الموضوع: سياسة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2014, 02:13 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ومضة قصصية
*************


نام إشتراكياً ..

إستيقظ رأسمالياً ..

في المساء .. كان في الصف الأول يُصلي خلف الإمام ...


أهلا بالأستاذ عمر مسلط .

إن كان هناك من شر لابد منه فهو السياسة في عصرنا هذا ، فلا يستقيم ما لم تصلحه السياسة ، و كلما غابت التوافقات عن مجتمع أفسدته المذهبية ، فالذي لا يتمطط و يلين ليونة العجين لن يمارس السياسة في هذا العصر الذي اختلطت فيه المفاهيم و طغت عليه المصلحية ، لذلك لا عجب أن تجد السياسي يخطب خطابات مزدوجة ، بل في الخطاب ذاته تجده يأتي على النقيضين محاولا جبر الخواطر و الخروج بأخف الأضرار ولو على حساب شخصيته التي ليست بالضرورة ما يردده .
إن كانت الرقابة الذاتية مطلبا في كل مجلس ، فمجال السياسة هو المكان الملغم الذي يمارس فيه الشخص أقصى درجات الحرص فخطاب السياسي تتم غربلته مرارا وتكرارا وإزاحة كل الكلمات التي قد توحي بكل تلك التناقضات التي يحاول التوفيق بينها ، لأن بعده إعلاما يحلل مفرداته و أبعادها والتوجهات التي تتحكم في صياغتها . لعل الجماعة الضاغطة لها دورها البين لن تستطيع نيل رضاها ما لم تستطع العزف على غالب أمنياتها ، فعندما تنحو نحو العمال يجب أن تخاطب فيهم أحلامهم و متمنايتهم ، وعندما تتجه نحو أرباب العمل يجب أن تهتف بتقوية نفوذ رأس المال و التخلص من العبء الضريبي و غيرها من الوعود التي لن تتحقق كلها .
بما أن الدين رمز للأمانة والطهر و للشخصية المستقيمة ، فلا تستغرب أن تجد السياسي حاضرا هناك لإصلاح صورته و جعلها مقبولة و قريبة من المجتمع ، هذا كواجب سياسي و تغليبا لمصلحة الحزب ، أو الدولة ، فالسياسي في الغالب ملك للسياسة .

هناك من لا يستطيع المزج بين كل تلك المتناقضات ، و هو فعلا رجل غير موفق سياسيا . لذلك لن يستطيع استغلال كل طاقات المجتمع في عملية البناء . فعندما يعطي الغربيون الحق لأقلية ما ، فهو بالضرورة يدمج تلك الفئة في المجتمع و تمارس نشاطها بفعالية و يستفيد المجتمع عامة من فعاليتها عكس ما يقع في مجتمعاتنا التي يسودها الإقصاء و التهميش ، لأسباب غير واضحة المعالم .


كل التقدير والاحترام