عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2010, 11:53 PM
المشاركة 57
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سفيان الثوري

العالم الرباني الكبير سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أحد أئمة الإسلام وعبادهم المكنى بأبي عبدالله الكوفي ولد بالكوفة عام 97هـ ونشأ بها .

تلقى العلم وهو صغير فظهرت كفاءته وبان نبوغه في تلقي العلم والتعليم ، فهو فقيه العرب ، ومحدثهم ، وأمير المؤمنين في الحديث .


وما كان ذلك العلم الشامخ ، والإمام الجليل إلا ثمرة لأم صالحة – بعد فضل المولى جل شأنه – حفظ لنا التاريخ مآثرها وفضائلها ومكانتها ،

روى الإمام أحمد بسنده عن وكيع – رحمه الله – قال : ( قالت أم سفيان لسفيان : يابني : اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي ) ، فكانت – رحمها الله – تعمل وتقدم له ، ليفرغ للعلم ، وكانت تتخوله بالموعظة والنصيحة ، قال له ذات مرة : ( ياب ني أن كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك ، فإن لم ترى ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك !!)

فكان رحمه الله آية في الحفظ ، ما استودع شيئاً قلبه إلا حفظه ، ولم يحتج إلى مراجعة مرة أخرى ، وإنه كان ليمر بالسوق فيسمع حداء ونداء الباعة فيسد أذنيه حتى لا يحفظه إذا سمعه ، لذلك فلقد أجمع أهل العلم على أنه أحفظ العلماء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد تنقل بين البصرة والكوفة ومكه والمدينة والشام ، كلما دخل بلداً أجتمع عليه طلبت العلم وأهل الحديث يسألونه ويسمعون منه وهو بجانب روايته للحديث يعلمهم دقائق الفقه والورع والزهد وتعظيم الله عز وجل ، أما عن ثناء أهل العلم عليه فهو كثير ، ومن ذلك فقد قال شعبه وأبو عاصم وأبن عيينه ويحيى أبن معين وغير واحد : ( هو أمير المؤمنين في الحديث وأحفظ الناس للحديث ) ، وبالجملة فقد كان علماً بارزاً من علماء هذه الأمة ، ويكفي أن نعرف أن عبدالله أبن المبارك ووكيع بن الجراح وعبدالرحمن المهدي والضحاك بن مزاحم على جلالة قدر هؤلاء العلماء الأفذاذ كانت من جملة تلاميذ سفيان الثوري رحمه الله ،
توفي هذا الحبر الجليل في شهر شعبان لعام 161هـ في البصرة .