الموضوع: الموت ... هو أنت
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
4485
 
محمد فجر الدمشقي
من آل منابر ثقافية

محمد فجر الدمشقي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
745

+التقييم
0.16

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10545
04-12-2012, 05:17 PM
المشاركة 1
04-12-2012, 05:17 PM
المشاركة 1
افتراضي الموت ... هو أنت
عندما تبدأ مسيرة الخسارات
و ترى حباً ينهار كجبل جليدي يحمل كل ما يمر في طريقه نحو السقوط
كريح صرصر عاتية
ما تذر من شيء أتت عليه إلا و جعلته كالرميم
تحاول أن تقاوم سيلاً فيجرفك
و تبني سد عشق كنت تظنه أقوى من الموت
لتجده عند اقتراب حتفك أوهى من خيوط العنكبوت
و تتوالى الخسائر حتى تفقد كل شيء
لتكون روحك الضحية
تتساقط أحلامك صرعى
و ترى كل شيء كنت تحبه عدواً يتربص بك الدوائر
تهاجمك جحافل الذكريات بوابل من حجارة الأسى و الدمع الملتهب
تحرق في طريقها سنابل صبرك و تغتال قدرتك على الصمود
فتغرق نحو قاع الوداع بلا مقاومة



وداع كئيب أليم
ترى أعز ما تملكه خنجراً يطعنك
و أغلى إنسان على قلبك يجرحك
تغازل أملاً فيبتلعك الألم
و تفر من الجراح فتحتضنك السيوف



عندما أحببتها انتابني ذلك الشعور بأنني أسلم نفسي للضياع مبتسماً كأولئك الذين يساقون إلى الموت و هم ينظرون
تسلل حبها خلسة كالسم نحو أعماقي
و تسللت معه قسوتها
لتجعلني أسير مزاجيتها و سجين رغبتها
مع كل لحظة انتظار كنت أفقد من روحي جزءا
تمكنت من كل لحظاتي فبت لا أفكر إلا بها
كشفت كل أوراقي
زرعت في بساتين روحها ثقتي
بحت بكل أسراري فصنعت منها سلاح تدميري
أرادتني دمية مثالية تحركها كيفما تشاء
ملائكيا بلا أخطاء
و لو سقطت مني سهوة
سقطت من عينيها كدمعة رحيل
و خرجت من دائرة ثقتها بلا رجعة
الخطأ في عرفها خيانة عظمى
و كل حرف يغرد خارج سرب رغبتها يشنق


أحببتها حتى استنزفت نبضات قلبي
وهبتها نسائم فجري فوهبتني اختناق صدري
و أغرقتني في رمال الموت و النسيان
مصيبتي أنني ما زلت أعشقها
خطيئتي أن لي قلبا بلا أبواب
الريح تلهو في ملاعبه
و تجرفه عاصفات الاشتياق
تلوكه أظفار الوفاء
و تجلده سياط الذاكرة
كلما حاولت أن أنسى يعاتبني الحنين
و كلما هممت بالرحيل عن مدائنها ضيعتني اتجاهاتي



الموت هو أنت
نعم أنت ...
فقبلك ... كانت حروفي تضج بالحياة
أغنياتي تتراقص على وقعها الأشجار
و همساتي ترددها عصافير الصباح
الأصوات بعد أن عرفتك تغيرت أبعادها
لم يعد الشعور يسكنني
غادر الإحساس مدني
تغير اسمي على خارطة الحب و صار باسم مستعمرتي
استيطان كامل للحزن على كل أجزائي
ابتسامتي صارت شفوية
حتى دمعتي جفت
رثاني قمر المساء
و بكت لأجلي زهور الأمنيات
و شيعت حمائم الحب جثماني
نحو مثواي الأخير
صفحة هذيان



التعديل الأخير تم بواسطة حميد درويش عطية ; 04-16-2012 الساعة 04:56 PM