عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 10:24 PM
المشاركة 27
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (23)


ريح النُّهوض


لا للعراقِ ل " إسرائيلَ" ألف نَعمْ
فاستسلموا أو فذوقوا عصفَ إعصاري

السِّلمُ غايتُنا والعدلُ رائدُنا
ناموا على الذلِّ وانصاعوا لإنذاري

إنَّا نقيمُ لكم حفلاً يمتِّعُكم
بعرضِ أزيائنا الحُبلى بأقذارِ

رِفقاً بشارونَ لا تُؤذوا عواطفَه
وعاملوه بإحسانٍ وإيثارِ

ماذا : لو اقتلعَ الأشجارَ حوَّلها
زيتاً لدبَّابةٍ غصَّتْ بأشرارِ

ماذا : لو احترقتْ بغدادُ وانسحقتْ
كلُّ الشعوبِ وبادتْ في لَظى النارِ

ماذا : لو انهدَمَ الأقصى وعاثَ به
كلُّ الزُّناةِ بأبكارٍ وأطهارِ

ماذا وماذا : وماذا لا سبيلَ إلى
إعرابِ ماذا وقد أتقنتُ أدواري

إنِّي أحذِّرُ من تثبيتِ قاعدةٍ
تَنفي وتُثبتُ ما تبديه أخباري

فما عليكم سوى أن تعربوا ولنا
حقٌّ بتوزيعِ أصفارٍ لأصفارِ

* * *
أشعلتُ محرقتي في ظِلِّ داليةٍ
حمراء تشربُ من سُمِّي وأوزاري

تنمو المنونُ بها عُنقودُها غَضَبٌ
وخمرُها من لَظى اليَحمومِ والقارِ

سيسكرُ الكونُ منها حين أسكبُها
لكلِّ شعبٍ على وعدٍ بمقدارِ

هذا نظامٌ جديدٌ سوف أفرضُه
على الشُّعوبِ بإعلانٍ وإسرارِ

من يومِ حطينَ أظفاري مقلَّمةٌ
واليومَ أشحذُ أنيابي وأظفاري

لم يبقَ فيكم صلاحُ الدينِ إذْ لجأتْ
كلُّ الزعاماتِ في صمتٍ لأوكارِ

وأوغلتْ في جُحورِ الخوفِ تاركةً
كلَّ المبيعاتِ تشكو غِبْنَ سمسارِ

حتَّى إذا بيعَ تاريخٌ برُمَّتِهِ
راحتْ تُعربدُ في رفضٍ وإقرارِ

* * *
يا حاملينَ لواءِ السلمِ في دِعةٍ
والريحُ تمعنُ في تحطيمِ أشجاري

أتفرحون إذا ما ساءكمْ خبَرٌ
وتغضبون إذا ما انقضَّ ثوَّاري

أتشربون كؤوسَ الذلِ في شُرَفٍ
وتأكلون ضحايا النارِ في غارِ

والطفلُ في المهدِ والأقصى يناشدُكم
يا أمةَ العُربِ يا أهلي وأنصاري

أعددتُ للثأرِ مقلاعاً ومحبرةً
ورُحتُ أطلقُ أحجاري وأشعاري

فليقطعوا الماءَ بعدَ الكهرباءِ فلن
يستقبلوا غير إيماني وإصراري

* * *
يا نائمون أما ملَّتْ مضاجعُكم
من التقلبِ واشتاقتْ لسُمَّارِ

أما ترهلتِ الأجفانُ واحترقتْ
أحلامُكم في فضاءاتٍ وأقمارِ

" بيروتُ " ملحمةٌ ضافتْ بفارسِها
فوسِّعوها بطبَّالٍ وزَمَّارِ

غنُّوا على وعدِ أمريكا بمؤتمرٍ
وشاركوها بأبواقٍ وأوتارِ

واستقبلوا كلَّ من يسعى لفُرقتكم
بالهمزِ واللمزِ في عَرْضٍ وتَكرارِ

وعرِّفوا ما هو الإرهابُ والتمسوا
عُذراً لمستهترٍ بالسلمِ كفَّارِ

* * *
" شارونُ " ينذِرُ والأحداثُ شاهدةٌ
يقول: لا تكسِروا بالضربِ مِسماري

لا تقتلوا الصمتَ لا تُبدوا مقاومةً
لا تطلقوا طلقةً في حقديَ العاري

وهيئوا لافتاتِ الشجبِ إنْ ضُربتْ
بغدادُ أو سُلِّمَ الأقصى لأحبارِ

تربَّصوا سوف يأتي دورُكم فعلى
جداولِ القصفِ أسماءٌ لأمصارِ

فبادروا لاقتحامِ السوقِ واغتنموا
عرضاً لكلِّ تصاميمي وأسعاري

ولنبدأَ العرضَ في الأقصى وننقلَه
لكلِّ عاصمةٍ ضاقتْ بأفكاري

حتى إذا جئتُ من صاموا على أملٍ
في دولةٍ حرَّةٍ من غيرِ أسوارِ

قدَّمتُ مائدةً بالسُّمِ عامرةً
فغادروها وباتوا دون إفطارِ

وأولِموا للسلامِ المرِّ وانتظروا
بعضَ الفُتاتِ ولكن خلفَ أستارِ

* * *
يا ساجدين على أبوابِ سادتِكم
ماذا فعلتم لمحوِ الإثمِ والعارِ

أتصدِرون بياناتٍ منمَّقةٍ
وتُجمِعون على إطفاءِ أنواري

أتطمعون بعفوِ الشعبِ إنْ عصفتْ
ريحُ النُّهوضِ بكفَّارٍ وفُجَّارِ

أم تلجؤون إلى أوكارِكم هَلَعاً
وتغرقون بأورادٍ وأذكارِ

لا بقبلُ اللهُ منكم أيَّ مبتهِلٍ
وأنتمُ بين مستَجْدٍ وخوَّارِ

تبَّتْ أياديكُمُ .. تبَّتْ مناصبُكم
وتبَّ من يشتري عرشاً بدينارِ

* * *
يا لابسينَ دروعاً غيرَ واقيةٍ
من الشُّعوب إذا هبَّتْ كإعصارِ

لا تحسبوا أنكم تخفون أنفسَكم
تحت البراقعِ عن سمعي وأنظاري

أغصانُنا الخُضرُ ما انفكتْ أناملُها
تبرعِمُ النَّصرَ من دارٍ إلى دارِ

تفِرُّ منهم حشودُ البغيِ هاربةً
وتحتمي من صدى المقلاعِ بالنارِ

تجري البطولةُ في شريانهم سُوراً
" آياتُها "* ملءَ أسماعٍ وأبصارِ

ليمونةٌ عُمْرها عمرُ الضِّياءِ ضُحىً
تجرَّعتْ غُصَّةَ الزَّيتونِ والغارِ

تناثرتْ مِزَقاً أشلاؤها كتبتْ
أحلى القصائدِ في تفجيرِ زُنَّارِ

إنِّي لأسجُدُ إجلالاً لمن خلَعتْ
ثوبَ الزَّفافِ ولم تركعْ لكفَّارِ

فأجمِعوا أمرَكم واستنفِروا دمَكم
وشرُّكم من توارى خافَ أعذارِ

شعوبُكم أُتخِمتْ بالزَّيفِ فاحترَفتْ
فنَّ الوجومِ بلا سمعٍ وإبصارِ

يزمجرُ الصَّمتُ في الآذانِ يثقبُها
والصوتُ يحفِرُ أغواراً بأغوارِ

* * *
يا أمَّتي يا بقايا نخوةٍ جُمِعتْ
من كلِّ عاصمةٍ في صحنِ آذارِ

لا تعقِدوا قمةً في ظِلِّ فرقتِكم
وجرِّبوا مرةً في العزفِ قيثاري

صَفُّوا سرائرَكم في كلِّ مُعتَرَكٍ
وراقبوا اللهَ في جهرٍ وإضمارِ

فالوغدُ " شارونُ " يغزوكم بمعتَقَدٍ
فلا تبيعوه إيماناً بدولارِ

يشدُّه " بوشُ " بالحقدِ الدَّفينِ كما
تُشدُّ فيه خنازيرٌ لأبقارِ

أحداثُ أيلول لم تبرَحْ مخاوفُها
رأساً تحدَّرَ من أصلابِ أحبارِ

فليأتِ مبعوثُ أمريكا على جُثَثٍ
يلفُّها القادمُ العاري بأطمارِ

* * *
يا مؤمنون وحزبُ اللهِ رائدُكم
تيقَّظوا لا تُصلُّوا قربَ غدَّارِ

ولا تصوموا على وعدٍ بمائدةٍ
في بيتِ نذلٍ على الأضيافِ مُنهارِ

" شَبْعا " كيافا " كرامِ اللهِ " فانتصروا
للأمهاتِ لأطفالٍ وأبكارِ

* * *
يا من عقدْتُم على التطبيعِ قمَّتَكم
ماذا تركتم لثوَّارٍ وأحرارِ

لُمُّوا بياناتِِكم من صحنِ مؤتمرٍ
وارموا بها خُلسةٍ في عُنفِ تيَّارِ

لا ترهقوا النفسَ في كشفٍ وتعريةٍ
لِما تُكنُّونَ من حقدٍ وأوغارِ

لا تصلبوني على وعدٍ تُطيحُ به
ريحُ النزاعِ ولا تصغوا لتجَّارِ

لا تحرقوا الغارَ في الأرضِ التي شربتْ
طُهرَ الدِّماءِ وغذَّتْ كلَّ أزهاري

لا تحملوني على أنقاضِ عزَّتِكم
إلى المشافي فما أنتم بزوَّاري

لا تُبرموا صفقةً للسلمِ خاسرةً
لا تهتكوا في حِياضِ القدسِ أستاري

لا تَشربوا السمَّ في كأسٍ مزخرفةٍ
لا تبلعوا الطعمَ محشوَّاً بأثمارِ

لا تأمنوا لذئابٍ في مُساومةٍ
ولا تناموا على سكِّين جزَّارِ

ومزِّقوا كلَّ راياتِ السَّلامِ ضُحىً
وسلِّموا رايةَ الجلَّى لبشَّارِ

فبايعوه على الجلَّى لقد سقطتْ
كلُّ الزعاماتِ في مستنقعِ العارِ



31/3/2002

* آياتها ... آيات سورة الأحزاب