عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2010, 07:28 PM
المشاركة 8
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وثانيها : أن بعض هذه الظواهر - أي الفصل بين العلماء والدعاة - بدأت تظهر عند طوائف من الشباب - عندنا - ، وبعض المفكرين ، وبعض المثقفين ،

لسبب أو لآخر ، فمن هنا كان لا بد من الكلام عن أوضاع الدعوات المعاصرة ، بمجملها ، في جميع العالم الإسلامي ، وليس في بلد واحد ،

لأنها يستمد بعضها من بعض .

أعود إلى هذه الخصلة - أو هذه السمة التي وقع فيها كثير من الدعاة والدعوات المعاصرة ، وهي : (أن الدعاة عندهم غير العلماء والداعية غير العالم ) ،

وهذا المفهوم بدأ ينمو في أذهان بعض الناس - مع الأسف - وقد تأصلت هذه المفاهيم حتى في أعمال الدعاة ، وفي حركاتهم ، وفي مواقفهم ، وفي مناهجهم ،

فصاروا يفصلون بين العالم ( الشيخ ) وبين الداعية ، وأدى ذلك الفصل إلى عواقب وخيمة .

فالداعية عندهم : هو من ينشط في الدعوة والحركة ، لتحقيق مراد أصحابها ، أو لتحقيق أهدافها ، أو يواليها ويرفع شعارها ، ويجمع الناس حوله على هذا الشعار .

هذا هو الداعية عند كثير من الدعوات المعاصرة ، بصرف النظر عن علمه وفقهه ، بل الغالب أنه يكون من قليلي الفقه وقليلي العلم الشرعي .

والمشايخ بمفهوم هؤلاء - القاصر- ليسوا دعاة ، ولا يصلحون لأن يسهموا في الدعوة أو أن يدخلوا في إطارها أو نطاقها ، لأنهم فيهم وفيهم !

وبسبب هذا الفصل ظهرت أمور ، سنشير إلى شيء منها .