عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2906
 
مؤيد عبد الله
من آل منابر ثقافية

مؤيد عبد الله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2016

الاقامة

رقم العضوية
14811
10-28-2016, 03:24 PM
المشاركة 1
10-28-2016, 03:24 PM
المشاركة 1
افتراضي محطات افكار وخواطر
بسم الله الرحمن الرحيم

سادتنا واخوتنا الاحبة
يشرفني الانضمام اليكم وارجو ان لا اثقل عليكم

قد تكون بدايتي ، غير موفقة ولا تستهوي الغالب الاعظم منكم ، فانا على قناعة ان ذخائركم الفكرية ونتاجاتكم الادبية على درجة عالية من درجات سلم الابداع والعطاء ، وان توجهاتكم ( في هذه المرحلة التي نحن فيها ) تبحث عن غير الذي اكتب فيه

فارجو العذر





(1)
شاءت حكمة الله تعالى ان يقذف بابن ادم ( عليه السلام ) الى مسرح الوجود قذفا ، ليجد نفسه وحيدا امام الطبيعة ، عليه ان يطوع قوانينها ويذلل صعابها ويرد تهديداتها لينتصر عليها والا انتصرت هي عليه ، هكذا كان ، يولد دون ارادته ودون ان تؤخذ بنظر الاعتبار استشارته ، ولا يعي ذاته الا وقد ابحرت به سفينة الحياة تمخرعباب الزمن ، وليس له الا ان يردد الذي قيل ( لقد ابحرت بنا السفينة وليس لنا سوى ان نمضي)

(2)

كتابنا بين واحد من صنفين ، احدهما كبوتقة المختبر، يمتزج الداخل فيها من المعلومات والتجارب والملاحظات فيكون خليطا له من المواصفات ما يختلف عن التي في الاوليات تلك ‘ وهو اشبه ما يكون بالنحلة ، تجمع رحيق النباتات فيستحيل في بطنها عسلا ولذة للشاربين ، وهذا هو المبدع ..
الصنف الاخر ، يجمع الفكرة الى الفكرة كما يجتمع القوم بعضهم الى بعض ويلصق المشهد بالمشهد والصورة بالصورة كما تتلاصق صور الافلام ولن يكوّن المجموع حالة فريدة تبعث على الاعجاب ، وان استحسنه البعض فمع ادراك بانه كومة من فتاة صخور صغيرة انحدرت من اعلى فتجمعت في قعر نهر ، وان في امكان من له العزم والصبر اعادتها الى ما كانت عليه .. وحال صاحبها كحال عصفور التقط حبات طعامه وهرسها في بطنه لتخرج بعدها في صورة تبعث على الاستهجان والاشمئزاز عند القارئ النبيه والناقد الحاذق (( انا واحد من الصنف هذا واقر واعترف )) .. وهذا هو الجامع والمقتبس .
قد يلجأ بعض كتاب الصنف الثاني الى تقديم نتاجاته بعبارات قصيرة تبعث من له قريحة وقادة وذهن صاف ونشيط وافكار متعمقة ومخيلة واسعة لان يجد فيها من الاشارات والمرامي ما يضعها في قائمة الاعمال المتميزة والادب الرفيع والحكم الخالدة ، وهؤلاء عباقرة اذكياء ، يعرفون كيف يرمون الشبكة ، لكنهم في حقيقة الامر عاجزون عن تقديم قطعة ادبية مطولة تثبت تفوقهم ولا تفضح سرهم .. وهم اشبه بالرسام المبتدئ العاجز عن رسم لوحة طبيعية دقيقة فيلجأ الى الرسم على منوال مدارس الرسم التي تصنع اعمالها من ضربات فرشاة مبعثرة لا ضابط لها ولا نسق .
اما اصحاب الفكر المبدع فهم ان ارتأوا صب الذي يدور في عقولهم في قوالب صغيرة وعبارات قصيرة ، فحالهم مختلف اشبه مايكون بحال الرسام العبقري الكبير (( مايكل انجلو ان اصابت الذاكرة )) حينما رسم لاحد القادمين اليه صورة لم تستغرق اكثر من وقت حركة يديه المارة مرا سريعا تنثر الالوان وترسم الخطوط وتضفي عليها ملامح لوحته المطلوبة فدفع بها الى المشتري طالبا منه مبلغا رآه هذا كبيرا معللا ان رسمها لم يستغرق الا قليلا من الوقت ، وكان الرد بما معناه ( لقد استغرقت في رسمها عشرات السنين ) بمعنى انها ثمرة خبرة واسعة ونشاط دؤوب وكفاح مرير ومهارات تراكمت لديه منذ امد بعيد . . .

(3)