عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2011, 05:33 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

وتوجه نشاط الكتاب السوفييت منذئذ نحو مناهضة الاتجاهات الأدبية الشكلية المتطرفة، وكان لمكسيم غوركي فضل كبير في إقرار الاتجاه الجديد للأدب السوفييتي. وكان لإنتاجه الأدبي أثر بارز في توضيح أسس هذه المدرسة الواقعية الاشتراكية بدءاً من أعماله الإبداعية الرومنسية في التسعينات من القرن التاسع عشر وروايته «الأم» ومسرحيته «في الحضيض» و«الأعداء» وانتهاء بأعماله الواقعية التي عكس فيها سيرة حياته «طفولتي»، و«في الناس» و«جامعاتي» إضافة إلى قصصه «عمل أسرة أرتامونوف» و«حياة كليم سامغين» وغيرهما.


وسخر الكثير من الكتّاب السوفييت في العشرينات والثلاثينات جل نشاطهم لأدب الأطفال ومن أبرز هؤلاء ماياكوفسكي، وتشوكوفسكي، ومارشال، وبارتو، وميخالكوف. كما أسهم نيقولاي أستروفسكي في كتابه «والفولاذ سقيناه» (1934) إسهاماً فعالاً في تربية الشباب على الروح الثورية والصمود والتضحية والتصدي للمصاعب الماثلة أمام الشباب في تلك الحقبة التاريخية الصعبة التي مر بها الاتحاد السوفييتي في مراحل بنائه الأولى.


ومع تصاعد حدة المجابهة السياسية والعسكرية مع القوى النازية والفاشية في أوربة في نهاية الثلاثينات وفي الأربعينات سخر معظم الكتّاب السوفييت نشاطهم الأساسي لتجسيد حب الوطن وتنمية روح النضال الوطني وتمجيد البطولة والشجاعة والتضحية في الصراع مع الفاشية.


ومن أهم شعراء هذه المرحلة وكتّابها سوركوف، وسيمونوف ولوغوفسكي وتيتشين، وموسى جليل، وشارك كثير من الكتاب في القتال في جبهات الحرب واستشهد الكثير منهم، وفي مقدمة هؤلاء غايدار، وألتاوزن، وأوتكين، وكريموف، ولابين، وبتروف، وموسى جليل وأشاكوف وغيرهم.


وتجدر الإشارة إلى أن أحداث الحرب العالمية الثانية قربت بين مصاير مختلف القوميات السوفييتية، حتى أصبح من الصعب أن يجد المرء كاتباً من الكتّاب السوفييت مهما كانت قوميته لم يتناول قضية النضال الوطني فيه مواجهة الفاشية، وتوصل هؤلاء إلى إيجاد أدب غني شامل سمي أدب الحرب عكس فيه الكتاب بطولات الجنود السوفييت في مختلف الجبهات ومنجزات العمال والفلاحين في جبهات العمل الداخلية، ومآثر حرب الأنصار الرديفة، والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب، وتناول بعضهم في أعماله ذوي النفوس المريضة والمتخاذلين أمام الصعوبات، والخونة المتعاونين مع المحتل، كما في قصة شولوخوف «مصير إنسان» التي يصور فيها روح البطولة وما يلحقه وجود عميل بين صفوف المقاتلين من ضرر.


ولعل أبدع ما كتب عن أحداث الحرب مسرحية «الجبهة» (1942) لكارنيتشوك و«الاجتياح» (1942) لليونوف، و«الناس الروس» (1942) لسيمونوف، وكذلك «ملحمة كيروف معنا» (1940) للشاعر تيخونوف و«رواية القائد» (1943) لكوليشوف، و«فاسيلي تيوركين» (1941-1945) لتفاردوفسكي.


ومن المهم الإشارة إلى أن جميع الأعمال الأدبية التي كتبت في أثناء الحرب أو بعدها تتسم بالدقة الوثائقية والواقعية في عكس الأحداث والبطولات والتضحيات والمصائب والويلات. وهذا ما يلاحظ في رواية ليونوف «الغابة الروسية»، ورواية شولوخوف «هم دافعوا عن وطنهم» وغيرها.


أخذ الكتّاب السوفييت في نهاية الخمسينات يتحررون من القيود التي وضعتها سياسة عبادة الفرد في زمن حكم ستالين، وهذا ما يلاحظ في ملحمة الشاعر تفاردوفسكي «خلف البعد - أبعاد» التي تناول فيها مصير الاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن التناقضات السياسية والحيوية وطرائق حلها والتخلص منها.


ومن بين الموضوعات التي تطرق إليها الكتاب السوفييت أيضاً قصص الخيال العلمي فقد صدر في مرحلة الثلاثينات وما بعدها مؤلفات أدبية كثيرة تتناول موضوعات الفضاء والعلاقة بين الكواكب والتنقيبات الجيولوجية والاستكشاف، ومن بينها روايات «قفزة في الفراغ» (1933) لبليايف، و«نجمة الصبح» (1957) لفولكوف، و«الأخت الأرض» (1959) لمارتينوف و«الأرض الساخنة» (1950) لكانديبا و«أسرار محيطين» (1939) لأداموف. ومع تطور الثورة العلمية التقنية واتساع آفاق استكشاف الفضاء ظهرت أعمال أدبية تتسم بطابع الخيال العلمي بالاستناد إلى بعض المعطيات العلمية والكشوف الفعلية الجديدة.


ومن أشهر الكتّاب السوفييت المعروفين عالمياً في الوقت الحاضر أيتماتوف الذي ذاع صيت مؤلفاته «جميلة» و«المعلم الأول» و«وداعاً يا غولساري» و«الأرض الأم» و«النطع» وغيرها. وقد ترجم عدد كبير منها إلى اللغة العربية. كذلك يعد الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف والشاعر يفتوشينكو والكاتب راسبوتين من الأدباء المشهورين عالمياً، وغيرهم كثير كذلك.



وفي ثمانينات القرن العشرين أخذ الكتّاب السوفييت يعملون على تطوير مدرسة الواقعية الاشتراكية في أعمالهم بالانفتاح على المدارس والاتجاهات والتيارات الأدبية الأخرى في العالم. وبرز هذا الاتجاه بوضوح بعد الشروع في عملية إعادة البناء (بيريسترويكا) والانفتاح (غلاسنُست) في الاتحاد السوفييتي السابق وفي بقية البلدان الاشتراكية، وأخذ بعضهم يتوجه بالنقد الشديد للمدرسة الواقعية الاشتراكية لأنها أطّرت الأدب بأطر حزبية ضيقة، ويدعو إلى تبني المدارس الأدبية الأخرى التي صبغت الآداب الأوربية في هذا العصر.


وظل الصراع قائماً تحتدم فيه الخلافات حول مجموعة من القضايا الأساسية وفي مقدمتها قضية تقويم الماضي وتحديد التوجهات الرئيسية للتطور الأدبي السوفييتي في المستقبل. ولكن انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 وتفككه إلى جمهوريات عطل هذه المحاولات وصرف الأنظار عنها إلى إحياء الآداب القومية للجمهوريات المستقلة.


ماجد علاء الدين


الموسوعة العربية






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)