عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2010, 10:35 PM
المشاركة 46
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (38)



جدٌّ وجدَّة




على أملٍ يدغدغُنا مَضْينا
نغذِّي الحبَّ إخلاصاً ووِدَّا

وكنتُ مؤهَّلاً شكلاً ورُوحاً
وكانتْ بانةً حُسناً وقدَّا

وكنَّا نعقِدُ الآمالَ طَوراً
وطَوراً نقتُلُ الأيامَ عدَّا

إلى أنْ مرَّتِ الأيامُ تَتْرى
وفرَّقنا القضاءُ وكانَ ضِدَّا

تقاليدٌ وأعرافٌ ومَكرٌ
وغدرٌ من أقاربِنا تبدَّى

وعانينا الفِراقَ وكان ظُلماً
لقد طعنوا الهوى قصْداً وعمْدا

ولستُ بقادرٍ دفْعاً لهذا
ولا هي تستطيعُ لذاكَ صدَّا

قضيْنا العمرَ كلٌّ في طريقٍ
وكان وصالُنا الخصمَ الألدَّا

وعاتبْنا الزمانَ وما فتِئنا
نعاتبُه وكان الردُّ بُعدا

وصارتْ نُعْمَياتُ الحبِّ ذكرى
تُطوِّحُ بالمُنى هزْلاً وجِدا

فلمْ نظفَرْ بوصلٍ أو بقُربٍ
وكان حياؤنا للوصلِ سدَّا

إذا ما عنَّتِ الذكرى بَكيْنا
على عُمرٍ مضى أسَفاً وزُهدا

تباريحٌ وآلامٌ وسُهدٌ
وآهاتٌ تهُدُّ الجسمَ هدَّا

وكنَّا زهرتينِ بروضِ حُسنٍ
فصِرنا جَدَّةً هرِمتْ وجَدَّا

* * *
وبعد مرورِ أعوامٍ طِوالٍ
على أملِ اللقاءِ وكان وعدا

تلاقيْنا مصادفةً فهِمْنا
وعاد الشوقُ يعصفُ واستبدَّا

وكنتُ أظنُّ أنَّ الشوقَ يمضي
فأصبحَ شوقُنا في البعدِ وجدا

وسِرنا حيثُ لا ندري ورُحنا
نجدِّدُ رغمَ أنفِ الدهرِ عهدا

ونذكُرُ يومَ كنَّا في الأماسي
نبوحُ بحبِّنا أخذاً وردَّا

رَجوْنا اللهَ بعدَ الموتِ لُقيا
ليجزِينا لِقاءَ الصبرِ سعدا