عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2012, 02:55 PM
المشاركة 3
أحمد الورّاق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الحلقة الثانية :

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص 38 :

هو الان حصر كل الاحلام في تحقيق الرغبات ، وهذا الحصر غير علمي ولا واقعي ، مع انه يعرف الكثير من المخاوف في الاحلام و تجاوزها او ربما حاول ادراجها بطريقة ملتوية تحت اطار الرغبة . فهو يقدم هذه المقدمات لكي اذا تبنيناها قدّم لنا ما يهدف اليه وهو تأصيل الشر كأصل طبيعي في الإنسان والنفس البشرية ، وحينها لن يسمى شرا ، بل سيسمى طبيعة . و لكن المشكلة هي في المسلّمات وليست في النتائج المترتبة عليها ، فأنا ارفض مسلمات فرويد قبل ان أقبل نتائجه ؛ لأنها غير شاملة وغير دقيقة وانتقائية .

لا يمكن ان يعتبر الخوف رغبة ، و الاحلام مليئة بالمخاوف ، بدليل ظهورها الى السطح اذا كانت عنيفة على شكل كوابيس مفزعة يستيقظ النائم على اثرها مرعوبا . ولكن لم يستيقظ نائم على اثر رغبة ، مما يدل على سيطرة المخاوف و ليس الرغبات على الاحلام . و قليل من الناس بل من النادر من تتصف احلامهم بالسعادة وتحقيق الرغبات ، والاحلام من حيث سعادتها وكآبتها لهي افضل دليل ومعيار على صحة المسار من خطئه ، و كل من انحرف عن الطريق السوي ، فعلى قدر انحرافه يعاقبه شعوره في الاحلام ، اذا استثنينا الاحلام الجسدية ، وهي قليلة ولا قيمة كبيرة لها ، كأن يتعرض النائم للحرارة او البرد او اصوات مزعجة او استثارة جنسية .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بموجب الكلام السابق ، يكون الحلم عبثي ، لأنه يقدم احلاما لا تقدم نتيجة كما في مثال حلم العطش ، في حين قال سابقا أن كل الاحلام ذات معنى و لها هدف ، فكيف يستمر وجود هذا الحلم الذي لا يقدم نتيجة ؟ وطالما انه لا يقدم اي نتيجة ، اذا ليس له هدف ولا معنى !

اذا هو لم يفسر الاحلام التي من مثل حلم العطش و لماذا تـَرِد ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في حلم المستشفى ، هذا يعني ان الضمير لا ينام ، كان بإمكانه ان ينام دون ان يـُقدم له حلم ، إذا فلماذا قـُدِّم الحلم ؟ هو قدّم لأجل الضمير ، واستعدادا نفسيا لعملية النهوض ؛ لأنه في حالة الحلم ، الآن هو في حالة حركة ونشاط في ذلك الحلم ، وستجده يستيقظ من نفسه بدافع من هذا الحلم . فكونه يقف امام المغسلة و يـُرجل شعره ويذهب الى المستشفى ، هذه كلها من أجل الاستعداد للاستيقاظ لأن الجسم منهك ، أي كأن الحلم يريد ان يضعه في الصورة . بالتالي فالحلم الذي يضع امامك صورة واجب من الواقع ، فهذا يعني انه يريد ان يدخلك في جوه ويمهد لذلك، لا أن يهرب بك عنه كما يتصور فرويد ، فالشعور لا يَخدَع .

مثل هذه الاحلام ، أسميها احلام الإيقاظ . و مثلما ذكر قبل ذلك من مثال النائم الذي يتعرض جسمه لحرارة ، ستجده يحلم انه مثلا قرب نار ، ثم تقع قدمه في النار في الحلم ، ثم يستيقظ فزعا لأنه حرّك قدمه وهو نائم كي يبتعد عن النار ، فاصطدمت بحافة السرير مثلا ثم استيقظ ، لأن اي رسالة ترد من الجسم ، تُعيد الذات إلى الجسم وبسرعة بدافع الخوف على الجسد من الخطر . ولذلك ترى اي شخص توقظه من نومه لا بد انه في حالة فزع و لو قليلة . لذلك ايقاظ النائم بطريقة خشنة لا يخلو من خطورة . و مثل أن يقوم النائم إذا حرّك احد رجليه ليجد ان الشمس مثلا او المدفأة كانت عند قدميه ، فيغيّر من مكانه ويعود للنوم مرة اخرى . فهذه الحركة التي كانت في الحلم انتقلت الى الواقع ، فجاءت اشارات من الرِّجل الى المخ ثم الى الذات (الوعي) . فاستيقظ النائم على اثرها مثلما يستيقظ اذا حرّك احد رجله كمؤثر خارجي . و لهذا يجري تحريك النائم ممن يريدونه ان يستيقظ و ينادون عليه بصوت مرتفع كمؤثرات خارجية ، و نجد انه في حالات التعب الشديد لا يتحرك النائم ، ولكن قـُرْب الاستيقاظ تكثر الحركة لعله يصطدم بشيء فيستيقظ من النوم .

ان الشعور الانساني هو الجوهرة الثمينة المودعة في كل شخص ، فهو لا يكذب ولا يكذب عليه ، وسلوكه كله محسوب وليس عبثي ، وهو الحريص علينا اكثر من انفسنا . لهذا اكثر الناس لا تكون احلامهم مطمئنة و سعيدة ، وان بدوا في يقظتهم احسن حالا من احلامهم ، فالشعور لا يغش ولا يجاري صاحبه على كل ما يرغب به ، لان له خطاً مفطوراً عليه وأمانة يريد ان يوصلها ، وإن كان لا يـُلزِم صاحبه ، بل يشير عليه و يحذ ّره بكل الوسائل . وهذا دليل على نسبة الخطأ الكبيرة في حياة الناس . فالأحلام معيار الحقيقة والطريق القويم ، ولا يمكن ان يكون الانسان على اتجاه خاطئ في يقظته وتكون احلامه سعيدة في نفس الوقت و راضية عنه .

الحلم هو الذي يدخل الشخص في النوم وهو الذي يوقظه منه ، وهذه وظيفة للاحلام و ليست كل وظائفها ، ولم يفطن لها فرويد ، و لم يعلم اننا ننام بحلم ونصحو بحلم ، لكنها احيانا تكون احلاما غامضة ولا نستطيع تذكرها . النوم هو ان تنفصل عن عالم الواقع ، و حتى تنفصل لا بد ان يقدّم لك عالم آخر غير عالم الواقع ، فتترك هذا الجسد ليستريح وتنطلق الى العالم الاخر . و كذلك في عملية الاستيقاظ ، ينقلك الحلم الى الواقع ، فالحلم المذكور يجعل فرويد يستيقظ من فراشه و يرجل شعره . كل ما في الامر ان يصنع الحلم حدثا معينا يسبب حركة مثل ان يرجل شعره ويمشي الى المستشفى ، وهكذا يتحرك النائم حتى يستيقظ . فلا أحد يستيقظ الا بحركة ، منه أو من غيره . وأحلام قبل النوم خيالية اكثر من أحلام الاستيقاظ ، فهي واقعية لأجل الاستيقاظ و العودة للواقع .

ولهذا السبب يتقلب النائم وربما ينزع عنه الغطاء ، في حركة حـُلـُمية . وليست كل الاحلام يتذكرها الانسان . و اثناء الحركة الاستيقاظية يلامس جسم النائم شيئا او يصطدم بشيء فيعود الى الواقع رأسا . مثل الطالب الذي يحلم بأن الامتحان فاته ، فاذا استيقظ وجد الوقت لم يحن بعد .

هناك احلام ضد الاستيقاظ تجعل الواقع خيالا ، مثل جرس المنبه الذي يحوله الحلم الى سمفونية داخلة في حفلة احلام مثلا . و هذه تحدث اذا صار هناك مثير خارجي للاستيقاظ ، ولكنها ليست خطرا ، فالاحساس بالخطر يسبب رجوعا مباشرا للواقع .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هو يحاول ان يجعل الاحلام معرض رغبات ، كان عليه ان يسأل : هل تحقق الاستيقاظ بعد هذه الاحلام ام لا . وبما انهم ذكروها ، فربما تكون هي اخر الاحلام وهي التي استيقظوا بعدها . وهي التي تُذكر بالعادة .

هذا يشبه حال الحاقن ، فربما يحلم انه يتبول ، فتجده بعد هذا الحلم مباشرة يستيقظ و يذهب للتبول ، ولكنه لم يتبول وهو نائم ، وإلا لو كان تحقيق الرغبات هو الصحيح لكان تبول في الفراش . وهذا يثبت ان تحليل فرويد خاطئ للاحلام على اعتبار ان الحلم تحقيق رغبات كما يقول فرويد . طالما حقق الرغبات في الانتقام والجنس ، فلماذا لا يحققها في التبول ونحوه ؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حلمه مع ر :

ألم يقل انه لا مكان للندم أو المثالية في الاحلام ؟ وإنما رغبات مكبوتة ؟

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرغبة والرقابة :

وضع الرغبة و وضع الندم .. كلاهما في الحلم كما فسره .. فعلى اي اساس جعل الرغبة هي النابعة من الاعماق ، بينما الرقابة قادمة من السطح ومن الخارج ؟ هذا ينبئ عن رغبته هو في تسطيح المشاعر الطيبة ، و نفي جذورها الضاربة في النفس ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حلم السمك المدخن :

واضح تفسير الاحلام عند فرويد أنه مرتبط بالرغبة بالشر ، هذا هو التفسير الفرويدي للأحلام .. وكل حلم يقابله يفسره بأنه رغبة للشر ولكنها مكبوتة ، ولاحظ كثرة تفسيره للأحلام بالحقد الدفين ، ولو سال الحالمين هل انتم تحقدون ، لتفاجئوا بهذا السؤال ، فهو يريد ان يجعلهم حاقدين رغما عنهم ، وهذا ما اضطره لاختراع فكرة العقل الباطن الذي لا يعيه صاحبه ، ليجعله مخرجا وخزانا للشرور والغرائز المنفلتة والانانية التي تريد ازالة الجميع عن الوجود ، ليقول للشخص : أنت تحقد أو ترغب جنسيا ، فيرد الآخر : إن هذا لم يدر في خلدي ، فيقول: لا !! هو دار في خلد عقلك الباطن ، الذي لا تعرفه وأنا الذي اعرفه !!

نلاحظ ان انصار فرويد يعظمون ويجلون اكتشافه لما يسمونه بالعقل الباطن ، لأنه هو المخرج لتوهيم الناس بان قلوبهم مليئة بالشرور ولكنهم لا يعلمون ، لأن العقل الظاهر يحاربها ويراقبها ويمنعها من الظهور للسطح ، مما يساوي أنني انا وانت والاخرين عبارة عن اشرار ، لكننا لا نعرف مدى ما نحمله من شر .. وهذا ما يفسر لنا اضطراره لفكرة الهو و الانا والانا الاعلى ، كحل لهذا المأزق ..

هكذا فكّر فرويد .. وهذه هي وسائله لادخال هذا الوهم الخطير الى المجتمعات .. ومن خلال هذه الفكرة اللعينة (العقل الباطن الشرير) ، من الممكن توهيم الآخر بما لا يدركه ولا يحسه بكل بساطة .. ولاحظ أن هذه الطريقة طريقة سحرية وليست علمية ، لأنه يحيل الشخص الى مجهول ، وهو العقل الباطن الذي لا يحس ولا يدرك على حسب افتراضه .. مع ان هذا المجهول لا وجود حقيقي له ، فكيف يوجد شيء لا يدركه عقل صاحبه وهو فيه ؟ وكيف نتذكر اشياء لا نتذكرها ؟

لهذا كبروا كلمة "اكتشاف العقل الباطن" ، ففرويد اكتشف غير الموجود في الحقيقة ، لكي يوصّل ويؤصل من خلاله وجود الشر في الانسان . و ليعتبر الخير شيء طارئ صنعه المجتمع ليس الا .. لاحظ انه لا يرجع الخير الى العقل الباطن ، فقط يرجع الشرور والاطماع والاحقاد والشهوات و الوحشية .. اذا فرويد لم يرد خيرا بالبشرية ، واراد ان يحولهم الى الشر والفساد والتدمير .. كأنه يقول لهم : هذه هي طبيعتكم فلا تنفروا منها واستجيبوا لها ..

لاحظوا ولا ننسى ايضا ، أن فرويد كان يمارس التنويم المغناطيسي و فشل فيه ، فاضطر الى اختراع هذه الخدعة لكي ينوم الجميع دفعة واحدة .. ونجح بتنويمه للغرب دفعة واحدة ..

كل محاولاته من اجل ان يسقط الدين والاخلاق .. وهو شخص ملحد و يهودي الاصل وعضو في منظمة بناي بريث القومية المتطرفة ، و الجميع يعرف ان القومية المتطرفة اليهودية تحمل عداء للاديان والشعوب الاخرى (الجوييم) ، و تريد ان تنتقم منهم وتعيد لهم نفس التهم التي الصقوها باليهود عبر التاريخ ، مثل الحقد والطمع والشهوانية والمادية والانانية والجشع الخ .. هذه النقاط هي التي يفسر من خلالها فرويد ليس الاحلام فقط ، بل الانسان كله .. كي يقول : ما فيش حد احسن من حد .. و مع الاسف ليست افكار فرويد فقط التي تنحى هذا المنحى ، هي نفس افكار الماديين و الماسونيين النورانيين ، إلخ السلسلة المادية الالحادية و العدمية .

كل انسان لا شك انه تخطر عليه خواطر من الرغبات الفجة والشهوانية ، و غالبا يطردها بسرعة .. على هذه الهمزات الشيطانية اعتمد فرويد (اي كأن الشيطان هو اصلنا) ، و كأنه يقول لكل شخص : ما دام انها تاتيك مثل هذه الخواطر و تحاربها ، اذا العقل الباطن هو الذي اتى بها ، و العقل الواعي صنيعة المجتمع والدين والحضارة هو الذي طردها ، اي ان الطارئ يطرد الاصلي ، ومن هنا صدقه الكثيرون بوجود منطقة العقل الباطن الشريرة الوهمية .. و نسي او تجاهل ان الانسان تاتيه خواطر خيرة و يطردها احيانا .. على اعتبار انها مثالية و صعبة التطبيق .. فلماذا لا يقول انها جاءت من العقل الباطن ايضا ؟

واذا كان العقل الظاهر هو الذي يرد داوفع العقل الباطن (الشريرة طبعا حسب فرويد) ، فمن الذي رد تلك الدوافع الخيرة والمثالية والتي تمر ايضا بنفس الطريقة ؟ وهي بالطبع لم تاتي من العقل الظاهر الذي صنعه المجتمع حتى يقول ان العقل الباطن هو الذي ردها ! لأنها ببساطة غير موجودة في المجتمع بسبب مثاليتها الزائدة .. ثم اذا كان العقل الظاهر هو المسيطر وهو خيّر كما يراه فرويد و مـُقحـَم على العقل الباطن ، اذا لكانت الدنيا جنة ، فمن اين هذه الشرور التي لا تتوقف ليل نهار وفي كل مكان على ظهر الارض ؟

كل ما في الامر ، اذا اردت ان ترد على فرويد : انظر الى الجانب المظلم الذي همّشه و سلِّط أنت الضوء عليه .. وهنا يهرب شيطان فرويد كما تهرب بقية الشياطين اذا رأت النور ..

لاحظ نيته الخبيثة في تركيزه على ناحية الرغبة في الاحلام ، و كأنه يقول : ان الرغبة ، وليس الخوف من الله أو الخطأ ، هي محرككم الاصيل ، فتحركوا بموجب الرغبة ، و ما الرغبة الا شهوات كالجنس أو شرور كالانتقام .. فأطلقوها حتى تستجيبوا لذواتكم وتكونوا انتم ، وبالتالي تشفون من امراضكم العصبية ! .. مع ان الناس يعرفون ان اكثر احلامهم تصوير لقلق ومخاوف ، وليست رغبات .. بل هي الاقل في الاحلام .. فالخوف هو سيد الاحلام ،

ثم هو يفسر الخوف بانه رقابة من العقل الظاهر على الحلم ايضا .. واذا كان العقل الظاهر يراقب الحلم بهذا الشكل ، فلماذا يسمح بالتجاوزات اللامنطقية في الحلم ؟

هو يحيلنا على وهم ، فكيف يسمى عالما ؟؟ العالم هو من يحيل الى وضوح .. وليس الى الغموض .. ما الفرق بينه وبين الساحر والمشعوذ ؟؟ الساحر يحيل سلوك الانسان وامراضه الى السحر ، واذا قلت له : ما هو السحر واين السحر ؟ قال لك : هو شيء غامض لا يعرف ، والساحر فرويد يحيلك إلى العقل الباطن .. وهو شيء غامض ومبهم ولا يحسه صاحبه ولا يعرفه إلا من خلال فرويد ..

اذا فرويد مثل الساحر : يحيلنا على مجهول .. لكنه سمي عالما وبقي الساحر ساحرا وبقي المشعوذ مشعوذا ..

هذا مع أنه لا يعتمد على شيء علمي في تفسيراته .. و كل ما يقوله عن ان سبب الاحلام هو الرغبة ، تستطيع ان تقول أن سبب الاحلام هو الخوف .. حتى لو كانت الرغبة ظاهرة في الحلم ، تستطيع ان تقول انه خوف من ذهاب تلك الرغبة .. كل ما في الامر هو أن فرويد فسر لنا نفسه و ما تنطوي عليه ، ولم يفسر الاحلام كما هي ولا الإنسان كما هو ..

اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه .. وصدّق ما يعتاده من توهم ..

وهذا هو ظن فرويد : احقاد وشهوة انتقام وشهوات جنسية إلخ .. من العفن العميق في نفوسنا حسب وجهة نظر فرويد ، والذي يتجمّل هو لكشفها لنا .. اي يتجمل عن طريق قبحنا ..

هذا اختزال كريه لمكنونات النفس البشرية ، و تعسّف كل صورة للاحلام على انها من النوع السيء .. والإنسان – اي انسان- كما يعلم الجميع ، ليس كله سيء ، فلماذا اذاً تكشفه احلامه على انه ليس فيه الا السوء ؟ هنا يكون الشك في الكاشف وليس في المكشوف ..

لا اظن فرويد انه يستطيع ان يفسر حلما واحدا على محمل اخلاقي يحمل الخير و الرقي .. ان هذا الشيء يتعبه .. وحتى في تحقيقاته مع الحالمين ، يتلمس خيوطا للرذيلة يتمسك بها حتى يعيد جدلها بقوة .. ويبني عليها حكمه ..

انتهت الحلقة الثانية ..
وتليها الحلقة الثالثة بإذن الله ..