عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2014, 03:22 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ عبده

اولا جواب على سؤالك : ما هي الحقيقة المطلقة ؟

الجواب : المقصود هنا هو المعرفة الكاملة الشاملة . بمعنى انه لا احد يمكنه ان يمتلك المعرفة الشاملة الكاملة التي يمكن ان تؤهله ليدعي انه على الحق، ذلك لان عقل الانسان أعجز من الإلمام بالمعرفة الشاملة .

والسؤال الذي يطرحه الاستاذ رضا هو : -
- كَيفَ لَكَ أَن تُلم بالحَقِيقَة الصَّريحة الكاملة التي خلق الكون من أجلها؟

فهو اذا يستهجن ان يدعي اي شخص امتلاك الحقيقة او المعرفة الشاملة ومبرره في ذلك هو ان العقل محدود بالمقارنة مع الكون الواسع لا بل ان العقل أعجز من ان يلم بأبعاد هذه البسيطة اي الارض على صغرها ومحدوديتها بالمقارنة مع الكون الواسع الشاسع :

*( هَذا الَكونُ أَوسَعُ مِن عَقلِكَ المَحدودِ بِكَثِير فَأَنتَ مُجَرَّدُ عَقلٍ مُفرَدٍ ضِمن كَونٍ وَاسِعٍ مُتَبَاعِد الأَطراف , إن ادراكك لا يَستَطِيعُ الالمامَ بِأَبعادِ هذِهِ البَسِيطة عَلى أَقل تَقدِير)

ليس ذلك فقط بل لان الامور كما يقول ( نسبية) بمعنى عكس المطلق وهو هنا لا يقصد الفلسفة النسبية قطعا وحتما لانه يفسر مقصده في معنى النسبية ويحصرها هنا بقوله ربما تكون مخطئا وربما تكون على الحق وهو طبعا يحصر الخطأ والصواب في تفسير النصوص وليس في النص :
( بَل هُنالك أيضاً نِسبيّة تَفرِضُ نَفسها عَليك , فَرُبّما كُنتَ مُخطِئَا وَرُبّما كُنتَ عَلَى الحق .).

فهو اذا يتفق معك ويرفض ادعاء الصوفية مثلا بالوصول الى المعرفة الشاملة كنتيجة للحلول التي تجعل نقطة الماء والبحر واحد .

وهو حتما مصيب في ذلك لأننا نجد مثلا بضعا وسبعين فرقة اسلامية، ولنترك جانبا بقية الأديان والمذاهب، تدعي كل واحدة منها انها على الحق وتقاتل من اجل موقفها وتستميت في الدفاع عن موقفها رغم انها تعرف بان احتمال ان تكون على صواب واحد من سبعين على اقل تقدير .

ومن هنا تأتي الدعوة للوسطية لان لا احد يمكنه ان يتيقن على الوجه القطعي بانه على إلمام شامل بالحقيقة ولا يجوز ان يدعي عكس ذلك ، لان كل مذهب او نهج يمثل اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ. *