عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
2385
 
حسام الدين بهي الدين ريشو
مشرف منبر بـــوح المشـاعـر

اوسمتي


حسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enoughحسام الدين بهي الدين ريشو will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
7,004

+التقييم
1.48

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9844
07-16-2020, 05:45 PM
المشاركة 1
07-16-2020, 05:45 PM
المشاركة 1
افتراضي لطائف نورانية 7 ( الأدب سبيل التزكية والقبول )
لطائف نورانية 7
( الأدب سبيل التزكية والقبول )
=================================
حسام الدين بهي الدين ريشو
=====================
من المسلم به أن كلمة ( الأدب ) من الكلمات التي اجتذبت الاهتمام والأضواء كثيرا لمعرفة مدلولها
وجاء في لسان العرب :
( الأدب أي الذي يتأدب به المؤدب أو الأديب من الناس وسمي أدبا لأنه يَأْدِب الناس إلى المحامد وينهاهم عن المقابح وهو الظرف أيضا وحسن التناول
أما أبلغ ماقيل عنه من وجهة نظري فهو قول ( عبد القاهر الجرجاني ) في التعريفات :
( الأدب عبارة عن معرفة مايتم الإحتراز به عن جميع الخطأ فهو وسيلة وغاية
أما الوسيلة فهي المعرفة وأما الغاية فهي السلوك أو التصرف السليم قولا أو فعلا في المواقف المختلفة والمتعددة التي يقابلها الإنسان المتأدب وقد يكون منها الصمت في مواقف معينه
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أدبني ربي فأحسن تأديبي )
ومما يذكر أيضا أن أبو الأسود الؤلي نصح من يعلمون الناس الأدب قائلا :
يا ايها الرجل المُعَلِم غيره ...هلا لنفسك كان ذا التعليم
إبدأ بنفسك فأنهها عن غيها ... فإذا انتهيت عنه فأنت عظيم
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله ... عار عليك إذا فعلتَ عظيم

ولنا في القرآن الكريم عظات وعبر لمن كان له حضور قلب
هناك على سبيل المثال آيتان متتاليتان في سورة البقرة يسأل صاحباها سؤالا واحدا لكن النتائج أو الاجابة جاءت مختلفة في أمور رأى أرباب البصائر أن الاختلاف جاء محصلة لأدب التخاطب مع الله في كل منها :

الأولى :
( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنىَّ يحيي هذه اللهُ بعد موتها ) 259 البقرة

الثانية :
وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى 260 البقرة

كلا الآيتان تطلبان رؤية احياء الموتى لكن شتان بين النتائج فهناك اختلافات
1- أن القرآن الكريم حكى عن الأول أنه قال ( أنى يحيي هذه اللهُ بعد موتها وهذا قول يستبعد من الله الاحياء بعد الاماته كما تدل عليه كلمة ( أنى ) أي من أين كما أنه قدم مايريد على اسم الله

2- إن القرآن الكريم لم يسم ( عزيرا ) صاحب السؤال الأول بينماسمى في الآية الثانية ( وإذ قال ابراهيم ) مع أن المقصود من السؤالين شيء واحد

3- قال أهل البصائر السبب أن عزيرا لم يحفظ الأدب والخليل ابراهيم حفظ الأدب مع الله لأنه أثنى على الله أولا بقوله ( رب ) أي قدم الربوبية على ماعداها في البدء ثم دعا بعد ذلك ( أرني )

4-
لذلك يلاحظ في الآيتين أن عزيرا لما لم يراع الأدب في المخاطبه جعل الله الاماتة والإحياء في نفسه وأن ابراهيم عليه السلام لما راعى الأدب جعل الله الأماتة والاحياء في الطيور

وهكذا نرى أن الأدب فعلا سبيل القبول والتزكية

لطيفة أخيرة :
قيل تأويلا لسؤال سيدنا ابراهيم عليه السلام أن المراد من الموتى القلوب المحجوبة عن أنوار المكاشفات والتجليات الإلهية والإحياء هنا هو ذلك التجلي والأنوار الالهية ظنا من سيدنا ابراهيم حين نظر في قلبه فرآه ميتا بحب ولده فاستحيا من الله وقال أرني كيف تحيي الموتى أي القلب إذا مات بسبب الغفلة فكيف يكون إحياؤه بذكر الله

اللهم
لا تجعل في قلوبنا ذرة لسواك
وأدبنا معك ومع ملائكتك وكتبك ورسلك والصالحين من عبادك وجميع خلقك يارب العالمين
اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وباعد بيننا وبين عديمي الأدب كما باعدت بين المشرق والمغرب وهب لنا الحكمة في كل حركاتنا وأعمالنا وأقوالنا يا أكرم الأكرمين