عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2017, 04:42 PM
المشاركة 5
زهرة الروسان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تلميح
مضى عامان على تخرج جود و توظفه في قسم التحقيق الجنائي، وقد اعتاد على طرح القضايا الصعبة التي تواجهه على شهد التي تساعده في إعطائه بعض التلميحات التي قد تساعده في ايجاد الحل .
عاد جود يوما من العمل حائرا وجلس في غرفته يفكر فذهبت إليه شهد تسأله عن سبب حيرته فرفض الحديث وطلب منها أن تتركه لينام... خرجت شهد وحضرت له طعاما؛ فهي أكثر من يعرف أن طريقة إجبار جود على الحديث، هي جعله يشتم رائحة طعامه المفضل... وفي غضون دقائق قليلة كان متسمرا أمام الفرن ينتظر تناول طعامه... جلس يتناول الطعام بينما يتحدث الى شهد.
شهد: ما نوع قضية اليوم؟
جود: سيدة ماتت في المطبخ أثناء إعدادها الغداء لزوجها... على ما يبدو أنها ماتت بعد وضعها لمادة شديدة السمية في الوعاء.
-هل قتلها أحد؟
-لا أدري كل الأدلة تشير الى أنها وضعت السم في الطعام بيدها .
-انتحرت؟
-لا أعتقد... فقد كانت تنوي الخروج مع صديقتها مساءا.
-هل يعقل أنها أرادت التخلص من زوجها لكن انقلب الأمر عليها؟
-هذا ما يعتقده الجميع... لكني غير مرتاح بهذا الاستنتاج.
-لماذا؟
-لا أدري... أشعر أنه سعيد برحيل زوجته... تعابيره حين أخبرناه بأنها ارادت قتله... لم تكن حقيقية؛ لقد اصطنع الانفعال... لم يوافقني أحد لكنني واثق انه لم ينفعل حقا، و المثير أن المنزل كان نظيفا بشكل مثير لم نجد أي بصمات لكلا الزوجين، سوى على بعض الأدوات في المنزل.
-هل رأيت شيئا في المنزل يدل على سوء العلاقة بينهما حتى تعتقد انه يتظاهر؟
-لا كل شيء كان مثاليا... وهذا ما يحيرني... حتى أن منزلهم مملوء بصورهما معا و يبدوان في قمة السعادة... وصور لهما مع طفلهما الراحل... غير أن هناك صور في خزانة الزوجة لكليهما... تدل على مدى حبها له... وصور كثيرة جدا... إن كانت تفكر في قتله، فهاذا يعني أنها وضعتها لتبعد الشبهات عنها.
-لكن الأمر انقلب عليها... اسمع أخي، أحيانا لا تكون الحقيقة كما تبدو... عليك الغوص في اعماق الشخص لتعرف الحقيقة.
-ماذا تعنين؟
-تعال معي سأريك شيء.
ذهبت شهد مع جود الى غرفتها و فتحت خزانتها ثم أخرجت علبة خشبية صغيرة... فتحتها لينظر لمحتواها... وكانت تحتوي على أربع خصال من الشعر .
-ما هذا؟
-في هذه الصندوق خصال شعر تخصني و أبي وأمي... ما سبب احتفاظي بها برأيك؟
-ربما للذكرى!
-ربما...لكن لمن تعتقد الخصلة الرابعة؟
-لا أدري... لمن تعود؟
-لخالتك... ما رأيك الآن... لم أحتفظ بهذه الخصال؟
-من المؤكد ليس للذكرى... لم تحتفظين بهذه الخصلات؟
-حين كنت طفلة، سمعت حوارا دار بين والدي حول برنامج تلفزيوني يتحدث عن تحلل جسم الانسان... ذكر أبي أن شعر الإنسان يحتاج الى وقت طويل جدا حتى يتحلل... أكثر من أي خلية أخرى في جسم الانسان...شدني نقاشهما وتابعت حديثهما بإنصات، لفت اهتمامي انتباه أمي التي سرعان ما شاركتني في النقاش... وفي نهاية النقاش قامت واحضرت مقص وقصت خصلة من شعرها... لقد كانت تملك شعرا طويلا رائعا، وضعت تلك الخصلة في كيس بلاستيكي صغير... وقصت لي خصلة من شعري ووضعتها في كيس آخر... عندها شعر أبي بالغيرة منا؛ فأخذ المقص وقص شاربه... لقد كانت المرة الأولى التي يزيل فيها أبي شاربه... ووضعه في كيس آخر وصنع لي هذا الصندوق الخشبي لأضع فيه خصال الشعر.
حين رحلت أمي وتزوج أبي من خالتي لاحظ بعدي عنها ورفضي للتعامل معها فحدثها عن قصة الخصال وطلب منها أن تفعل ذات الشيء لأحبها ففعلت.
-حين تتحدثين عن حياتك قبل رحيل أمي أشعر بالغيرة... لو أنني عشت معها لأعرفها كما تعرفينها... لكنت أسعد الآن.
-ألست سعيدا؟
-ليس كما أتمنى... أنت ومع أنك كنت تعيشين مع زوج والدتك... كنت في قمة السعادة... أما أنا حياتي عادية جدا مع زوجة أبي... مع أنها حنون جدا لكني أشعر بشيء مختلف.
-حتى أنا أشعر بالحزن أحيانا لأن أبي ليس أبي الحقيقي... كانت حياتي لتكون مثالية لو كان كذلك.
-شهد، لم تحدثيني يوما عن والدك الحقيقي... أين هو و ما سبب تركه لأمي ؟
-لا أدري، فقد كنت حديثة الولادة.
-لم تحدثك أمك عنه... هذا ظلم.
-هلا غيرت الموضوع... اذهب لحل قضيتك.
-أجل القضية... سأعود قريبا... أعتقد أنني أمسكت طرف الخيط.