عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
4116
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
05-14-2011, 05:27 PM
المشاركة 1
05-14-2011, 05:27 PM
المشاركة 1
افتراضي الأدب السوفييتـــي


الأدب السوفييتي



يوحد مصطلح «الأدب السوفييتي» الذي ظهر بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 آداب الشعوب التي كانت تقطن أراضي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، والتي يزيد عددها على مئة قومية، وتختلف فيما بينها في اللغة والعادات والتقاليد والتاريخ. وقد تطورت آداب هذه الشعوب حتى أصبحت تطبع بأكثر من سبعين لغة في عموم الاتحاد السوفييتي السابق. وتؤلف المبادئ الأيديولوجية والاجتماعية الاشتراكية والقيم الإنسانية والجمالية الأساس الموضوعي لوحدة هذه الآداب المتنوعة في إطار الأدب السوفييتي.


أخذ الكتّاب السوفييت من مختلف القوميات والمذاهب على عاتقهم مسؤولية عكس تجربة التحولات الاشتراكية ومجابهة التيارات البرجوازية في مجالي الفن والأدب في المجتمع الجديد. ولكن الأدب السوفييتي المتعدد القوميات لم يخرج إلى الوجود وحدة فنية وفكرية متكاملة بعد قيام الثورة الاشتراكية مباشرة. إذ اعترضته عقبات وصعوبات كثيرة، ولاسيما أن المضمون الفكري والبنية التكوينية وغيرهما من العوامل التي تؤلف هذا الأدب كانت مرتبطة بالتطور التاريخي لمختلف القوميات ضمن أطر الاتحاد السوفييتي السياسية والثقافية والاقتصادية، زد على ذلك أن الوعي والثقافة العامة في مختلف الجمهوريات السوفييتية كانا على درجة كبيرة من التباين. وإذا قدر للاتحاد السوفييتي أن يتكون بقرارات سياسية أوجدتها الثورة وأملاها الواقع، فإن مسألة صهر الآداب والفنون في مختلف أراضي الاتحاد السوفييتي لم تكن مسألة سهلة لتنوع الشروط التاريخية والعوامل الثقافية والنفسية التي مر بها كل شعب من شعوب الاتحاد السوفييتي وهي كثيرة.


وكان من الضروري، قبل كل شيء، محو الحساسيات والفروق الملموسة بين مختلف القوميات القاطنة في هذه الأراضي التي تؤلف سدس اليابسة تقريباً. ومن المعروف أن الأدب الروسي حقق في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الكثير من النجاحات على أيدي كتاب وشعراء معروفين من أمثال بوشكين وليرمنتوف وغوغول وتورغينيف ودستويفسكي وتولستوي وتشيخوف وغوركي وغيرهم. وقد أثر هؤلاء الكتاب بأدبهم تأثيراً كبيراً في آداب الشعوب الأخرى القريبة من الشعب الروسي قومياً أو جغرافياً، وتعدى تأثيرهم حدود روسية إلى مناطق بعيدة في العالم، وترجم الكثير من أعمال النقاد والأدباء الروس إلى مختلف لغات العالم، ووجد فيها علماء الأدب الآخرون خير معين على تقويم شتى الظواهر والاتجاهات والتيارات الأدبية في الآداب العالمية.


وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة الأولى من الكتّاب السوفييت الذين تكاتفوا بعد الثورة لوضع الأسس النظرية للأدب السوفييتي كانوا ينتمون إلى قوميات مختلفة ومن هؤلاء غوركي، وبيدني، وسيرافيموفيتش، وأوبيت، وأغوبيان،وأردوبادي، وكولاخميتوف، وسيفولين، وغابييف وغادييف، وسعيدوف، وفيرتانين وغيرهم. وقد برز في تلك الآونة عدد كبير من النقاد من أمثال لوناتشارسكي، وفاردفسكي، وشاوميان، ومياسنيكيان، وناريمانوفار، وماخارادزه وغيرهم. وأخذت الحركة الثقافية تتسع في عموم الاتحاد السوفييتي السابق بعد أن انتهت الحرب الأهلية (1917-1922) وبدأ تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة فأخذ الكتّاب على عاتقهم مهمة إبراز مزايا الحياة العملية كما صارت بعد الثورة.


وإلى جانب الشعراء الثوريين، وفي مقدمتهم ماياكوفسكي الذي لقب بشاعر الثورة، أخذ ينشط عدد من كتاب القصص والروائيين السوفييت الذين أخذوا يبتعدون عن الرمزية في الأدب ويقتربون من الواقعية الاشتراكية شيئاً فشيئاً، وراح هؤلاء يتخلون عن سياسة الهجوم العفوي والفوضوي على العالم القديم، ويميلون إلى تقويم آثاره السلبية والإيجابية تقويماً سليماً، وإلى عكس الظواهر الجديدة التي عصفت بالمجتمع بعد الأحداث الثورية، والصراع الدموي في الحرب الأهلية.


وفي هذه المرحلة المعقدة أخذ بعض الكتّاب الروس موقفاً معارضاً من الثورة الاشتراكية فساندوا التنظيمات السياسية المناوئة لها. وهاجر عدد منهم إلى خارج الاتحاد السوفييتي بعد أن تأكد لهم رسوخ أقدام الثورة وانصرام العهد القيصري إلى غير رجعة، ومن بين هؤلاء باسترناك وأخماتوفا وماندلشتام.


ومن أهم المسائل التي عاقت وحدة الآداب السوفييتية نشاط التيارات المتعصبة التي حاولت أن تستغل المشاعر القومية لتشويه الشعارات التي أتت بها الثورة، وقد عمل الكتّاب السوفييت المؤيدون للثورة على تمتين عُرى التعاون والمحبة والصداقة بين شعوب الاتحاد السوفييتي وقومياته كافة، وأسهموا إسهاماً فعالاً في القضاء على تلك الحساسيات القومية والدينية التي خلفتها العصور الغابرة. وفي وضع السياسة المناسبة لحل المسائل القومية وتقليص الفروق الثقافية والاقتصادية وتحقيق شعار الفن في خدمة الشعب.


وتكونت منذ العشرينات من القرن العشرين تجمعات وتنظيمات أدبية عدة مثل منظمة الثقافة البروليتارية والأخوة سيرابيونوف في روسيا، والاتباعيون الجدد في أوكرانيا، والجماعة الأكاديمية في جورجيا، وغيرها.


ولقد كان لفلاديمير ماياكوفسكي باع طويل في ولادة الشعر الثوري وتطويره قبل الثورة وبعدها، واشتهر بقصائده العنيفة في نقد أعداء الثورة وبنزعته المستقبلية الثورية، وشاركه آراءه شعراء كبار من بينهم تينشين، وتشارفيتس، وتاكتاش، وفيرغون وغيرهم أخذوا على عاتقهم التعبير عن مشاعر الإنسان المعاصر وأفكاره في صور لغوية واضحة يفهمها عامة الشعب. كما يبدو ذلك جلياً في أشعار ديميان بيدني وسيرغي يسنين وغيرهما.


وربما كانت أفضل مجموعة شعرية صدرت في بدايات العهد السوفييتي هي مجموعة روسية السوفييتية عام 1925. أما في مجال النثر فصدرت في حقبة العشرينات مجموعة مؤلفات اعتمدت الواقعية في التعبير منهجاً، وعكست الكثير من الوقائع والأحداث المهمة، ويلاحظ ذلك في قصة «الانهيار» (1927) لغادييف، و«الاسمنت» (1925) لغلادكوف، و«الأرض» (1928) لتشورني، و«الجذور العميقة» لإبراهيموف. وكان صدور الجزء الأول من «الدون الهادئ» لميخائيل شولوخوف عام 1928 ظاهرة مهمة من ظواهر تطور الأدب السوفييتي لأن شولوخوف تمكن من وصف حياة القوزاق في منطقة الدون وصفاً دقيقاً وواقعياً، وعكس في قصته ذلك الصراع التاريخي بين القديم والجديد في إطار أحداث الثورة التي طرحت الكثير من القضايا الجديدة، إذ كان على المرء آنئذ أن يحدد موقفه من قضية الثورة في تلك الأوضاع المعقدة التي لم تكن مفهومة للجميع، وأن يؤمن بولادة الإنسان الجديد التي تحدث عنها الكثير من الكتّاب والشعراء السوفييت.

وكان انعقاد مؤتمر الكتّاب السوفييت الأول في عام 1934 نقطة انعطاف مهمة في تاريخ الأدب السوفييتي، فقد أقر فيه الدستور العام لاتحاد الكتّاب السوفييت، وأشير إلى أن الواقعية الاشتراكية هي المدرسة الأساسية للإبداع الفني والأدبي. وتعني الواقعية الاشتراكية، بحسب ما جاء في قرار المؤتمر، «عكس الواقع من خلال تطوره الثوري وتحقيق الانسجام بين الحقيقة والدقة التاريخية في التصوير الأدبي للواقع وللمهمات الفكرية من أجل تربية الكادحين على روح الاشتراكية». وأكد المؤتمر تقارب آداب القوميات السوفييتية المتنوعة والتفافها حول هذا المنهج الأدبي الجديد بالاعتماد على التراث الأدبي الكبير للشعوب التي تقطن أراضي الاتحاد السوفييتي.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)