عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 11:03 AM
المشاركة 22
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (18)



بسمةُ الجرح



من بسمةِ الجرحِ يهمي النورُ والعبَقُ
حتَّى يسيلَ على آفاقِنا الشَّفّقُ

من بسمةِ الجرحِ تزهو كلُّ باسقةٍ
ويضحكُ الغصنُ والأزهارُ والورقُ

فعانِقي يا روابي القدسِ بسمتَه
ودلِّليها فمنها الصبحُ ينفلقُ

لا تُغلقي شَفَتيْ جرحِ الضِّياءِ على
سُمِّ السَّلامِ فهذا السلم مختَلقُ

والخانعون تباروا في صِياغتِه
كلٌّ إلى وكرِه للغدرِ يستَبقُ

ناموا مع الفجر لم يكحلْ بصائرَهم
نورُ الصَّباح فجفْنُ الفجر منغلِقُ

أعياهمُ البحثُ تحت الليل عن نَفَقٍ
للمارقين فلم يُفتحْ لهم نفقُ

فأَجمعوا أمرهم للكيد وانطلقوا
يهرولون وباب الذلِّ منطلَقُ

تملَّقوا كلَّ وغدٍ آثمٍ وقحٍ
يحمي الغزاةَ فما أجداهمُ الملَقُ

فآثروا العومَ في بحرِ الدِّماءِ إلى
شطِّ الخنوعِ وفي أمواجه الغرقُ

وأولموا للسَّلام المرِّ واجتمعوا
على الطَّعام فسادَ الخوفُ و القلقُ

صفُّوا موائدَهم فوق الرَّمادِ على
وعْدٍ كذوبٍ فلم يُسكَبْ لهم طبقُ

واستنفروا مالئَ الأقداحِ يسكرهم
بالأمنياتِ فغصَّ القومُ واختنقوا

مالوا إلى الرَّقص والأحجارُ تلعنُهم
والطِّفل والبيدرُ المحروقُ والطُّرقُ

والأمهاتُ وأرحامٌ ممزَّقةٌ
وكلُّ حبةِ زيتونٍ بها رمقُ

وقبةُ المسجد الأقصى وصخرتُه
ومهدُ عيسى ومن إسراؤُه عَبِقُ

* * *
يا صخرةَ القدسِ يا معراجَ سيِّدِنا
إلى السَّماءِ غصونُ الغار تصطفِقُ

جذورُها تُنبِتُ الأطفالَ تشحذُهم
على الإباء وهم في زحفِهم صُدُقُ

يرمون والثَّأرُ في أحجارٍهم غرِدٌ
" يسُ " تُتلى و" نصرُ اللهِ " و " الفلقُ "

يقبِّلُ الحجرُ الصوانُ أَنملَهم
إذْ يحملُ الموتَ مِقلاعٌ وينطلقُ

فقبِّلوا كلَّ كفٍّ تنتضي حجراً
وبادروا لاختراقِ الخوفِ واتَّفقوا

كفاكمُ اليوم تهريجٌ وفلسفةٌ
كفاكمُ في ميادينِ الردى نَزَقُ

الخصمُ وحَّدَ رُغمَ الزيف دولتَه
وأنتمُ رُغمَ أنوارِ الهدى مِزَقُ

إنِّي لأقسمُ بعدَ اللهِ في ثقةٍ
بالطِّفلِ إنِّي أرى " كوليزا "* تحترقُ

البوم ينعقُ في أركانِ دولتِها
والخائفون على أركانِها نعقوا

والمجرِمُ الوغدُ يوري النارَ محتضِناً
قِدْرَ السَّلامِ ولا لحمٌ ولا مَرَقُ

لمْ يدْرِ أنَّا نحبُّ الموتَ نطلبُه
كما يحبُّونَ عيشاً كلَّه فَرَقُ

رسالةٌ سُطِّرتْ بالسَّيفِ خالدةٌ
وخالدٌ لم يزَلْ للسيفِ يمتشقُ

* * *
قولوا لهم يا لُيوثَ القدسِ إنَّ لنا
يوماً به ينجلي عن شمسِنا الغسقُ

أعلامنُا من دمِ الأطفالِ ننسِجها
أعلامُكم في ذُرا أوهامِكم خِرقُ

سنرفعُ الرَّايةَ الحمراءَ يعقدها
ضياءُ فجرٍ من الجولانِ ينبثقُ

جبينُ بشَّارَ وضَّاءٌ بغُرَّته
وملءُ عينيهِ نورُ اللهِ والألقُ



17/6/2001


* كوليزا ... كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية