الموضوع: الاقتراب من الحقيقة , كالاقتراب من اللا شيء ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2014, 02:06 PM
المشاركة 8
الصورة الرمزية ايوب صابر
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقباس (هَذا الَكونُ أَوسَعُ مِن عَقلِكَ المَحدودِ بِكَثِير فَأَنتَ مُجَرَّدُ عَقلٍ مُفرَدٍ ضِمن كَونٍ وَاسِعٍ مُتَبَاعِد الأَطراف , إن ادراكك لا يَستَطِيعُ الالمامَ بِأَبعادِ هذِهِ البَسِيطة عَلى أَقل تَقدِير , فَكَيفَ لَكَ أَن تُلم بالحَقِيقَة الصَّريحة الكاملة التي خلق الكون من أجلها , التي رُبما تحتاج إلى أن تصل الى بِداياتها الكَثير مِن الاجتِهادات والبَحث والاستزادة فِي العلم , وحَتى إن وَصَلتَ الى البدايات فهذا لا يَعنِي أنك قد لامَستَ أطرافها , بَل هُنالك أيضاً نِسبيّة تَفرِضُ نَفسها عَليك , فَرُبّما كُنتَ مُخطِئَا وَرُبّما كُنتَ عَلَى الحق .).

- اتصور ان ما اراد الاستاذ رضا قوله قد عكسه في الفقرة الاولى اعلاه وباقي النص ما هو الا محاولة لدعم طرحه حول الفكرة الرئيسية التي اتى بها.

واضح ان الاستاذ رضا اراد القول ان عقل الانسان محدود بالمقارنة مع عظمة الكون وان الانسان لن يستطيع الوصول الى الحقيقة المطلقة مهما حاول خاصة ان الحقيقة امر نسبي.

ويخلص الى استنتاج انه لا يجوز لاحد ان يدعي بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة لان كل قناعات عقلية تحتمل الصواب والخطأ...ويدلل على ذلك بأن الانسان يرى الامور من منظار مختلف حسب تراكم التجربة وعدد السنين التي يكتسب فيها المعرفة.

اقتباس ( أتحَدَثُ عَن ذلك لأَسبابٍ كَثِيرَة تُواجِهُنا اليَوم فَكَم مِن مُتحذلقٍ يشدُّ عَلى الأَحرف وَيَجزِم تَفسيرَهُ للكون وللأديان وكَأَنَّه يَتَحدَّثُ بِلسان الله سبحانه وتعالى ).

وفي الاقتباس اعلاه يشرح نيته وسبب طرحه للفكرة وهو حتما لا يتعرض للنص المقدس الذي هو الحقيقة وانما يتحدث عن الاشخاص الذين يحاولون تفسير الاشياء ويظنون انهم يمتلكون الحقيقة المطلقة واتصور انه مصيب في ذلك والدليل تعدد المذاهب والتفاسير ووجوب ان ينهي كل من يريد ان يفتي بكلمات والله اعلم.

طبعا ما يطرحه الاستاذ رضا قضية مهمة للغاية خاصة هذه الايام حينما نجد الاصطفافات المذهبية والحزبية وما الي ذلك من مواقف والتي يقدم اصحابها ما يدعمها ويبررها وكأنهم امتلكوا الحقيقة المطلقة.

فمثلا الصوفية واخذهم بالكثير من القضايا الجدلية ( مسالة الحلول مثلا ) التي ينظر اليها غيرهم وانا منهم على انها مجرد هذيان ناتج عن تعريض الدماغ لظروف معينة من خلال ممارسة طقوس معينة .

وعليه في تصوري ان الاستاذ رضا انما يدعو للوسطية وعدم التعصب لانه لا انسان مهما ارتقى في علمه ومعرفتة وتجاربه وسنه يمكنه ان يدعي بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة لان الدماغ مهما ارتقى بالمعارف لا يمكنه ان يلم بالحقيقة المطلقة وان كل تصور او منهج اومذهب انما هو اجتهاد قد يصيب او يخيب ...وانا اؤيده في ذلك اذا كان هذا مقصده.