عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2011, 09:41 PM
المشاركة 2
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
( نهج البردة )

ريم على القاع بـــــــــين البان والعلم
أحلّ سفك دمي فــــــــي الأشهر الحرمِ
***
رمى القضاء بعينـــــــــي جؤذر أسدا
يا ساكن القــــــــاع أدرك ساكن الأكم ِ
***
لمّا رنا حدّثتـــــــــــني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالســـــــهم المصيب رمي
***
جحدتها وكتمت الـــــــــسهم في كبدي
جرح الأحبّة عـــــــــندي غير ذي ألمِ
**
رزقت أسمح ما فـــــــي الناس من خلق
إذا رزقت التماس الــــــــعذر في الشيم
***
يا لائمي في هـــــــــواه والهوى قدر
لو شفّك الوجد لـــــــــم تعذل ولم تلمِ
***
لقد أنلتك أذنــــــــــــا غير واعية
وربّ منتصت والـــــــــقلب في صممِ
***
يا ناعس الطرف لا ذقــــــت الهوى أبدا
أسهرت مضناك فــــــي حفظ الهوى فنمِ
***
أفديك إلفا ولا آلو الـــــــــخيال فدى
أغراك بالبخل مـــــــــن أغراه بالكرمِ
***
سرى فصادف جـــــــــرحا داميا فأسا
وربّ فضل عـــــــــلى العشّاق للحلمِ
***
من الموائس بــــــــــانا بالربى وقنا
اللآّعبات بروحــــــــي السّافحات دمي
**
السّافرات كأمـــــــــثال البدور ضحى
يغرن شمس الضّــــــحى بالحلي والعصمِ
***
القاتلات بأجفــــــــــــان بها سقم
وللمنية أسبــــــــــــاب من السقمِ
***
العاثرات بألبـــــــــــاب الرّجال وما
أقلن من عثرات الـــــــــدلّ في الرسمِ
***
المضرمات خـــــــــدودا أسفرت وجلت
عن فتنة تسلـــــــــــم الأكباد للضّرمِ
***
الحاملات لواء الـــــــــــحسن مختلفا
أشكاله وهو فرد غـــــــــــير منقسم
***
من كلّ بيضاء أو ســـــــــمراء زيّنتنا
للعين والحسن فــــــــي الآرام كالعصمِ
***
يرعن للبصر السّامــــــــي ومن عجب
إذا أشرن أســـــــــــرن الليث بالغنمِ
***

وضعت خدّي وقسّــــــــمت الفؤاد ربى
يرتعن في كنس مــــــــــنه وفي أكمِ
***
يا بنت ذي اللّبد المـــــــــحميّ جانبه
ألقاك في الغــــــــاب أم ألقاك في الأطمِ
***
ما كنت أعلم حــــــــــتى عن مسكنه
إن المنى والمنايا مـــــــــضرب الخيمِ
***
من أنبت الغصن مـــــــن صمصامة ذكر
وأخرج الرّيم مـــــــــن ضرغامة قرمِ
***
بيني وبينك من ســـــــــمر القنا حجب
ومثلها عفّة عــــــــــــذريّة العصمِ
***
لم أغش مغناكِ إلا فـــــــي غضون كرى
مغناكِ أبعد للـــــــــــمشتاق من إرمِ
***
يا نفس دنياكِ تخــــــــــفي كل مبكية
وإن بدا لكِ منهــــــــــا حسن مبتسمِ
***
فضّي بتقواك فاها كــــــــــلّما ضحكت
كما يفضّ أذى الــــــــــرّقشاء بالثرمِ
***
مخطوبة منذ كـــــــــان الناس خاطبة
من أوّل الدهر لــــــــــم ترمل ولم تئم
***

يفنى الزّمان ويبـــــــــقى من إساءتها
جرح بآدم يبكــــــــــي منه في الأدمِ
***
لا تحفلي بجنـــــــــــاها أو جنايتها
الموت بالزّهر مــــــــثل الموت بالفحمِ
***
كم نائم لا يراهــــــــــا وهي ساهرة
لولا الأماني والأحــــــــــلام لم ينمِ
***
طورا تمدّك في نـــــــــعمى وعافية
وتارة في قرار الــــــــبؤس والوصمِ
***
كم ضللتك ومن تــــــــحجب بصيرته
إن يلق صابا يــــــــرد أو علقما يسمِ
***
يا ويلتاه لنفــــــــــسي راعها ودها
مسوّدة الصحف فــــــــي مبيضّة اللّممِ
***
ركضتها في مريع الــــــــمعصيات وما
أخذت من حمية الـــــــــطّاعات للتخمِ
***
هامت على أثـــــــــر اللّذات تطلبها
والنفس إن يدعــــــها داعي الصبا تهمِ
***
صلاح أمرك للأخــــــــــلاق مرجعه
فقوّم النّفس بالأخــــــــــلاق تستقمِ
***

والنفس من خيرهـــــــا في خير عافية
والنفس من شرّها فـــــــي مرتع وخمِ
***
تطغى إذا مكّنت مــــــــن لذّة وهوى
طغي الجّياد إذا عـــــــضّت على اللّجمِ
***
إن جلّ ذنبي عن الغـــــــفران لي أمل
في الله يجعلني فـــــــي خير معتصمِ
***
ألقي رجائي إذا عـــــــزّ المجير عليّ
مفرّج الكرب فـــــــي الدّارين والغممِ
***
إذا خفضت جنــــــــــاح الذّل أسأله
عزّ الشفاعة لــــــــم أسأل سوى أممِ
***
وإن تقدم ذو تــــــــــقوى بصالحة
قدّمت بين يــــــــــديه عبرة النّدمِ
***
لزمت باب أمـــــــــير الأنبياء ومن
يمسك بمفــــــــــتاح باب الله يغتنمِ
***
فكلّ فضل وإحــــــــــسان وعارفة
ما بين مستلم مــــــــــنه وملتزمِ
***
علّقت من مدحه حـــــــــبلا أعزّ به
في يوم لا عزّ بالأنــــــــساب واللّحم
***

يزري قريضي زهـــــــيرا حين أمدحه
ولا يقاس إلى جــــــــودي لدى هرمِ
***
محمد صفوة الـــــــــباري ورحمته
وبغية الله من خــــــــلق ومن نسمِ
***
وصاحب الحوض يـــــوم الرّسل سائلة
متى الورود وجــــــبريل الأمين ظمي
***
سناؤه وسناه الـــــــــشمس طالعة
فالجرم في فلك والـــــــضوء في علمِ
***
قد أخطأ النجم مـــــــــا نالت أبوّته
من سؤدد باذخ فـــــــي مظهر سنمِ
***
نموا إليه فزادوا فــــــي الورى شرفا
وربّ أصل الفرع فــــــي الفخار نمي
***
حواه في سبحــــــــات الطهر قبلهم
نوران قاما مقـــــــام الصلب والرحمِ
***
لمّا رآه بحــــــــــيرا قال : نعرفه
بما حفظنا مــــــــن الأسماء والسّيمِ
***
سائل حراء وروح الــــــقدس هل علما
مصون سرّ عــــــــن الإدراك منكتمِ
***

كم جيئة وذهـــــــــاب شرّفت بهما
بطحاء مكة في الإصـــــــباح والغسمِ
***
ووحشة لأبن عـــــــــبدالله بينهما
أشهى من الأنس بـــــالأحساب والحشمِ
***
يسامر الوحي فيــــــــها قبل مهبطه
ومن يبشّر بسيمــــــــى الخير يتّسمِ
***
لمّا دعا الصحب يســـــتسقون من ظمأ
فاضت يداه مــــــــن التّسنيم بالسنمِ
***
وظلّلته فصارت تـــــــــــستظلّ به
غمامة جذبتها خـــــــــيرة من الدّيمِ
***
محبة لرســـــــــــول الله أشربها
قعائد الدير والرّهــــــــبان في القممِ
( أحمد شوقي ، مصر )

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )