عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2015, 05:01 AM
المشاركة 2
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثانى

إثنتان من بنات حواء جمع القدر بينهما ..
ليُنفَذ ألاعيبه وحيله..
فعلى الرغم أن كلا منهما قد خُلقت في عالم لا يمت بصلة إلى عالم الأخرى .
لكن القدر جعل كلا منهما تزلزل أركان عالم الأخرى .
فمن خلال أفكار أحلام في روايتها الرومانسية التي كتبتها وهى تعيش في عالمها الوردي قد جعلت أميرة تؤمن بحبها لممدوح جارها ورفيق طفولتها بحارة الخواجات بالرويعى بحي باب الشعرية وترفض حب مرعى ابن الحاج زاهر تاجر الزجاج الثرى وصاحب المنزل الذى تقطن به هي وحبيبها ممدوح على الرغم من إلحاح أمها وأبيها عليها بترك دراستها والزواج من مرعى لتُنقذ أسرتها وأختيها من الفقر والعوز ولكن بعد قراءتها لرواية أحلام آمنت بها وتمسكت بحبها لممدوح وانه آدم التي خلقت من أضلاعه والمكمل لكيانها وأضلاعها .
ممدوح التي قررت دخول كليه الآداب لترافقه في دراسته وأفكاره وحياته . بعد علمها إنه أختار هذه الكلية لإكمال تعليمه الجامعي . فقررت دخولها . ليس لحبها لعلم النفس والفلسفة ولكن لحبها الجنوني لممدوح .
عالمين مختلفين تداخلا في الزمان والمكان الغير مناسبين والمتضادان في كل شي .
أحلام..
عالمها يقال على من ولد وشب فيه..أنه ولد وفى فمه ملعقة من ذهب ولا مبالغه هناك إذا قيل على عالمها ..
أنها ولدت وجميع أدوات مائدتها من ذهب..
فعائلة السخاوى تمتد جذورها وشجرتها لأجيال كثيرة مع آصاله في المنبت والسلالة . عائله تتمتع بالجاة والسلطان والثروة . أفاض الله على أحلام بوفرة فى كل شئ .
جمال في رقة الملائكة .ذكاء متقد . مواهب متعددة .شخصيه قوية واثقة بذاتها ومواهبها . يدعمها في ذلك قوة وسلطان عائلتها لديها كل شئ قبل أن تطلبه .لم تشعر يوما بقهر الحرمان.
ولم تمر يوما بما يُعرف بعُقد الطفولة..
كل شئ مراعى في تربيتها النفسية والصحية على أرقى درجات العلم النفسى والتربوى من خلال أبوين على أرقى درجات الثقافة والعلم والتحضر ..
نُسج حولها جدار من الحماية في جميع مراحل عُمرها من خلال سلطان أبيها وست من أخوانها بمراكزهم الإجتماعية الحساسة.. حصلت على شهادتها بتفوقها وذكاءها ..
لم يتجرأ أحد أن يتعدى على حق من حقوقها في التعيين فورا بالجامعة وإكمال دراستها الأكاديمية..
فَتح لها أبوها دارا للنشر عندما أكتشف موهبتها في كتابة القصة الرومانسية الحالمة .
إشتهرت روايتها الرومانسية الأضلاع المتجاذبة بين جيل الفتيات المراهقات وذاعت بينهم نظرية خلق حواء من ضلع آدم وأن لكل رجل حواءه التي خُلقت من ضلعه و إذا أراد الله السعادة لإنسان يجعله يلتقي بحواءه فتتجاذب الأضلاع ويكتمل الكيان ويحصلوا على السعادة الكاملة ...
كانت أحلام تؤمن بكل كلمة وحرف في نظريتها وكانت في بحث دائم في كل وجوة أولاد آدم التى تصادفهم بحثا عن أضلاعها الناقصة ليكتمل به كيانها وسعادتها .
أميرة
عالمها بالمقارنة لعالم أحلام .
من كوكب آخر وله جاذبية أخرى .
فمخلوقاته من فصيلة مختلفة في الصفات والجينات ..
في حارة الخواجات بالرويعى بحي باب الشعرية ولدت أميرة لأب موظف بهيئة البريد وأم لم تحصل على أى قسط من التعليم ولكنها أورثت بناتها الخمس جمالها وصحتها .
وكانت أميرة تتوسط أخواتها .
تزوجت الكبيرتين مبكرا . هربا من الفقرو ضيق المكان عليهم وحتى يزاح حملهما من على كاهل أبيهما .. ربط القدر أميرة منذ طفولتها المبكرة بكلا من .
ممدوح ابن الخادمة عطيات. كما كان يطلق عليه أهل الرويعى .
ومرعى ابن الحاج زاهر التاجر الثرى المعروف .
كبرا سويا . أحبها كلا من ممدوح ومرعى حبا كبيرا . لم ترفض حب آيا منهما حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية ووقع في يدها كتاب أحلام عن الأضلاع المتجاذبة فآمنت بكل كلمة فيها
وتفجر بركان عواطفها في إتجاه ممدوح وآمنت إيمانا راسخا انه آدم التي خلقت من أضلاعه وأن كيانها لا يكتمل ألا بحبه.
وعند علمها برغبته في الإلتحاق بكلية الآداب لولعه الشديد بفلسفة سقراط وأفلاطون وأرسطو.
لم تفكر أو تراجع نفسها فإلتحقت معه بنفس الكلية حتى يتلاقى مصيرهما معا .
كان ممدوح يبتسم في سخرية عندما تصفه بأنه باقي أضلاعها . لا يعكر صفو هذا الحب ألا إلحاح مرعى بطلب الزواج منها مع مباركه أبيها وأمها لهذا الزواج .
بدأ الخلاف يدب بين الصديقين فمرعى قد رسب في الثانوية. وقرر أبيه أن يعمل معه في تجارة الزجاج .
كان ممدوح و من خلال إحساسه العميق بالفقر والذل والمهانة لعمل أمه خادمه في منزلهم.
كان يتفادى الصدام معه.
رغم تمسكه بحب أميرة أملا في الزواج منها .
وذلك بعد الحصول على شهادته والقدرة على أن يعول أمه حتى لا تخدم في البيوت
كانت أميرة تعضده وتقويه حتى وصلوا إلى السنة الثانية بنجاح وتفوق .
لكن فجأة وبدون مقدمات ..
إنقطع ممدوح عن حضور المحاضرات مع التهرب من مقابلتها .
حتى أمه عطيات لم تستطع أن تشفى غليل قلقها .
كان يأتى كل فترة ليعطيها المال الذي يكفيها طالبا منها عدم الخدمة بالبيوت نهائيا..