عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 11:26 AM
المشاركة 2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نكمل حديثنا :

وهناك سبب آخر لتأزم الاخلاق عندنا , فبالتدقيق

والنظرة الشمولية نجد بأن المنظومات الخلقية في

العالم الإسلامي , تعاني من عدوان بعض أبنائه عليها ,

حيث إن بعض المثقفين الذين فُتنوا بتفوق الغرب

وتقدمه , جعلوا من أولوياتهم تفكيك المنظومات

الخلقية السائدة بين المسلمين , باعتبارها عائقا ً

قويا ً أمام التقدم ؛ فقد افترضت ( الحداثة

العربية ) أنه يجب بناء كل نشاط على العلم ,

واعتبرت كل ما لا يخضع للمعايير العلمية جزءا ً من

أوهام الإنسان القديم , وعاملا ً من عوامل استلابه , وقد

حاولت أن تصوّر القيم الإسلامية بأنها تقليدية وبالية

ومنحطة وجامدة , وبأنها تحث على الكسل والتعصب ,

وتدعم العشائرية المدمرة للفردية , وتؤكد على

العاطفة والروح وتقتل العقلانية والموضوعية , وهي

على نحو عام سبب فقدان العرب مقدرتهم على

استيعاب الحضارة الحديثة , ومنشأ روح العبودية

فيهم .

وأصحاب الفائدة من الاندماج في الحضارة الغربية ,

والمالكون للقوة الغاشمة رحبوا بفكرة إنهاء

المنظومة الخلقية الإسلامية ؛ لأن ذلك يسهّل السبل

أمام ازدهار تجارتهم ونفوذهم , ويوجِد إمكانية كبيرة

لاستخدام قوتهم , والوصول إلى مصالحهم دون قيد

على حين أن الضعفاء من المسلمين , كانوا - ومازالو -

يعتقدون أن التمسك بالأخلاق والقيم الإسلامية

والإنسانية , والاستنجاد بها هو السلاح الذي يمكن أن

يَحدّ من تلك القوة , ويحول دون تدمير المدنية

الإسلامية , وجعل أهلها هامشا ً ضئيلا ً على متن الغرب

المنتصر .

ويمكن القول بعد هذا وذاك : إن هناك صراعا ً حقيقيا ً

بين حماة القيم والأخلاق الإسلامية العربية وبين دعاة

تدميرها ؛ والعاقبة للتقوى .

انتهى بمحمد الله .