عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2011, 11:43 AM
المشاركة 9
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"



صرخ فوبوس ثم سقط على الأرض.



أما هي فقد أغمي عليها وحين استعادت وعيها وجدت نفسها محاطة بجنود الحراسة وحمل القائد غريقاً بدمائه واختفى الكاهن.



وسمعت الرجال من حولها يقولون:



"إنها ساحرة طعنت قائداً من رجال الحرس".



وفاء للأبد



سيقت إيناس للمحاكمة، أجبرت على الاعتراف تحت تأثير ذلك الكاهن نفسه، كلود الذي انفجر غيظاً عندما وجدها تحب ذاك الشاب الوسيم فوبوس.

كانت جسداً هامداً نحيفاً أضناه الظلم والضياع وسياط الجلادين والأصفاد التي أدمت جسدها الناعم الرقيق، لا ترى سوى الشمس وهي ترسل أشعتها الأخيرة متجهة نحو الغروب، فتنادي: فوبوس أين أنت؟ هل مات فوبوس؟

ثم يرتد الصوت عليها: لقد مات فوبوس ... وما إن قيل لها أنه مات، رغم نجاته، حتى باتت تنتظر حبال المشنقة.



"وضعت الأسميرالدا في قبو، لقد كان في الحقيقة كهفاً، وكانت الأسميرالدا ضائعة في الظلام، مطمورة، مسجونة، كانت باردة كالليل، بل كالموت، لم تكن قادرة علي التمييز بين اليقظة والنوم، بين الحلم والحقيقة، بين الليل والنهار. لقد فقدت القدرة على الشعور، فلم تعد تشعر أو تفكر أو تعرف".



أودعت في ذلك قبو بغيض بعدما صدر عليها حكم بالإعدام شنقاً، في ذلك القبو المظلم جاء إليها الكاهن القاتل كلود وفي حواره معها قال:



"أصغي إلي، قبل أن أعرفك كنت أشعر بالسعادة، لقد كنت سعيداً، نعم وكنت طاهراً، لا يرتفع رأس أشد فخراً من رأسي، لقد كان كبار العلماء والأطباء يأتون إلي ليستشيروني. وكان العلم هو كل شيء عندي وفي يوم من الأيام، كنت مستنداً إلى نافذة حجرتي وكنت أقرأ، سمعت صوت الدف، فنظرت إلى الساحة، أما ما رأيت، فلم يكن مشهداً مصنوعاً لعيون بشرية، هناك وسط الميدان كانت فتاة ترقص، فتاة بلغت من الفتنة درجة تؤهلها لأن تكون مثلاً أعلى لكل ما هو جميل".



وتراجعت السجينة خوفاً ورعباً، فقال:



"أوه: أتوسل إليك أن ترحميني. أنت لا تعرفين معنى الشقاء، إنه أن تقع في حب امرأة – أن تكون كاهناً، أن تحب بكل جوارحك، أن تشعر أنك على استعداد لتقديم حياتك لقاء ابتسامة منها، أن تقدم دمك، حياتك، خلاصك، ثم تعرف انها مغرمة برجل آخر، إنه العذاب والألم!، إنها كماشة سخنت في نار جهنم".



وكانت الفتاة المسكينة تردد في صوت منخفض:



"آه! يا فوبوس العزيز."



فزحف الكاهن نحوها علي ركبتيه وقال:



"إنني أحبك! وإذا ذهبت إلي الجحيم سأتبعك. لقد فعلت كل ما فعلت لكي أكون معك. فإن قبلت سنكون سعداء جداً، سوف أساعدك علي الهرب. دعينا لا نخسر الوقت. سيكون لك من الوقت ما تشائين لتحبينني بعد أن أنقذك. غداً! غداً! المشنقة! انقذي نفسك وانقذيني."







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!