عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 02:23 AM
المشاركة 47
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مقتطفات من كتاب ~ لا تحزن ~
ابتسمْ


الضَّحِكُ المعتدلُ بلْسَمٌ للهمومِ ومرهَمٌ للأحزانِ ، وله قوةٌ عجيبةٌ في فرحِ الروحِ ، وجَذلِ القلْبِ ، حتى قال أبو الدرداء – رضي اللهُ عنه - :
إني لأضحك حتى يكونَ إجماماً لقلبي . وكان أكرمُ الناس  يضحكُ أحياناً حتى تبدو نواجذُه ،
وهذا ضحكُ العقلاءِ البصراءِ بداءِ النفسِ ودوائِها .
والضحك ذِروةُ الانشراحِ وقِمَّةُ الراحةِ ونهايةُ الانبساطِ . ولكنه ضحكٌ بلا إسرافٍ :
(( لا تُكثرِ الضحك ، فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ )) . ولكنه التوسُّط : (( وتبسُّمك في وجهِ أخيك صدقةٌ ))
، ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا ﴾ . ومن نعيمِ أهلِ الجنةِ الضحكُ : ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ .
وكانتِ العربُ تمدحُ ضحوكَ السِّنِّ ، وتجعلُه دليلاً على سعةِ النفسِ وجودةِ الكفِّ ، وسخاوةِ الطبعِ ، وكرمِ السجايا ، ونداوةِ الخاطرِ .
وقالَ زهيرٌ في (( هَرِم )) :
تراهُ إذا ما جئتَهُ متهلِّلاً
كأنكَ تعطيهِ الذي أنت سائلهُ

والحقيقةُ أنَّ الإسلامَ بُنيَ على الوسطيةِ والاعتدالِ في العقائدِ والعبادات والأخلاقِ والسلوكِ ، فلا عبوسٌ مخيفٌ قاتمٌ ،
ولا قهقهةٌ مستمرةٌ عابثةٌ لكنه جدٌّ وقورٌ ، وخفَّةُ روحٍ واثقةٍ .
يقول أبو تمام :
نفسي فداءُ أبي عليِّ إنهُ

صبحُ المؤمِّلِ كوكبُ المتأمِّلِ

فَكِهٌ يجمُّ الجدّ أحياناً وقدْ

ينضُو ويهزلُ عيشُ من لم يهزلِ


يتبــع ~