عرض مشاركة واحدة
قديم 02-17-2014, 12:44 PM
المشاركة 39
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة مباركة بشير احمد

تقولين " سر بروز المفكرين والقادة ذوي الرأي والحصافة، ليس ناتجا عن ظروف بيئية ومآس، ولكن تلك الظروف تُعتبر مُعينا لهم نحو الرقي الفكري والتأمل فحسب . دليلي في ذلك ما نلحظه من اختلاف بين البشر، فهيهات أن يتساوى صاحب الموهبة ، والإنسان العادي ،فكل منهما ينظر إلى الحياة من زاوية مختلفة".

- القول بأن مصدر الابداع والعبقرية هو الموهبة هو قول قديم يعود الى بدايات الوعي وحتى تاريخ اكتشاف مبدأ الطاقة والذي يقول بأن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث وانما تتحول من حالة الى اخرى... وهو في الواقع وصف يعبر عن حالة عجز عن تقديم تفسير لمصدر الابداع فقيل انها موهبة. وحتى لو افترضنا ان مصدر الابداع هو الموهبة فاين تسكن هذه الموهبة وكيف تعمل؟

بعد دارون وبعد ولادة مبدأ الطاقة جاء فرويد ليقدم تفسير حول مصدر الطاقة الابداعية وقال ان الابداع عبارة عن مكبوتات تخزن في العقل الباطن كنتيجة لاحباطات المجتمع للشخص الفرد الذي يكون في صراع مع المجتمع وهو يسعى لتلبية رغباته الجنسية وهذه المكبوتات تتراكم وتصل الى حد الانفجار في يوم ما وهذا الانفجار اما ان يخرج على شكل ابداع او جنون ولذلك يقول فرويد ان مصدر الابداع والجنون واحد.

ادلر وهو احد تلاميذ فرويد قدم بدوره نظرية حاولت تفسير الطاقة الابداعية ومصدرها فجاء بنظرية التعويض وقال ان فقدان البصر يؤدي الى سمع مرهف وابداع موسيقي استثنائي وقدم مثال على ذلك بتهوفن.

كارل يونج تلميذ آخر لفريود جاء بنظرية الحجرات الوراثية وقال ان المعرفة يتم توارثها في حجرات وراثية وهي مصدر الابداع والعبقرية.

لاحقا علماء النفس التحليلي قالوا بأن المآسي في الطفلة هي عامل حاسم في صنع العبقرية والابداع.

في العام 1980 قمت من خلال دراسة اكاديمية لشهادة الماجستير على ابراز العلاقة بين الابداع وفقدان جسم في الطفولة وبينت ان اهم الاجسام التي يمكن ان تشكل مصدرا مهمها للطاقة الابداعية هو فقدان احد الوالدين وبالطبع يتطاقع الاثر في حالة فقدان الاثنين.

لاحقا اجريت شخصيا عدة دراسات احصائية على عينات من الفئات التي تعتبر عبقرية في مجالاتها وتبين بأن العلاقة بين اليتم والعبقرية يتعدى عامل الصدفة وان نسبة الايتام بين افراد كل عينة من العباقرة وف تزيد على 50% في حالة ان يكون اختيار عناصر تلك العينة موضوعيا وغير متحيز.

منذ اشهر قليلة قدم دكتور اعصاب الماني وامه شنايدر ادلة علمية بأن القادة الدمويين امثال هتلر ونابليون تكون احد اركان الدماغ ويقع هذا الركن في الناصية يكون لديهم له نشاط فوق عادي.

خلاصة القول..ان ما توصل اليه العلم من ادلة وشواهد وثوابت حتى الان يؤكد ان الابداع والعبقرية تحديدا وهي حالة اعلى من حالات الابداع ناتجة عن ظروف مأساوية traumatic experiences وعلى رأسها واهمها تأثيرا هو فقدان الوالدين ويكون الفقدان بالموت اعلى مؤثر لجعل الدماغ يولد مخرجات عبقرية.

يمكنك ان تطلقي على هذا الميكانيزم ( موهبة ) اصطلاحا لكن هذه الموهبة لها اسباب وهذا هو المسؤول عن الفروق الفردية..وهذا هو الذي يجعل البعض يرى الامور بعين ثالثة ويصبح ذات قدرات عبقرية واحيانا قدرات خارقة وتبصرية...وكلها ناتجه عن زيادة حادة في نشاط الدماغ التي تكون قد عصفت به المآسي.

يتبع،،