الموضوع: حروف الهجاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2011, 08:30 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


برزت من هذا الأصل نحو عام 1000 قبل الميلاد أربعة فروع رئيسية، هي: السامية الجنوبية، والكنعانية، والآرامية، واليونانية.

السامية الجنوبية: وقد بقيت بصورة عامة محصورة في شبه الجزيرة العربية. وفي مرحلة ما قبل الإسلام انتشرت في جنوبي شبه الجزيرة خمس كتابات هي: المعينية، والسبئية، والحِميَرية، والقتبانية، والحضرموتية، أما في شمال شبه الجزيرة فقد انتشرت أربع كتابات هي: الثمودية، والديدانية، واللحيانية، والصفائية. وقد امتد انتشار الكتابة السبئية إلى القارة الإفريقية، إذ صارت الجد الأعلى للكتابة الإثيوبية القديمة التي ولّدت من ثم الأمهرية والتيغرية الحديثتين وبعض الكتابات الإثيوبية الأخرى، وهي ما بقي مستخدماً حتى اليوم من فرع السامية الجنوبية.

وتتناقل المرويات أخباراً متضاربة في أصل الخط العربي ونشأة حروف الهجاء في اللغة العربية مصطلحاً ورسماً. ومن أوائل من يعزى إليهم أخبار ذلك ابن الكلبي وابن عباس، ويستخلص من المصادر التي عرضت لهذا الموضوع بشيء من الإفاضة أن أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام. ومن المرجح عموماً أن العرب في الجاهلية قد تأثروا في الكتابة ببعض اليمنيين الذين انتقلوا إلى شبه الجزيرة العربية وكتبوا بعض النقوش لعرب الشمال أو علموهم بعض مبادئ الكتابة، ولكن عرب الشمال لم يقتبسوا الخط الحميري تماماً. ويشار هنا أيضاً إلى أن بعض أهل الذمة في الحجاز كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام، وعنهم أخذها بعض الصحابة من كتّاب الوحي ثم تعلمها العرب في صدر الإسلام.
أما الباحثون المحدثون فقد ذهبوا إلى أن العرب تأثروا بالنقوش والكتابات النبطية والسريانية بحكم القرابة والجوار، وهذا الأمر يؤيده تأمل التشابه الكبير بين الخط السرياني الأسطرنجيلي والخط العربي المسمى بالكوفي، فضلاً عما يلحظ
الكنعانية: كونت الكنعانية والآرامية معاً الفرع الرئيسي للسامية الشمالية. ويمكن القول، مع أخذ بعض الاستثناءات في الحسبان، إنه قد تم التوصل إلى اتفاقية بين الفرعين الكنعاني والآرامي، إذ إن جميع الكتابات في منطقة سورية الغربية مشتقة من الكنعانية، في حين أن مئات الكتابات في شرقيها مشتقة من الآرامية. وقد انقسمت الكنعانية إلى العبرانية المبكرة(لتمييزها من العبرانية المربعة Square Hebrew) وإلى الفينيقية.

أما العبرانية المبكرة فقد استمرت حتى 500 ق.م تقريباً، وبها دوِّنت التوراة. ولاشك بأن الفروع الشرقية الثلاثة للكنعانية، أي المؤابية والعمونية والإدمونية، متصلة بالعبرانية المبكرة. وكانت الفينيقية كتابة الفينيقيين القدماء، سواء في موطنهم الأم أو في مواطنهم الجديدة، بما في ذلك قرطاج، وسرعان ما تحول الفرع القرطاجي إلى الممثل الرئيسي لها، ما قبل روما وبعدها، وعُرف بالكتابة البونية Punic. وتتصل كتابات الليبيين القدماء وسكان شبه جزيرة إيبريا بالفرع القرطاجي، أما كتابة قبائل البربر في شمالي إفريقيا فتنحدر من الأبجدية الليبية.

الآرامية: لأهمية الكتابة الآرامية في تطور الأبجديات يمكن مقارنتها باللاتينية. ويعود ظهور الآرامية إلى نحو 1000ق.م، لكنها سرعان ما صارت الكتابة واللغة الأكثر أهمية والأوسع انتشاراً في غربي آسيا. وبين القرن الثالث والأول قبل الميلاد تحولت عدة تفرعات محلية آرامية إلى كينونات مميزة، بحيث شمل أحفاد الآرامية المباشرين وغير المباشرين، فروعاً ثانوية، والكتابات المستخدمة في اللغات السامية وغير السامية.

يتضمن الفرع الثانوي السامي من الآرامية: العبرانية المربعة، والنبطية مع عربية سيناء الجديدة (وتعد هذه الأخيرة الكتابة الأكثر استخداماً وانتشاراً في آسيا وإفريقيا)، والتدمرية، والسريانية النسطورية (فقد حمل المبشرون النساطرة تعاليمهم الدينية ولغتهم وكتابتهم إلى المرتفعات الكردية وجنوب الهند وتركستان وأواسط آسيا ووصلوا حتى الصين)، والمندائية الغنوصية، والمانوية.
وتتناقل المرويات أخباراً متضاربة في أصل الخط العربي ونشأة حروف الهجاء في اللغة العربية مصطلحاً ورسماً.

ومن أوائل من يعزى إليهم أخبار ذلك ابن الكلبي وابن عباس، ويستخلص من المصادر التي عرضت لهذا الموضوع بشيء من الإفاضة أن أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام. ومن المرجح عموماً أن العرب في الجاهلية قد تأثروا في الكتابة ببعض اليمنيين الذين انتقلوا إلى شبه الجزيرة العربية وكتبوا بعض النقوش لعرب الشمال أو علموهم بعض مبادئ الكتابة، ولكن عرب الشمال لم يقتبسوا الخط الحميري تماماً. ويشار هنا أيضاً إلى أن بعض أهل الذمة في الحجاز كانوا يعرفون الكتابة قبل الإسلام، وعنهم أخذها بعض الصحابة من كتّاب الوحي ثم تعلمها العرب في صدر الإسلام.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)