهدأ ضجيجه .. وأخاف أن أحد الضواري من الجبل قد هاجمه ..
أجابتها مريم : وهي تخرج الخبز الطازج من التنور وتضعه على القصعة :
- اطمئني يا أمي , كنت هناك قبل قليل ولم يحدث شئ ..
- الديك لم أسمعه اليوم بوضوح .. ماله مكتوم صوته ..؟.
- يبدو أنه مريض يا أمي .. وسأجعل زوجي يعرضه على حكيم الحيوانات اليوم ..
- هل حلبتِ البقرة والماعز يا مريم ؟
- أجل يا أمي .. وقد أعددت لكِ بعضه لتتناوليه مع الفطور ..
- وأين عائشة .. لا أراها بالجوار ؟
- ذهبت تحضر لنا بعض العسل والقشدة من بيت التموين ..
ولم تكد تكمل جملتها حتى دخلت عائشة برفقة أخوتها الصغار الثلاثة ..
سألت مريم أكبرهم : هل ذهبت بالطعام إلى والدك في الحقل كما طلبت منك يا محمد؟
هز الصغير رأسه واقترب يقطع كسرة من الخبز الطازج .. فلطمته أمه على أصابعه .. ونهرته قائلة :
- انتظر حتى تأتي الجدة .. عيب ..
ثم نادت على العجوز : هيا يا أمي ان الطعام جاهز ..
والتف الجميع حول قصعة مليئة بأطايب القرية البعيدة ..
ذات صبح دافئ في قرية بعيدة على جبين التلال الجنوبية ..