عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-2013, 01:31 PM
المشاركة 951
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع عناصر القوة في رواية -19- الحب في المنفىبهاء طاهرمصر




- تدور أحداث الحب في المنفى في بداية الثمانينيات، قبل وبعدالاحتلال الإسرائيلي لبيروت، تحكي بلسان صحفي مصريناصري في الخمسين من عمره، صدم في ما آلت إليه بلاده بعد رحيلرحيلعبد الناصر نفسه، وانتقال البلاد من زعيم إلى قائد. مر بعدةاضطرابات في حياته الزوجية إنتهت إلى الطلاق من زوجته منار، سافر بعدها إلىسويسرا حيث عمل مراسلا لصحيفة لم تعدتنشر له أي شيء، لأنه لا يزال مواليا لعبد الناصر! تستمر أحداث الرواية فيتعرفإلى المرشدة السياحية النمساوية بريجيت ويحبها. ثم يظهر في حياته أمير خليجي ثرييحاول إقناعه بتحرير جريدة ينوي إنشائها، إلا أنه السارد يكتشف أن هناك نوايامشبوهة فيبتعد.

- الرواية خيالية ولكن من خلالها ذكر الكاتب عدد من الوقائع الحقيقية، كقصةتعذيب بيدرو ومصرع شقيقه فريدي في تشيلي، وما حدث في عين الحلوة بجنوب لبنان حسبشهادة الممرضة النرويجية (حسب الكاتب فهذه الوقائع حصلت كما هي وهناك نصوص مقتبسةمن هذه الشهادات كما هي).
- يعيب البعض على الروايةرتابة الأحداث وبطئها، إلا أنني لم أجدها سيئة إلى هذا الحد لأن الرواية معتمدة علىالسرد مما يفتح الباب للبوح سواء بين السارد ونفسه أو بينه وبين الشخصيات الأخرى،وهذه الجزئية تحديدا قد تكون ميزة في أعين بعضالقراء، وعيبا لدي البعض الآخر - لا قاعدة هنا حيث التفضيلالشخصي.

- علاقةالمثقف بالسلطة، وآثار التحولاتالاجتماعية تكاد أن تكون القيمتين الغالبتين على أدب بهاءطاهر.

- واذا أضفناهما ثالثا يشغل بهاء طاهر وهو علاقة الشرق والغرب أو الذات والآخرلخرجنا بمعادلة تختزل المشروع الإبداعي لبهاء طاهر وهي قضية النهضة والتقدم.

- في روايته الحب في المنفى يشتغل بهاء طاهر علي نقد الذات الفردية والجماعية برصد خيباتها وفشل مشاريعهاوأحلامها علي أرض الواقع، وخيبات الشخصيات وخيبات الإنجاز العربي ساعيا إلي إزالةالأقنعة عما يظهر في السطح، وإظهار الواقع والذات العربية علي ما هي عليه عبرأسلوبي السخرية والاعتراف.

- تشترك شخصيات حب فيالمنفي في مجموعة من السمات: إنها شخصيات مكتملة، تقدمها الرواية فيلحظة اكتمالها، فيعمل السارد وتعمل معه الشخصيات علي إضاءة ذلك الاكتمال عبر مجموعةمن الاسترجاعات، التي تؤكد أن وراء كل شخصية حكاية دعتها إليالمنفي.

- كل الشخصيات الرئيسية في الرواية تعيشالمنفي الاضطراري، انطلاقا من السارد ومرورا ببريجيت وإبراهيم ووصولا إلي يوسف،كانت تعاني في بلدها من مشكلة إما مرتبطة بتمسكها بمبادئ تتعارض مع واقعها أو أنهاتحمل أفكارا معادية للنظام، كيوسف الذي هاجر نتيجة اشتراكه في مظاهرة ضد السادات فاضطر للفرار والسارد الذي ظل وفيا لعبد الناصر فتم إبعاده من الجريدة كمراسللها بسويسرا. تفضل الشخصيات البقاء في المنفي علي العودة إلي بلدها. أفضل البقاءهنا علي العودة إلي البلد .

- جل الشخصيات لم تختر مصائرها، ولم تخترالوضع الجديد بالمنفي. تقول بريجيت النمساوية التي تعمل كمرشدة سياحية بجنيف: لمأختره ولكنه كان العمل الممكن لي كأجنبية في هذا البلد .

- فمصائرها ليست بأيديها وتعرف أن ما تقومبه خارج عن إرادتها، وأنها مجبرة علي فعله: يقول السارد متسائلا عن وضعه: وكنت أسألنفسي في دهشة هل ما زلت بالفعل صحافيا له حاسة الصحافي؟ بعد كل السنين التي مارستفيها البطالة في هذه المدينة الأوروبية أنقل الأخبار الرديئة لصحيفة رديئة؟

- إن منفي الشخصيات مرحلة انتقالية لكنهاطالت.

- يعمل السارد علي تسليط الضوء عليالشخصيات في لحظة فشلها وانهزام أحلامها علي أرض الواقع، فتؤمن بأنها كانت تحلمبأفكار لا تلائم الواقع، فتعيش خللا وجوديا، ما بين الواقع والحلم، ودائما ينتصرالواقع، لتفشل مشاريعها وأحلامها فالسارد كان يحلم بانتصار الثورة واستمرار الفكرالناصري، وإبراهيم كان يحلم بانتصار الفكر الماركسي، ويوسف الذي كان يحلم بأن يصبحصحافيا كبيرا لكنه انتهي إلي مشتغل في مقهي بالمنفي.

- كل أحلام الشخصيات، إذن تحطمت علي أرض الواقع، حتي بالمنفي عند ما حاولالسارد ومعه يوسف إنشاء جريدة، فاكتشف السارد أن صاحب الفكرة وممولها الأمير حامديقوم بأعمال مشبوهة، فهناك فشل في أرض الوطن وخارجالوطن كبريجيت التي فشلت فيزواجها من إفريقي بوطنها النمسا، وفشلت في الحصول علي عمل بالمنفي، مما جعل الروايةتركز كثيرا علي خيبات الشخصيات، وتحاول تقديمها في أوضاع الهزيمة والخيبة، ممايجعلها تؤمن بفشلها، وتغير قناعاتها وتتخلي عن بعض مبادئها، لتدخل إلي مسارات لاترضي بها، مثل السارد الذي أصبح يتقاضي أجرا بدون عمل. هذا الوضع دفع الشخصيات إليالسخرية من ذاتها ومن واقعها المتردي.