عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2013, 04:00 AM
المشاركة 19
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
رجل بالفطــرة... خبـرة وعبـرة ...قصة حقيقية

قصة مسلسلة قصيرة

الحلقة السادسة

زار أحمد القرية أخيرا، بعد سنوات من الجفاء والغياب، وحمل معه هدايا وحلويات لقريته النائية التي تعاني القحط وقلة الإمكانيات..

ذهبوا لخطبة العروس التي لم يرها ولم تره، ولن يرها ولن تره قبل العرس.. كلاهما ينظر إلى الآخر كرمانة مكنونة، لم يرها ولا يعلم عنها شيئا سوى اسمها الذي قيل على استحياء..

خرج أحمد لدعوة على الغداء عند جيرانهم، فقابل رجلا من قرية العروس، وخلال تجاذب أطراف الحديث، قال له الرجل: ما تريد بشابة لا تعرف من الحياة سوى رعي الغنم ..

أخرج أحمد عينيه غيرة ومروءة وقال بحزم: وأين رأيتها لتقول ذلك؟

قال الرجل بارتباك وقد شعر أن سهما أصاب قلب أحمد: لا لم أرها، فقط يقولون وأنا لم أنقل لك إلا ما سمعت..

انتهى الحوار وأسقط في يد أحمد، هل يصدقه أم يتأكد مما سمع، وتذكر أمر الله تعالى في القرآن بالتبين عند سماع الخبر..

هرول إلى بيت شقيقته، فأرسلها هي وابنتها لتأتي له بالخبر اليقين والأمر سر وأوصاها بالحذر..

وجلس على صخرة قرب بيتهم، يستغفر ويدعو وقلبه يزقزق قلقا ..

كيف أعيش مع امرأة لا تتقن شيئا؟ وقد أعطيت الكلمة لوالدها ولا مفر..

عادت أخيرا مع اقتراب الغروب، تنسف إشاعة أشعلت فؤاده بالحروب..فقد أكلت من يديها أشهى طاجن وأزكى خبز..

تم العرس على خير، فأكرمه الله بزوجة صالحة رغم بساطتها، واعية رغم أنها لم تشق يوما طريق المدرسة..

مرت السنوات وبدأت الأسرة تكبر وتكبر..

غير أحمد عمله مرات واستعان برب الأرض والسماوات..

رغم كثرة الأولاد، إلا أن البركة كانت تعم البيت ولمته مع أولاده في وجبات الطعام، كانت تشعره بالسعادة ولو كان به هم..

كانت زوجته تصر عليه أن يشتري بيتا يجمعهم، ويحفظهم من نوائب الدهر والإيجار..

لكنه كان مصرا أن يعلمهم أولا، وهم من سيحققون أمنيتها إن شاء الرحمن

وفي يوم من الأيام في أواخر السبعينات من القرن الماضي، عاد أحمد من العمل..

فوقع في ابتلاء عظيم واحتارت أسرته وتساءلت زوجته: ما العمل..

يتبع بعون الله
بقلم: نزهة الفلاح