عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3621
 
اسماعيل حماد
من آل منابر ثقافية

اسماعيل حماد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
8

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة

رقم العضوية
9826
04-21-2011, 01:29 AM
المشاركة 1
04-21-2011, 01:29 AM
المشاركة 1
افتراضي صحوة الشعوب العربية(1)
إن أهم مايميز النموذج الحالى للثورة فى عالمنا العربى هو: قوة الإرادة لإحداث التغييير رغم فداحة الخسارة فى الأرواح ..مما يعكس الرغبة الحقيقية والعزم لأمة فى بداية جديدة على عتبة التقدم والتطور وقد ظلت تراوح مكانها منذ أمدِ بعيد,وهى مدركةأن لا نهضة بلا حرية.. ولا نصر بلا ثمن,ويقول الفيلسوف (نيتشة)فى كتابه(wille zur macht) ان الصراع من أجل الوجود ينمو حتى يصير إرادة القوة,وهذه الإرادة هى الدافع الحقيقى للتطور..وكلما حاولت الأمم التخلص من القيود وأنماط التفكير المتزمتة والرجعية العمياء,كلما واجهت أرتال من المقاومة والعداء من ذوى المصالح الذاتية البرجماتيون وأصحاب السلطان.. وهذه بإختصار طبيعة الصراع الحالى بين الانظمة الحاكمة وأعوانها من جهة والشعوب الثائرة ومناصروها من جهة أخرى,والميزة الثانية لهذه الصحوة فى أنها هبة شبابية فى بادئها وأنداحت لتحتوى تلقائياً كافة فعاليات المجتمع وأطيافه,ومعلوم أن الشباب هم وقود قطار التنمية ونواة الحضارة وبريقها..وعلى ضؤ ذلك فإن مايجرى الآن ليس مجرد تظاهرة أو تعبير عن الإمتعاط إزاء الأوضاع الراهنة للمجتمعات العربية وإنما هى إنطلاقة لمسيرة مجتمع إنسانى نحو صناعة المجد وبناء الحضارة.
والميزة الثالثة لهذه الثورة هى التفرد فى حالة الشعور الجمعى للشعوب,ويقودنا ذلك لمفهوم مابعد القومية(Metanationalism)بحيث أصبح التجاوب مع التظاهر والتنديد فى دولة معينة يولد نفس الحالة فى دولة أخرى مما أسهم فى تشكيل موجة من التثوير إنتظمت معظم الدول العربية ومازالت فى طريقها لما تبقى منها.
ومن الخصائص الملفتة أيضاً إختفاء عنصر الموآمرة بل وإنعدامه فى حين حاول البعض الترويج له وإقحامه لغرض إضعاف الثوار والتقليل من شأنهم ومن ثم وصمهم بالعمالة والإرتزاق و ..!!!
وسيناريو الإتهام لكل حركة إصلاحية تنشأ من قلب المجتمع وتعبر عن تطلعاته وتتهم بإنها تنفذ أجندة خارجية متعلقة بالغرب أو إسرائيل أو ...أضحى سيناريو مكشوف ومحاولة يائسة أكل عليها الدهر وشرب ولا تناسب حتى العصر وعجلته ..فالشعوب ليست هى الشعوب ولا الزمان هو الزمان ..وماعادت القاهرة كما هى ولا حتى طرابلس وصنعاء و...
كل شئ تغيير وكلنا إلى زوال كما خاطب رئيس الوزراء التركى اردوغان الزعيم الليبى المزنوق,وقد صدق عبد الرحمن الكواكبى المعروف بعداءه الشديد للإستبداد والمستبدين حين قال إن الشعوب كلما إزدادت وعياً إزدادت قوة ودراية لمقاومة المستبدين,أى أن العلم يتناسب عكسياً مع الإستبداد..
ونواصل