عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2017, 02:23 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وفي الصفحة 282 يصف ما اصابه وما اعتراه بعد دفن صديقه وشيخه ( الحصار ) وكان يظن انه احد اوتاده الاربعة فيقول :
" دفنت الحصار انا وبدر والحريري وعمال في المقبرة، وعدنا نجر اقدامنا في ذهول ووقع المصاب واضح في وجوهنا. بدر لا يكاد ينطق بكلمة وقد اذهله ان يموت الحصار بهذه السرعة. وكان يتوجس من وباء القاهرة ويخشى ان يصيبه ما اصابه. شعر بدر بالصخرة الصماء التي سحقت قلبي فظل يربت على كتفي طول الطريق ويقودني زقاقا زقاقا دون ان ادري الى اين يذهب بي. حتى انتهينا اخيرا عند مسجد يزدحم عند بابه الناس فوقفنا معهم ننتظر دورنا. حينها فقط افقت من سهومي وقطعت وجومي والتفت على بدر اسأله:
- اين نذهب؟
- نسلم على فقيد خير من فقيدك.
فدخلنا ضريح الحسين بن علي وقد بنى عليه بناء مكسو بالديباج تحيط به اعمدة واحد من ذهب واخر من فضة وعلقت فوقه قناديل تشع ليلا ونهارا فتعكس على الضريح انوارا مختلفة الالوان. يستلم الناس طرف الضريح بايديهم ثم يمسحون تربته ويتمسحون ويتضرعون. فلما وقفنا امامه وجدتني اردد دون ان اعد هذا الكلام او اذكر اني لته عند ضريح قبله: " السلام عليك يا حفيد حبيبي وربيبه، السلام على اخيك، وامك وابيك،"
وهبت نسمة هواء حركت القنديل المعلقة فانعكس ضوء اصفر على جبني حتى شعرت بحراراته. وخرجنا وانا اسال بدرا:
- هل رأيت كيف اومأ لي القندل؟ هل رأيت؟
وكان بدر يجيب دون ان ينظر الي:
- نعم عم رأيت. لنسرع قبل ان تغرب الشمس فانت لم تأكل منذ الصباح.
مس الحسين جبيني بالنور المعلق فوق ضريحه فكأنما عزاني في صاحبي فاحسن العزاء
.

هنا تكمن المشكلة...كيف فسر الشيخ النور الذي انعكس على جبينه بأنه تعزية من صاحب الضريح عليه السلام؟
الحزن يفعل الافاعيل ومن الطبيعي ان يكون الانسان في لحظات الفقد شديد الحساسية ويتصور امور ما انزل الله بها من سلطان.