عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2018, 04:48 AM
المشاركة 77
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أسبابك لكتابة رواية والهدف منها... إيمانك بما تصنعه، بأهميتك واحترامك لكيانك ككاتب... لغة كتابة الرواية ومضمونها وتفاصيلها وما الذي يُشكّل دعامات قوة الرواية في سرديتها ووصفها... ماهية المصادر التي تعتمد عليها للاستعانة بها عند كتابتك الرواية...
* لماذا تكتبها؟! ما الذي تعتقد أنك ستضيفه للقارىء بكتابة رواية؟! ما الشيء المميز بروايتك؟!
أغمض عينيك وفكّر معي.. في الروايات التي صنعت علامة فارقة في تاريخ الأدب، هل هناك رواية تشبه أنا كارنينا؟! هل هناك رواية نافست رواية ذهب مع الريح؟! هل هناك من يشبه سعيد مهران في اللص والكلاب؟! وهل هناك من يشبه مصطفى سعيد في موسم الهجرة للشمال؟!
إذا تذكرنا يُتم الأطفال والمآسي التي يتعرضون لها في الملاجىء، فهل سنجد أكثر صدقًا من أوليفر تويست للروائي تشارلز ديكنز؟! وجين إير في رواية شارلوت برونتي؟!
إن الروايات الخالدة التي تَعُلق أسماء شخصيات أبطالها بأذهاننا، التي نتذكرها كلما صادفنا موقفًا بالحياة يشبه موقفًا وصفته الرواية، هي الروايات التي أصبحت علامة فارقة في تاريخ الأدب، هي الروايات التي أضافت شيئًا لمن قرأوها..
هل لديك ما تضيفه بروايتك التي تقرر كتابتها؟!
إذا كانت نعم هي إجابتك، فلا تتردد، اسرع فورًا في الكتابة وأخبرنا به.
نعم قد يكون هناك من هو أكثر بؤسًا من چان فالچان في بؤساء هوجو، وقد يكون هناك من هو أشدّ قدرة على الانتقام من هيثكليف في مرتفعات وذرينج لإيميلي برونتي، وقد تكون هناك من هي أقوى تصميمًا من سكارليت في ذهب مع الريح..
أنت تعرف من هم هكذا، إذًا لماذا لاتكتب وتخبرنا عنهم...
اكتب وأضف إلينا الجديد القابع بانتظار الاكتشاف.

* كن مؤمنًا بدورك وأهميتك ككاتب، لا تبيع نفسك ولا تلتفت لسخرية الآخرين.. امنح عقلك وجسدك الراحة ليتحسن انتاجك.
في اخر محاضراته كشاعر مقيم بجامعة كارولينا الجنوبية وقبل وفاته بستة أيام، قال الشاعر والروائي جيمس لافاييت ديكي لطلابه ناصحًا:
”لا تبيع نفسك ككاتب رغم ما ستواجه من صعوبات، فالكثيرين لا يقدرون الكُتاب، لا يدركون قيمتهم الحقيقية، لا يعرفون جدوى كلماتهم. نحن معشر الكُتاب الفئة الوحيدة التي تعرف أسرار الحياة الكبرى، وليس هم، وليس هم، تذكر هذا جيداً وأنت تكتب“.
وأقول لك عليك أن تؤمن بما تكتبه، تؤمن بقيمتك وأهميتك، وأهمية ما سوف تكتبه، فلا تكتب ما يريدونك أن تكتبه، لا تكتب للانتشار، ولا تكتب ما يستهوي القراء، بل ما يلفت انتباههم ويغير أمزجتهم وميولهم القراءية، اجعلهم يقرأون ما تكتبه، طالبين له..
لا تلتفت للسخرية، ولا تصاب باليأس فقط تناول قلمك واكتب..
بين وقت وآخر اترك الكتابة، ومارس نشاطًا بدنيًا كالمشي أو الصيد، استمع للموسيقى وأنت مسترخٍ، لا ترهق عقلك ولا تجبره على الكتابة كُلّ الوقت، عندما تجد أنه بحاجة إلى التوقف عن الكتابة امنحه ما يريد.. ليمنحك ما تبغي عندما تعود لمواصلة الكتابة.
قال أحد الكتاب ذات مرة:
” على الكاتب أن تكون له هواية أو عمل بدني، لأن العمل البدني يعلم الكاتب أساليب جديدة ويحفزه على مواصلة الكتابة“.

* لغة الرواية، الوصف بالرواية، أهمية تفاصيلها
- استخدم لغة سهلة ومباشرة.
يقول مارك توين:
” اختر الكلمة الصحيحة، اكتب اللفظة الأكثر دقة ولا تكتب شبيهتها، وتذكر دائماً أن الأفعال أقوى جزء في أي جملة“.
وتقول ريتا ماي براون الروائية الأمريكية:
”الأفعال تسير بك بانسيابية على الطريق السريع“.

عليك ككاتب أن تبتعد قدر الإمكان عن التحذلق والتباهي بالألفاظ الغريبة، ابتعد عن المحسنات البديعية التي لا تضيف للمعنى شيئًا، اجعل ما تكتبه حيًا وشخوصك نابضة بالحياة، قدم فكرًا، وعبّر عن مشاعر ولا تقدم للناس أوثانًا من الألفاظ البائدة، فأنت تكتب لأبناء عصرك لا الماضي أو المستقبل، اكتب لأجلهم من بالحاضر، وستخلد كتاباتك لغتك التي كتبتها بها، فقط لا تكن مبتذلاً في ألفاظك كتب بلغة يفهمها الجميع.
في كتاب The elements of Style (عناصر الصنعة الأدبية) تأليف وليام سترانك و إي بي وايت عبارة تقول:
” إذا حدث واتفق دارسو فن الكتابة على رأي واحد، فسيكون مفاده أن الطريقة الوحيدة التي من خلالها يستطيع الكاتب جذب انتباه القراء هو أن يكون أسلوبه محدد وواضح وملموس“.

- وأنت تكتب لا تُخبر بل صوّر
حاول أن تستخدم بعض الصور الجمالية في كل صفحة، لا تخبرنا عن الغضب بل صوره، أرينا إياه واجعلنا نشعر به، حينئذ سنقرأ ونشعر بالغضب، لا تخبر القراء عما تشعر به من غضب أو ندم أو حتى خوف، بل أصنع لهم الشخصيات والمواقف التي تنقل هذا الشعور.
لا تحدث القارىء عن الظلم بل اجعله يراه كلما تعمّق بقراءة الرواية.

- لا تذكر شيئًا في روايتك دون غرض
قال تشيكوف:
” إذا كانت هناك بندقية معلقة على الحائط في بداية المسرحية، فيجب عليها أن تطلق النار قبل نهايتها“.
يجب أن تنظر إلى عملك نظرة مجملة وتطبق عليه هذه النصيحة، قم ببتر أي شيء يُعيق القصة من أن تكمل نفسها. لا تقدم شخصيات في الرواية أو أشياء بلا أهمية، لا تملأ روايتك بما تستطيع الاستغناء عنه ولا يخلّ بمحتوى الرواية أو مضمونها.

* اهتم بدقة مصادرك، وتذكر أن الخيال لا يعني تزييف الحقائق
يمكنك أن تتخيل وتتصور لكن أبداً لا تحرف ما هو معلوم من التاريخ.
نعم الرواية ضرب من ضروب الخيال، لكن هذا لا يعني أن تكتب رواية فيها حقائق محرفة أو ملتوية.
استخدم الحقائق والتفاصيل الموثقة والموثوقة فهي التي تنعم على العمل الأدبي بالمصداقية والجاذبية.
استخدم الإنترنت للحصول على الوثائق والمعلومات اللازمة لروايتك فهو سريع، سهل، وستجد ما تريد من معلومات موثقة..
لو أتيحت لك الفرصة للحصول على الجرائد والمجلات القديمة أو نسخها الأرشيفية المحفوظة على الانترنت استعملها وتوخى الدقة واحرص على الإشارة إلى مصادرك بما يعطي مصداقية للعمل.

مما يروى عن الكاتب الأمريكي يوجين جور فيدال أنه استخدم طبعة قديمة من مجلة ”هاربر“ للحصول على تفاصيل ومعلومات حول رواياته التاريخية.

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..