عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2017, 04:49 PM
المشاركة 10
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
خطر
صراخ علا في منتصف الليل، أيقظ كل من في المنزل... أسرع جود تجاه الصوت الذي صدر من غرفة الصغار جود و بهاء، وإذا بنيران مشتعلة تلف سريري التوأم و فداء تحاول جاهدة الوصول إليهما. سارع جود في إخماد الحريق و إخراج الجميع من الغرفة... بقي في الداخل وحده ولم يسمح لأحد بالاقتراب. وبعد ما يزيد عن ساعة خرج غاضبا وطلب من أمه التحدث إليه جانبا بعيدا عن أسماع الفتاتين.
-الأم: ما بك بني؟ لم طلبت الحديث إلي وحدي؟ وما سبب الحريق؟
-جود: لهذا السبب طلبتك وحدك... أخبريني أمي، كيف تتعامل الفتيات مع الصغيرين؟
-طبيعي جدا... كما يتعامل الأخوة معا. لم تسأل أقلقتني؟
-أريد تفاصيل أمي. أراهما وأنا موجود كيف يتعاملان معهما بحب و لطف... أريد أن أعرف التفاصيل... هل تشعرين إحداهن تقسو عليهما أو لا تكترث لهم إن تأذيا أو أصابهما مكروه؟
-أبدا بني... فداء تجلس تراقبهما طوال الوقت خصوصا بعد تعرضهما لتلك الحوادث مؤخرا. وشهد تداعبهما وتلاعبهما طوال اليوم وتساعدهما في كل شيء تقريبا... لقد أخفتني بني. ما الأمر؟
-أخشى يا أمي أن الحريق مفتعل.
-ماذا؟ أتقول أن أحدى الفتاتين أشعلت الحريق! لماذا؟
-لا أدري لكن الحريق... أخبريني أمي، هل انسكب أي نوع من المحروقات على سجادة الغرفة؟
-أجل، لقد أوقعت فداء بعض وقود المدفأة وهي تملئها ليلة أمس.
-من أشعل البخور؟
-أنا... قرأت عن أهمية البخور في معالجة الحالة النفسة للصغار... تعلم أن أخويك تعرضا لكثير من الحوادث شعرت بأنهما متعبان.
-أمي، كيف لك أن تشعليها ليلا!
-لقد أطفأتها قبل أن أنام... وطلبت من فداء التأكد أنه لم يبقى فيها أي شعلة... بني إن كنت تظن أن إحدى الفتاتين تسببت بالحريق فعليك إخباري بمن تكون... وإن كانت من أظن... فلن أسمح ببقائها معنا إلا إذا خضعت لطبيب نفسي... فقد زاد الأمر عن حده... ولن أخاطر بحياة أسرتي من أجل انتقامها السخيف... عليها أن تدرك أنني وأطفالي لا شأن لنا بما مرت به. هل هذا واضح؟ سينام الصغيرين في غرفتي ابتداء من اليوم... أتمنى أن استفيق صباحا وقد حللت الأمر.
-شهد لا تفعلها... ماذا لو كانت فداء؟
-نفس الشيء، المهم أن أطمئن على الصغار.
-حاضر... سأباشر بالحديث إليهما.
طلب جود من أختيه الجلوس و التحدث عن الأمر.
-شهد: جود أخي هل تشك بنا!
-جود: في الواقع أجل.
-شهد: لو علمت أنك ستفعل هذا لما شجعتك على الالتحاق بقسم التحقيق.
-جود: أنت تعلمين تماما لما التحقت بقسم التحقيق.
-شهد: أجل، لكن يبدو لي أنك نسيت.
-جود: لم أنس. لكن لدي أسبابي...تذكرون حادثة الحريق التي وقعت منذ مدة و حدثتكم عنها... لقد تكررت عندنا اليوم. نفس الأحداث ونفس الأسلوب مع اختلاف الجاني و الأسباب... ما اختلف أن الجاني ابتعد لمنع كشفه كما حدث في الحادثة الماضية، وتغطى بستار الظلام.
-فداء: أي قصة؟
-شهد: لا تتظاهري بالبراءة. كنت حاضرة يومها.
-فداء: مع أني لم أكن حاضرة لكن لن أجادلك... تابع أخي.
-على كل حال... مع أن احتمالية كون ما جرى مجرد صدفة ضعيف جدا، إلا أنه وارد على كل حال. قالت أمي أنها طلبت من فداء التأكد من انطفاء شعلة البخور... فداء هل فعلت؟
-فداء: أجل وكانت لا تزال مشتعلة فطلبت من الشهد التأكد منها قبل أن تخلد الى لنوم.
-جود: وأنت يا شهد، هل تأكدت منها؟
-شهد: لا، لم أفعل.
-فداء: ولم لا... ألم أطلب منك فعل ذلك...ألا تشعرين بالمسئولية.
-شهد: لأني لا أهتم... أخي إن كان ما حصل مفتعل، فأنا خارج الموضوع... سأذهب الى غرفتي.
-فداء: لا أصدق... أنت بهذا تتهمينني.
-شهد: ليس بعيد عنك.
-فداء: ليس بعيد عني!! هل تعتقدين أنني لا أملك قلبا... كيف لي أن أضر الصغار... أتظنين أن قتل روح أمر سهل!
-شهد: يقتلني تظاهرك بالبراءة. ألم تقتلي طفلا من قبل!
أثار ما قالته شهد غضب جود و فداء فوقف جود ممسكا بذراع شهد بشدة وصرخ قائلا: ما الذي تقولينه... كيف تتهمين فداء بذلك! أي طفل هذا الذي قتلته!
دفعت شهد جود بعيدا واتجهت الى غرفتها وهي تقول: أنت وأمك... قتلتم طفولتي... دمرتم سعادتي مع أسرتي التي أحبها... ليس صعبا عليكم إزهاق روح إن كنتم أزهقتم أمله.
دخلت شهد غرفتها ودموع فداء منهمرة مما سمعته وقد سمعت بأذنها مقدار الكره الذي تكنه شهد لها و لأمها.
-جود: هل يعقل أنها تجاهلت تفقد عود البخور عمدا لتتهمك!
-فداء: لا يا جود لا تقل ذلك... ربما شهد تكرهنا لكنها لن تقتل أحدا... ربما هذا مجرد حادث.
-جود: وماذا عن التطابق في الأحداث؟ هاذا ليس الحادث الأول... لقد تكرر حدوث هذه القصص في منزلنا... قصص أنا قصصتها لكم، تحصل بتطابق تام.
-هل تعتقد أنها حمقاء لتلفت الانتباه لنفسها إن كانت هي الفاعلة!
-لا، إلا إذا خططت لاتهامك أو اتهام أمي.
-جود، شهد لا تفعل ذلك... أنا أعلم كم تحبها كيف لك أن تتهمها!
-هل تعتقدين أنني سعيد بذلك! قلبي يكاد ينفطر... حين رحل أبي أخبرني أنها عادت لتشعر بالحب و السعادة بيننا... لقد قال أنه رآها تبكي. صدقته حينها لأنني أردت أن أرى شهد على طبيعتها الجميلة التي حدثني عنها أبي.
-هي كذلك... لكنها تحاول إخفاء الأمر.
-لا، أظن أنها لاتزال باردة المشاعر لا قلب لديها... أظن أن ما رآه أبي مجرد وهم... ربما بسبب اشتداد المرض واقتراب أجله، صور له الحلم السعيد الذي تمنى العيش فيه.