عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2010, 10:07 AM
المشاركة 362
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
دومينوز بيتزا


بعدما توفى والده وهو صغير لم تتمكن أمه من الإنفاق عليه هو وأخيه، مما اضطرها للتخلى عنه فى ملجأ للأيتام تديره الراهبات فى ولاية ميتشجان الأمريكية. وانتظم فى الدراسة ليكون راهباً، لكنه طرد من دراسة اللاهوت فى النهاية، لفشله فى الإلتزام بإنتظام.

عمل بعدها سائق سيارة نقل لتوفير المال للالتحاق بالجامعة، حيث درس لمدة ربع فصل دراسى، حصد خلاله الدرجات العالية، لكنه اضطر لتركها لفشله فى توفير المال الكافى لدفع تكاليف الدراسة، ولذا قرر بعدها الالتحاق بمشاة البحرية الأمريكية فى عام 1956 وسُرح منها بمرتبة الشرف فى عام 1959 مَدخرا نصف ما حصل عليه خلال هذه الفترة.

ذات يوم فى عام ، 1960 أخبر جيمس أخاه توماس (توم) موناهان عن محل بيتزا معروض للبيع اسمه دومينيكز، وكان جيمس متحمساً لشراء المحل، لكنه كان قلقا من أن يفعلها وحده، لذا أثر أن يشرك أخاه معه. قرر الأخوان دفع 500 دولار واقتراض 900 أخرى لشراء المطعم فى مدينة بيتزيلنتى.

حصل توم على درس مكثف فى شرح طريقة طبخ البيتزا، استمر ربع الساعة فقط، بعدها رحل المدرس وصاحب المطعم السابق. كان الأخوان بلا أى خبرة، وهما اشترا المطعم دون استشارة محامى، ومارسا بيع البيتزا دون حتى خصم الضرائب كما كانت تقتضى القوانين المنظمة وقتها! بعد مرور ثمانية شهور على البداية، قرر جيمس الانسحاب من هذا المشروع، فما كان من توم سوى أن قايضه بسيارة فولكس فاجن من طراز الخنفسة بيتلز كانا يستخدمانها لتوصيل الطلبات. كانت السنة الأولى مضنية للغاية، ولم يتمكن توم من تحقيق ربح يُذكر، وهو تأخر فى سداد الفواتير المستحقة عليه.
بعدما ضاقت واستحكمت حلقاتها جاء يوم العطلة الأسبوعية، وحدث أن غاب نصف فريق العمل عن الحضور، وكان هذا أكثر يوم من حيث المبيعات، إذ أن الدور الجامعية لم تكن توفر الوجبات لطلابها فى هذا اليوم، وكان مطعم توم قريبا من هذه الدور لم يدرٍ توم ماذا يفعل مع هذا الغياب فى قوة العمل، هل يغلق أبوابه أم يفتحها وليكن ما يكون؟
كان توم يقدم البيتزا فى خمسة أحجام، لكن أشار عليه أحدهم بأن يقدم البيتزا ذات الحجم ست بوصات فقط، فهى كانت تستغرق ذات الوقت الللازم لطهى الحجم الكبير، وتحتاج ذات الوقت فى التوصيل لكنها كانت تكلف أقل وربحها أكبر. مضى اليوم بسلام، ولم يرفض توم أى طلب، لكنه حقق 50% أرباحا إضافية فى تلك الليلة ولأول مرة ، الليلة التالية قدم توم بيتزا من الحجم تسع بوصات فقط، وبعدها بدأت الأرباح تعرف طريق توم.
اشترى توم بعدها محلين جديدين فى ذات البلد، واخذ اسم " دومينوز بيتزا" فهو اسم إيطالى، يتماشى مع البيتزا إيطالية المنشأ، وهو يرمز لقطع الدومينو وبالتالى يمكن استخدامها فى العلامة التجارية.
كان كل فرع كان يبيع ما يزيد عن 3 آلاف بيتزا فى الأسبوع، زادت حتى 5 آلاف. كان توم شديد الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة فى ثنايا عمله. رأى توم أن ما يميزه هو توصيل طلبات البيتزا إلى طالبيها فى مواقعهم، ورغم أن خدمة التوصيل هذه لم تكن منتشرة او مطلوبة بشدة وقتها، لكنه قرر أن يتقن هذا النموذج ويجعله العلامة الفارقة له.
قام بزيادة عدد فروعه من 12 إلى 44 فى عشرة شهور، لكن توم بدأ يلاحظ كثرة موظفيه، وقلة ما يفعلونه. المحلات الجديدة لم تكن بالقرب من الجامعات مثل سابقتها، بل بالقرب من التجمعات السكانية، وتميزت محلاته بالزحام، وبطء تسليم الطعام، وما هو إلا وقت قليل حتى انتهى الأمر بصاحبنا وقد خسر 51% من شركته للبنوك المقرضة.

أجبر الدائنون فريستهم توم على الاستعانة بخبير إدارى كان من المفترض به إعادة الأمور إلى نصابها، لكنه على العكس أضر أكثر مما نفع. أصدر الخبير أوامره التى لا ترد وفرمانته برفع أسعار البيتزا، وخفض نفقات الخدمات والتسليم، وأمر الفروع باستخدام الرخيص من مكونات البيتزا ووقف توم وقفة المتفرج، فهو كان عاجزا عن التدخل. بعد مرور عشرة شهور بدأ الدائنون فى رفع دعاوى قضائية وكانت الشركة فى موقف سىء للغاية، حتى أن البنوك وافقت على أن تعيد الإدارة لتوم، ليأسهم من جدوى إصلاح الأمور.

كانت سعادة توم باستعادة زمام الأمور بالغة، وهو استجدى وترجى واستعطف الموردين حتى يستمروا فى التوريد والمتعهدين حتى يتراجعوا عن قضاياهم. وافق البعض من الذين سعدوا بعودة توم، واحدا تلو الآخر.
لكن توم كان لازال أمامه دين كبير يجب سداده، فهو كان لديه أكثر من ألف دائن، رفع 150 منهم دعاوى قضائية مطالبين بالسداد. استغرق الأمر من توم قرابة السنتين من العمل الشاق والتحدث طوال الوقت فى الهاتف مطالبا الدائنين بفسحة وقت إضافية. بعدما كان لديه 29 عاملا فى محله الرئيسى، نزل العدد إلى ثلاثة ، اثنان منهم توم وزوجته.
لم يكن توم مستعدا لإعلان إفلاس شركته، لقد تذوق حلاوة النجاح والازدهار، وهو أراد العودة إلى مثل هذه الحالة مرة أخرى. تولى توم الدفاع عن نفسه بنفسه فى القضايا المرفوعة عليه، فهو لم يكن يتحمل نفقات المحامى، حتى حفظه القضاة، وبدأوا يعطونه أحكاما مخفضة، مثل تسديد حفنة دولارات أسبوعيا ولمدد طويلة، لقد كان توم يعيش فى بيت بلا أثاث ويقود سيارات تسليم البيتزا القديمة.
خلال سنة كان توم قد سدد كل ديونه، وفى بضع سنين كانت جميع مشكلاته قد حُلت وعادت لتوم قوته، وبلغ عدد فروعه 300 فرع وعاد الزبائن إلى فروعه والتى بدأت تشهد زيادات صاروخية فى المبيعات. وفى عام 1980 افتتح توم أول فرع له خارج البلاد فى وينيبيج بكندا، وفى عام 1983 كان لدى توم أكثر من 1100 فرع.
بدأ توم فى تصميم برامج تحفيزية للموظفين، وبدأ يطبق نظام التسليم خلال 30 دقيقة، وإلا فالبيتزا تكون مجانية، وبدأت أوقات التسليم تتحسن وتقل. هذا النظام جلب لتوم شهرة كبيرة، لكنه اضطر فى عام 1993 لإيقافه بسبب دعوى تعويض من سيدة صدمها سائق من سائقى دومينوز تجاوز إشارة ضوئية حمراء!
بدأ توم يحقق أرباحا خيالية، وبدأت أضواء الشهرة تتركزعليه، وهذا النجاح جعل توم يبدأ فى شراء الغالى والنفيس، ففى عام 1983 اشترى فريق ديترويت تايجرز ( نمور ديترويت) لكرة السلة، وفاز به بطولة العام التالى، ما جعله لقبه يصبح بعدها نمر البيتزا.
اشترى توم كذلك مزارع حول مقر الشركة الرئيسى، واشترى 244 سيارة نادرة واشترى مبان آثرية،
فى عام 1989 قرر توم بيع كل نصيبه فى دومينوز بيتزا،لكن لإعطاء المشترى الثقة بأن الشركة يمكن أن تسير بدونه رئيسا لها، قرر توم التنحى عن منصبه كرئيس للمجموعة، لكن بيع الشركة استغرق منه سنتين ونصف.

فى هذه الأثناء كانت شركة بيتزا هت قد دخلت ساحة المنافسة بقوة، وبدأت فى تسليم البيتزا فى زمن أقل، وفى غياب توم بدأت الشركة فى التدهور، وبلغت ديون الشركة نصف مليار دولار. لقد كانت لزاما على توم العودة مرة أخرى لإنقاذ الشركة فى عام 1991 . وبعد ذلك قرر توم فما كان من توم إلا وأخذ العهد على نفسه بأن يعود فقيران فبدأ بيبغ ممتلكاته الثمنية ، وسياراتته الفاخرة،وفريق النمور

فى عام 1999 ظهر مشتر للشركة، فباعها له توم خلال 14 اسبوع. لقد كان المشترى صاحب محلات بيتزا قيصر (سيزرز) وأما سعر البيع فكان مليار دولار أمريكى لكن توم لازال يحتفظ ببعض الأسهم القليلة فى الشركة ، توم من مواليد 25 مارس1937 وهو دشن مشروعه الخاص وعمره 23 سنة، فى عام 1960، واليوم تفوق فروع شركته السابقة أكثر من 8000 فرعا.