رحـماكَ ربي من فرطِ صبري ....
ضاقتْ بيَ الدنيا ولستُ أدري ....
رحماكَ ربي سيجفُّ نهري ....
ولم أعلم كيف سارَ عمري ....
كيف مضى يومي وشهري ....
سينتهي كلّ شي وما من مفَرِّ ....
ستعلنُ النتائج على لسانِ قدري ....
وسأتوسدُ شئتُ أم أبيتُ قبري ....
أتراهُ قبرٌ مِلؤه الجمر .....؟؟؟
أم روضة غناء منعمة بالخيرِ ....؟؟؟
هل سأُسقى من حـميمٍ وجـمرِ ..؟؟؟
أم كأسُ معين الكوثرِ ....؟؟؟
أشقيٌّ أم سعيدٌ ..يومَ حشري ....؟؟؟
هل سأحـمل كتابي بيميني وأقول يا عينايَ قرِّي ....؟؟
أم تراني مع أصحاب الشمالِ في سَقَرِ.....؟؟؟
هل ساُحْـشرُ مع الضالين أم مع أصحاب الطُهْرِ.....؟؟؟
أَتُـراك سيدي راضٍ عني يا عالمَ السِرِّ .....؟؟
أغفرتَ لي أم عدلك عليّ سيسري.....؟؟؟
هل عقوباتك عليّ ستجري .....؟؟؟
هل ستسلمُ الى النارِ أمري .....؟؟؟
هل سأِردُ الجحيمَ مفضوحًا متعري .....؟؟؟؟
سبحانكَ يامن كسيتني بالسَترِ.....
هل سأصلى بلهيبِها طولَ دهري .....؟؟؟
هل سيشملني عفوكَ وأحظى بالظفرِ .....؟؟؟
هل محوتَ سيئاتي الممزوجةِ بالشِّر .....؟؟؟
هل قَبلتَ أعمالًا قصدتُ بها الخير .....؟؟؟
رحماكَ ربي ضاقَ صدري .....
خلقتني من حيثُ لا أدري.....
خلقتَ معي شهوةً لتشتري صبري .....
أُفتِتِنتُ بالملذاتِ وصرتُ خلفَها أجري .....
تفننتُ بالسعي ورائَها كعاصٍ أَشِـرِ.....
أطعتُ الشيطانَ في كلِّ أمر....
عصياني من الفجرِ الى الفجر ِ .....
والمؤمنُ يقضي ليلهُ والسَحَر .....
بالصلاةِ والتدبرِ والتفكرِ .....
يتجافى جَنبهُ عن المضجعِ متحـيِر.....
التقربُ إلى اللهِ دَيدَنهُ ..لا يمنعهُ بردٌ ولا حَـرّ .....
تصدى للشيطان إذ تَبِعْتــُهُ بـإرادةٍ لا بقَسرٍ.....
كان عبدٌ للِّهِ و كنتُ في الأسرِ.....
أأطلبُ السماحَ كي أساويهِ بالأجرِ؟؟؟ .....
يا لَجرأتي وكفري .....!!!
أرجو المغفرةَ أنا العاصي القذر.....!!!
ربي سبحانكَ قد تبتُ وسلَّمتُ إليكَ أمري .....
ربي أُقسمُ بجبروتِكَ أني نادمٌ غارقٌ بالُخْسِر .....
أطمعُ أن أرِدَ الحسابَ باسمَ الثغرِ.....
ربي ..من للتائبين سواكَ من بَــــِّر .....؟؟؟
من للنادمين سواكَ من غافرِ .....؟؟؟
أنت التوابُ ونحن التائبون .. نلتمسُ العُذر .....
أمرتَنا بالصفحِ عمن أساءَ وإن أصابنا بضُـِّر.....
نطلبُ الصفحَ عن ذنوبٍ تهتكُ السَتـْر.....
عن ذنوبٍ ظَلَمَت أُناسًا بلا حَـصر....
جارت وغوت وأضلَّت الكُثر.....
كذَّبت وخانت ورذائُلها لم تقلع الإيمان من الجذرِ.....
فبداخلها فطرةٌ تباركَ من أودعَها صدري.....
عالِـمٌ سبحانك بهدايتِنا يومًا..... قبل عالم الذَرِّ .....
عاملتنا بحلمٍ وصَـبرٍ.....تباركتَ يا رافعَ الوِزر.....
ونحن في بحرِ العصيانِ..... ألا .. سحقًا له من بحـــرِ.....
سحقًا لقبائحٍ أُرتكِبَتْ بالسرِّ والجهرِ.....
سحقًا لنفسٍ غاويةٍ تلاشى بها عمري.....
ماذا جنيتِ يا شهوةَ الشـرِّ.....؟؟؟؟
أصبحتِ ماضيًا شائنًا للنارِ مُسَعِّـِر.....
خُدِعْتِ بدُنيًا فانيةَ العُمِر.....؟؟؟؟
مهزومٌ أنا.. أصبو إلى النصرِ.....
محطمٌ أنا وكسوري تنتظرُ الجَبرِ.....
أنا.. بضاعةٌ فاسدةٌ.....تحلمُ بمن يشري.....
مكفنٌ بين ترابِ اليأسِ والقبرِ.....
تائبٌ أنا ...ألا أُمنح شهادةَ النجاة ِ من ربٍّ غفورِ .....؟؟؟
ضائعٌ أنا.. أما من هدايةٍ.. أما من نورٍ .....؟؟؟
ينير ظلامي لأعبرَ السور.....
أنا في لظىً بين ناٍر وحرورٍ .....
وعذاباتُ ضميرٍ تعصف بي وتدورُ .....
بي جراحاتُ أسفٍ ... بجسدي تغورُ .....
بي آلامُ حسرة ٍ ..... تُحطم الصخور .....
بي ندمٌ يغزوني ... أنا البائسُ المكسور .....
بي صراعاتٌ ..تمزقُ الشعور واللاشعور .....
فيَّ أملٌ.. لا يأفلُ مادام اسم ربي الغفور.....
ثمنُ الجنة باهضٌ لا يناله الا العبد الصبور.....
رضا الله لا يدركه إلا العبد الشكور .....
العِتق من النارِ أُمنيةٌ..... لا يدركها المغرور .....
من باعوا الدنيا اشتروا بالفردوسِ القصور .....
من تابوا وأصلحوا واتبعوا النور .....
نور محمدٍ وآلهِ .....ياله من نورِ .....
نور صحابةٍ وأئمةٍ كِرامٍ....أوصلوا النور....
نور الهداية والحق من اهتدى به منصور .....
ومن اتبع هوى الشيطان فكل منهما مدحور .....
باذن اللهِ قَبول التوبةِ والفوز والسرورِ .....
وستظل يامن تُبتَ ..بين قبولٍ ونفورٍ .....
أخفى اللهُ عن التائبِ أَنَّ ذنبه مغفورًا.....
ليظلّ معاقبٌ لنفسه لسنينٍ وعصورٍ .....
لكن ؟؟؟! ...إن سعيتَ بالعبادة بلا كللٍ ولا قصورٍ .....
ستضمن إن شاء الله بيتًا في الجنة بـدُرٍّ منثورٍ.....