عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 03:38 PM
المشاركة 48
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (40)




لوحةٌ من كبرياء




من أيـنَ أقتنصُ الرجاءَ وكيفَ أحــلُمُ بالضياءْ

وأنا بآمالي العتاقِ أجـوبُ صحـراءَ الإبـــاءْ

ويضيعُ عـمْري بين أحـلامي وأوهــامي هَباءْ

وحـدي بصَومعتي القميئةِ أَقتفــي أَثرَ الـهواءْ

أقتاتُ خـبزَ الاِنتظارِ وأحتسي غُصَـضَ الفنـاءْ

صــورٌ من الألـمِ المُمِضِّ ولوحةٌ من كبريـاءْ

لا الليلُ يمنحني الأمـانَ ولا الصباحُ ولا المساءْ

يسري بآذانـي الفحيحُ ويختفي نغــمُ الإبـاءْ

وتُطلُّ أشباحُ الجحــودِ تجرُّ أشلاءَ الوفــاءْ

لا شيءَ يظهرُ في القريبِ ولا البعيدِ سوى الشقاءْ

عَبَثاً أحـاولُ أن أطيرَ إلى مَجــرَّاتِ الفضاءْ

لكــنَّ أجنحتي تُحطِّمها ريــاحُ الأغبيــاءْ

* * *

من ألفِ عـامٍ بل تزيدُ تنكَّروا لأبــي العلاءْ

في عُرفِهم جدثُ الألوفِ يظلُّ مـرفوعَ اللواءْ

وولاؤهم أبــداً لمـن يُعطــي وإلَّا لا ولاءْ

نبْضُ الرنينِ قلوبُهــم وعقولُهم أبداً خـواءْ

لم يعرِفوا سُبُلَ الوضوحِ وأتقنوا طُرُقَ الخَـفاءْ

حُمُرٌ إذا استنفَرتَهم نَفــروا على متْنِ الـرِّياءْ

هُمْ والتيوسُ الجائعـاتُ على معالِفِهم ســواءْ

يتجاهــلونَ ويجـــهلونَ بأنَّهم شرُّ البـلاءْ

وهُمُ الدناءة والرذيــلةُ والجـريمةُ والـوباءْ

زُوَّارُ دورٍ للعبـــادةِ فـي ثيــابِ الأولياءْ

ولهم بعِجلِ الســامريِّ على سفـاهتِه اقتداءْ

أعداؤهم غُررُ الصفاتِ ألدُّها صـفةُ الســخاءْ

فحيـــاتُهم أَخذٌ وكَنْزٌ لا يمـرُّ بها العطــاءْ

إيمانُهم تحـت الحضيضِ وأنفُــهمْ فوقَ السماءْ

فُرِشتْ لهم سُدَدُ المجالــسِ فوقَ أربـابِ الذكاءْ

لا شـيءَ إلا أنَّهم ملكـــوا نِصـابَ الأثرياءْ

وأخو الجهالةِ والغِنــى أبداً يدِبُّ بلا حيــاءْ

متَغطرِساً متحــذْلِقاً وجيوبُه المَــلأى غطاءْ

كلُّ الدوائــرِ والجهــاتِ له تُدارُ كما يشاءْ

فإلـــى متى أبقى تُطاردُنـي خيولُ الأدعياءْ

إنِّي سئمـتُ العيـشَ بين الأغنيـاءِ الأغبيـاءْ



21/8/2003