عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2013, 12:37 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نص قصصي مزلزل بحق. اؤيد ما طرحته الاستاذه ريم بدر الدين ويمكننا طبعا ان نتحدث باسهاب عن الاسباب التي جعلته نصا جميلا مزلزلا.

العنوان: "سيناريو الزيف والرتابة".

بداية العنوان ملفت ويخلق في نفس المتلقي ما يكفي من الفضول ليتعرف على هذا السيناريو؟! فيندفع للقراءة، وكلمة سيناريو بحد ذاتها توحي بالكثير وكأننا بصدد فلم مشكل من سلسلة من المشاهد التي توحي بالزيف والرتابة.
طبعا العنوان غير مألوف وربما انه طويل شيئا ما بالمقارنة مع النص، لكنه حتما موحي ويبعث الفضول.

" المنظر : ليل داخلي ،،،، أريكة باردة ،، أطباق عشاء ،جائعة ،،، مزهرية ،، مطفأة سجائر قديمة ،هاتف صامت ،، ،، مصباح غرفة نصف مغمض ،، ، تلفاز ،،، بالوعة مطبخ نظيف ،،، و أنفي".


مدخل القصة : القاص يكتب وكأنه يرسم، او يصور، وهو يركز على المشهد مما يجعل قصته من النمط القصصي الصعب، والذي لا يتمحور حول البطل أو الحبكة وإنما يغلب فيه وصف المشهد الذي يهدف القاص من خلاله إلي إيصال الفكرة من خلال التصوير الجميل والموحي، والمنظر الذي أتقن رسمه.

فالمتلقي يقرأ وكأنه يشاهد وصفا للمكان (المشهد) الذي يجهز لجلسة تصوير احد المشاهد في فلم رعب...فالليل شديد العتمة كونه (داخلي)، والبرودة تبعث القشعريرة في الجسد والنفس، وأطباق العشاء الفارغة توحي بالفقر والبؤس، والمزهرية أشبه بقبر للأزهار التي ماتت من زمان، ومطفأة السجاير القديمة تنم عن حالة الكآبة والبؤس، والصمت يعني الموت، ومصباح الغرفة أكل عليه الدهر وشرب ولا يكاد يضيء،بل هو نصف ميت، تلفاز، وبالوعة مطبخ نظيف وهو ما يوحي بأن المكان كان مسرحا لكثير من الحياة والنشاط ولكن الموت والسكون أصبح لمها الغلبة والسيادة.

المشهد يبعث في النفس القشعريرة ويهئ المتلقي لكل الاحتمالات التي تصبح مفتوحة لكنها تتمحور حول حالة البؤس والكآبة والموت الذي حل بالمكان.

ونجد ان القاص يُانسن الاشياء هنا فهو يصف الاطباق بأنها جائعه والهاتف صامت، ومصباح نصف مغمض وهذا التشخيص يبعث الحياة في النص حيث تصبح الاشياء وكأنها كائنات حية.

كما انه نجح في اختيار كلمات موحيه وتوقظ في المتلقي المشاعر، فالمشهد يغلب عليه الظلمة والبوردة والجوع والصمت.

وكلمتي ( صامت + مغمض ) توقظ في المتلقي حواس السمع والبصر فيندقع لاستكمال القراءة وهو في حالة انتباه وترقب وقد استنفرت حواسه.

يتبع،،،