عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2020, 07:31 PM
المشاركة 57
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: غرفة ضيافة ( الشاعر محمد عبد الحفيظ القصاب)
سأسجل الآن
( القصاب شاعر عتيق .. عبأ حقيبته ببضع ما يملك من كلمات وسطور وطار إلى منابر يقصد السكينة .. فسكن واستقر هنا .. وبدأ ينصب خيمته المؤقتة مثل اللاجئ الفلسطيني الهارب من بطش المحتل ..
لكن القصاب .. جاء هارباً من عبث العابثين باللغة ومن تفاهة من يدعون الحذاقة ... جاء يستقرئ أخبار الشعر ..وينهل من شعر من سبقوه تذوقاً وحلاوة ووجد ضالته هنا .. فاستقر .. وبدأ ينثر ما في جعبته من شعر في منابر ،
تأثر بثلة من الأساتذة من الشعراء والأدباء هنا في منابر وذكر منهم حاتم الحمد علي الغنامي وتركي عبد الغني وجليلة ماجد وثائر الحربي .. ولم تسعفه الذاكرة في استذكار مجموعة أخرى ..
وعندما سؤل عما يعني له ( منابر ثقافية )
قال :
(( تهجم المفردات الأكثر توهجا ً لذاكرتي أنتقي منها
في عالم ٍ قلّ الصدق فيه
وأعلنت العقول سنين صمت ٍعن الإبداع الجاد
واقترف الجميع جريمة السوشيال ميديا
الرخيصة فكرا ً وثقافة إلا ما رحم ربي
تأتي منابر ثقافية جادةً كريمة ً
ترفع من حضيضها وتفتح ذراعيها لقوافل الأدباء والمفكرين
وتستقطب كل مهتم فعليا ً برقيّ الثقافة
وتساندهم بإمكاناتها حبّاً ودعماً وغيرةً
على تراثنا وعراقتنا ولغتنا العربية
ناذرةً لهم ثلّة من الأدباء والشعراء المميزين
إدارةً وإشرافا ً ومستشارين
وهناك الكثير تحت عنوان :
ما يعنيه هذا الصرح الثقافي الرائع ))

القصاب شاعر حساس , له شخصيته الشعرية والأدبية التي يتميز بها عن غيره
وأجمل ما فيه أنه ليس تابعا .. حتى عندما سؤل عن الشعر عرّفه بما جادت عليه قريحته الشعرية الملهمة فقال (( وسيلة لإخراج كنوز النفس والمشاعر من مخبئها .
كمنجم له عمق سحيق كلما أوغلت فيه أصبت جواهر وفلذات جديدة
وربما فحما ًعضوياً يدلّ على حقيقة الإنسان وما كان عليه .
كل هذا يحتاج فرزاً وتنقيةً من الشوائب وإظهار الجودة والنفائس .
وهنا يأتي دور الشعر وفنون الأدب.))

أما الشاعر أشبهه كعراف أو ساحر قبيلة .
يمكنه تفسير الأحلام ومداواة ما تخفيه النفس والمشاعر .
وإخراج الحقيقة النسبية التي يقبل بها البعض ويمكن أن تصيب كبد الداء أكثر الأحيان.
وعليه فيأتي القارئ ليكتشف ذاته ومشاعره وهواجسه من قراءة واعية للنص الشعري وحتى لو لمس أقل ايحاء فيه ))

الشعر والأدب في نظر القصاب وسائل لا غايات للوصول إلى أهداف نبيلة يُجمع الناس أنها قيم سامية واعتبرها وسائل تربوية فيها توجيه للناس نحو الأفضل ..
من هذه التعريفات الذكية والتي تنم عن شخصية منفردة وبذات الوقت ترتبط بإيمان بشرائع الله والتمسك بالقيم الأصيلة ..
أما عن علاقته بالشعر فقال بالحرف (((علاقة جراحةٍ قيصريةٍ مفصليةٍ من الطرفين .لا يأتي كما أشتهيه إلا وقد بضعني بما يحمله فأقوم بتقطيعه إرباً .
يمتلكني هذا الرفيق الدائم والصديق النائم أكثر الأوقات .
ولو هجرته يحفر في أوردتي أخاديد وجوده ولا يرحم .
.أهرب منه أحيانا لأنه يضعفني وألتصق به لأنه يسعفني .)))


بدأ حياته بالكتابة منذ سن صغيرة وله حكاية مع جده الذي كان يعطيه من الكتب القديمة فتعلق قلبه بالقراءة والمطالعة .. وكان كلما تعسّر عليه فهم شيء عاد لأبيه يسأله عن المعنى , وشيئاً فشيئاً تطورت رغبته في قراءة الكتب ومن ثم احتوائها .. فكان يكتب ما يأتيه .. مرة شعراً ومرة نثراً وإذ استعصى عليه أمر كان والده المصحح ولمعلميه .. ويرجئ الفضل للقرآن الكريم .. وهذا ليس غريباً .. فشعراؤنا القدامى لو تتبع الواحد منا سيرتهم لوجدهم قبل كتابة الشعر حفطوا القرآن وتفسيره وفهموا معانيه .. وبعدها يكونون قادرين على نظم الشعر بعد أن استقامت ألسنتهم .. كما يرجئ الفضل لمدرسيه في المدرسة ..
وكبر الصغير وصار من أعلام الشعراء العرب
أما أول بيت شعري كتبه فهو
((( أحنُّ إليكِ كأنّي النجيع ُ................يحنّ إلى النفس لمّا يجوع ُ ))

أما عن علاقة الحزن بالشعر ..
قال :
(( العلاقة أضحت تداخلية لا تنفكّ عن الشخصية وشبّهته هنا -في خارج على العقل- بجلد الشاعر
فكلّ تأثيرات الخارج تصطدم به , وما يتفاعل في الداخل لابدّ أن يظهر على إهابه
حتى من إقطاب الجبين .
فهذا الصديق اللصيق الرشيق كالطيف القدريّ تحيا به ويحيا بك
فسمعي سمعه وبصري بصره , له الحواس و يستقبل المشاعر بحفاوة ودقّة متناهية
ويمدّ أنامله إلى العقل ويبدأ يضرب على كيبورده مايشاء من جملٍ ويرسم صوره ويؤطّر ما يحلو له شعراً أو نثرا ً ,
أما موضوع الإلهام فهو حالة استحواذ خاصة قاهرة ,تطرق الوعي بمطرقة الذهول
وتسحب خصائص الإدراك إلى نوع من خِدرٍ وشبه إغماء عن الواقع
وكما ذكرت ِ في السؤال . هي زيارة مفاجئة من نوع خاص لتلك الأطياف المنجذبة
والقريبة من المشاعر والتي تشعل أتون حضورها انعكاساً وامضا ً في الحس
كالمحبوبة أو مشهد حزن أو فرح أو ظلم ....إلخ))

وما زال للحديث بقية