عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2014, 05:59 PM
المشاركة 13
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
همست بصوت سحيق بارد هل نمت
انتفضت مذعورة ..فيروز
ضحكت بدلال طفلة وهى تطوح حرملتها الحمراء الموشاة بجدائل ذهبية
نعم فاروز
نظرت اليها وانا احاول التماسك
فيروز ام فاروزة
ردت بصوت حالم
تشى الاسماء باشياء نخفيها..اشياء طمست فى التراب منذ زمناً بعيد..للتراب اسراره وهو صامت لا يشى
بها ابداً الا اذا جاءته نزوة ما فيخرج اعماقه وببوح بكوامنه انتقاماً او تبجيلا لمن كانت خطواتهم تدك
التراب دكاً
كان الخمار الرقيق يغطى وجهها وودت لو عرفت ما خلفه ..بى رغبة شديدة لنزعة وكأنها قرأت
افكارى..قالت بلؤم ولوم:-
الفصة عنهم وليست عنى ..فقط ادون احداثها..حقيقة لم اكن بطلتها بل جزء يسير منها
تتغاضى عن اعتراضى وهى تكمل
لم يفت موشية تلك النظرة الغاضبة التى رمقه بها طارق قائد حراس القصر..ذلك العربى الاسمر كان يملك
حظوة ما لدى عاتكة زوجة الخليفة..فقد دخل حجرة المصاب قبله حيث عاتكة تطبب صفوان بن الخليفة
وقد اسبلت الخمار على وجهها سريعا ..الى بينما جلس الخليفة على حافة الفراش يرغى وزبد وقد احتنق وجهه
بشدة واشاح ببصره رافضاً نظرة موشيه المعتذرة عن تغيبه ..وجد ان الاربطة التى ضمدت الرسغ
المكسور تمت بمهارة فالقى نظرة سريعة الى تلك المتسربلة بالسواد الواقفة فى اقصى الغرفة ..بينما
اصدر الولد الصغير السمين المصاب صرخات مرتاعة كانت تزيد فى حنق الخليفة على موشية
ود موشية لو دق عنقه لكنه اعتذر فى لحظة سريعة لاحشار بعض المراهم المسكنة ..ذهب لمعمله فوجد
ماريس هناك تنتظره بحقيقبة هيئت فيها كل عقاقيره اخذها منها شاكراً..تتعلم ماريس الكثير لمساعدته
..مازال الجمع المرتقب ف الغرفة كما هو وقد زادات صرخات الصغير وعاتكة تمسح على جبينه برقة
..تركت مكانها
لتعود فى ركنها صامتة
حاول ان يعطى شيئا من الترياق للولد السمين المدلل ففشل ..تقدمت عاتكة واخذته منه بهدوء فقام من
مكانه لتجلس مكانه ويتقبل منها صفوان الترياق مرغماً ..كان قد هدأ بعض الشئ وغالبه النعاس..فتركته
عاتكة للطبيب وراقبت موشية بنظرة حذرة وهو يفك الاربطة ويضع بعض المرهم على الرسغ المصاب
حينما ذهبت عاتكة يتبعها قائد الحرس طارق تفرس موشية فى وجهه الخليفة لعله يجد شيئاً من الغيرة
..فلم يجد سوى وجه غاضب
كان الولد قد ذهب فى سبات عميق من اثر الترياق والمرهم
خرج الخليفة بهدوء يتبعه موشية فى اثره
كان الخليفة غاضباً وهو يقول اضعنا النهار فى البحث عنك لولا انه لاحد زوجاتى بعد الخبرة فى الطب
لازداد الامر سوءاً
لم يعكس وجهه موشيه غضباً بل حملت اعتذراً واكمل انه سيبيت الليلة فى غرفة الصبى فبانت ملامح
الرضاء على وجهه الخليفة لبرهة قبل أن ينصرف تشيعه نظرات الطبيب اليهودى الساخطة تلك النظرات
التى لم تنقطع وهو ينظر من نافذة غرفة الصبى على باحة القصر ليجد عاتكة السوداء كما اطلق عليها
تقف مع طارق قائد الحرس ..حينما دخلت ماريس تحمل شيئاً من الطعام له ..سألها
ما بالها ,,القت نظرة خاطفة من النافذة ثم سحبت موشية بهدوء
ويلك ان علم طارق بتلصصك..انت لا تعلم من هو طارق
قال باستهزاء ومن هو طارق ليحظى بكل تلك الحظوة لدى المرأة السوداء
اجلسته بهدوء عىلى الكرسى فى الغرفة الملحقة لغرفة الصبى وقد فهمت مقصده ووضعت الطعام امامه
وصارت تطعمه
منذ سنوات هبط على مدينتا شيخ من الصحراء يقال انه هرب من اضطهاد الحاكم فى الجزيرة العربية
وترك وراءه كل شئ بعد نكل الحاكم باخته وزوجها شر تنكيل ..فهرب الشيخ بابناء اخته صبى وصبية
هما كل من تبقى لديه من اهله حتى وصل هنا ..يقال انه صاحب علم غزيز فى علوم المسلمين فتم تعينه
شيخاً للجامع الكبير ..وقد تهافت الجميع على خطبة الصبية السمراء ..الى ان سمع بها الخليفة فتقدم
لخطبتها ويقال ان الشيخ احمد ابن الذهبى وهذا اسمه قد قبل مرغماً خوفاً فما بدا لو ملجاً صار شركاً ولم
يعد له مكان يذهب اليه واشترط ان يبقى اخوها معها..وهكذا
صارت هى عاتكة زوجة الخليفة المرأة الغامضة وصار هو اخوها طارق قائد الحرس
توقف موشيه عن المضغ وقد غص حلقه:-
اخوها!!
ضحكت ماريس بنزق ومن كنت تظن..ارجعت الطعام للصحن ..حذار فانت لا تعلم من هى عاتكة ..امرأة
تعتزل الجميع ولا يكسرها شئ..ولم ارها يوماً راضية او مشاركة فى لهواُ او عبث..لم يسطع ابداً
الخليفة تطوعيها او ارهابها ورغم انه عرض مررا منصب احد الوزراء على طارق الا انه اصلب من
شقيقته ويكبرها بعدة سنوات لا يغره مال ولا سلطان ولا يسكن حتى فى احد قصور الخليفة بل يشارك
خاله الشيخ احد البيوت الفقيرة وقد تزوج زوجة قشتالية ثم ماتت ويشيع البعض ان له ابناً منها ولم
يتزوج بعدها
كان قد انتهى م الطعام وهمت ماريس بغسل يديه فاخذها بسرعة وقبلها بخفة..سمعت صوت انين للصبى
الجريح..همست بدلال :-
موشية لا يصح استيقظ صفوان

قام بسرعة لا تذهبى جميلتى ساعطيه شيئا من الترياق لينام حتى الصباح
حينما استيقظ موشيه وتذكر انه لم يبت مكانه مد يده بحثاً عن ماريس فام يجدها..سب سبة قذرة لكنه
ثبت انفعالات وجهه لتحمل نظرة الرضاء وهو يجد الخليفة قد سبقه باكراً وقد افاق الصبى وقد تحسنت
حالته نتيجة المرهم الذى وضعه موشيه
نظر الخليفة لعيون موشية المرهقة واشار اليه ان يتبعه وقد انصرفت الجاريات لاطعام الصبى
جلس الخليفة ومائدة مترفة بطعام الافطار وامر موشيه ان يشاركه الطعام الامر الذى اثلج صدر الاخير
ثم استغرب حينما امر الخليفة الجاريات والحرس بالانصراف
اقترب موسى اريدك فى امر هام..امر لا اريد ان يخرج عن هذه الجدران..فلست فقط اضعك فى منزلة
الطبيب الامين بل انت من اليوم سر الخليفة وموضع ثقته
حك ذقنه وهو يفكر فى عمق
لن اجد لهذه المهمة خيرا منك
رفع موشية حاجبية بتعجب وقد سره كثيرا هذا الوضع الجديد او النقلة الجديدة له مع كبيرة دولة
المسلمين..وانصت باهتمام لما يطلبه الخليفة منه للذهاب لشقيقه حاكم الامارة المجاورة فقد سمع عن
خبرته كطبيب وحنكته ولم يرد منه الذهاب فقط لتطبيب اخاه وابناؤه بل لنقل اى صغيرة او كبيرة تقال
امامه وان يفتح له دارا هناك لعيادة الامراء واشراف الاسر المسلمة ليقيم هناك ثلاث ليال ويقيم هنا
ثلاث ليال بالتناوب قالطريق لا يستغرق سوى بضعة ساعات
دق قلب موشية بشدة وفرح فقد صارت الفرصة فرصتين ..مملكتين وحكام مخرفون ..ليرى ايهما اضعف
من الاخرى ليقتنصها اليهود وطناً لهم ..يعر ف ان مهمته ثقيلة وان يضع اللبنة الاولى فى تحقيق حلمه
..قد لا تسعفه للوصول للهدف ولكنه على يقين بتحقيقه..تذكر فى لجة افكاره (سارة) وهو يرحل على
صهوة جواده فى الفجر يرافقه بعض الحراس..نظر من اعلى التلال الزرقاء لحى اليهود بحزن وهو
يسرع الحطى .
قاطعت فيروز بذهول ..يبعث يهودى ليتجسس على اخيه المسلم تحت راية الطب
ضحكت بغيظ كان هذا شيئاً يسيرا من امرهم فما اضاع الاندلس الا وهن نفوسهم ودنساً سكن قلوبهم
فوشى الابن بالاب والاخ بالاخ ..يوماً ساحكى لك عن مأساة بربشتر ...وعن اسطورة المنصور المارينى
ذلك القائد الحلم
حينما انتبهت بشدة لحديث فيروز كانت تلاشت كالسراب
حينما انتبهت بشدة لحديث فيروز كانت تلاشت كالسراب