( من أوّل السّطر )
تتسع الحياة لكلّ شئ
للآثام ..
وللأعمال التي نعتقد أنّها صالحة
كثيرا ما أندم على ما لا أفعله
أنتشي برياء امرأة تدّعي حبي
فزهور اللدائن لا تخلو من البهجة
أو امرأة تلتقيني
لتثأر من خيانة حبيبها
الخيانة نزعة إنسانية
الكلاب لا تفعل ذلك
وأيضا الأبواب
لا أكره أحدا
ولا أحبّ إلا من أحبّ
ليست الأمور شائكة إلى هذا الحد
والفئران لا تخلو من خفّة ظل
الرّوح يمكنها أن تتألق
في الصلاة أو في البار
أو عند المضاجعة
لا شئ يدعونا لأن نفكر مليا
في أمور تقترحها الغرائز
الزّهد وجه آخر للترف
لا بأس من شرب الماء في آنية من الذهب
أو براحة الكف من جدول رقراق
أوه .. مفردة رقراق مبتذلة
لكن من حقّها أن تبقى
نقر المطر على الصفيح أحبّه
وأنا أتدثر امرأة دافئة
موسيقى مودزارت عندما أكون وحيدا
نباح الكلاب حين أكون في انتظار حبيبتي
صوت يفون الماء بعد قضاء الحاجة
الضحك أيضا عندما أهزم
أحتاج أحيانا لمن يشتمني
ولا أنكر لذة إطراء لا أستحقه
أو اصطدام غير مقصود بامرأة على الرّصيف
تتسع الحياة لأيّ شئ
الزهور ، القمامة ، الأولياء ، العاهرات
الأبطال ، الذّباب ، الأطباء ..
ليس ثمة إلى آخره
وليس ثمة امرأة قبيحة
ولا أنثى لا يمكنها أن تهزّ السّرير
لا شئ يدعونا للتورط في لعبة القيم
أو بيانات الأخلاق المبوبة
كل ذلك من اختراع اللغة
أمّا الحياة فهي حياة
مساحة للخطأ والنزوات
للدناءة والنبل والسخرية
حين أؤمن بلحظات الضّعف
وبجمال النفس الأمّارة
يمكنني أن أتجاوز
وأن أحترم ما يزعجني في الآخرين
يمكنني أيضا
أن أصافح رجلا سرق مني صديقتي
أو أتأمل بعوضة على ساعدي
وأتركها تطير
لا شئ يستحقّ النّدم
فكل ما نفعله يضاف إلينا
وكل ما نراه حولنا هويتنا
العري لحظة سؤال
والماكياج كذب أنيق
الحجاب عتمة تضئ الجّسد
والموت ..
نقطة من أوّل السّطر
تتسع الحياة لكلّ شئ
للآثام ..
وللأعمال الّتي ..
( سالم العوكلي / ليبيا )