الموضوع
:
أسباب تأزم الأخلاق في مجتمعاتنا
عرض مشاركة واحدة
10-09-2010, 11:26 AM
المشاركة
2
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
نكمل حديثنا :
وهناك سبب آخر لتأزم الاخلاق عندنا , فبالتدقيق
والنظرة الشمولية نجد بأن المنظومات الخلقية في
العالم الإسلامي , تعاني من عدوان بعض أبنائه عليها ,
حيث إن بعض المثقفين الذين فُتنوا بتفوق الغرب
وتقدمه , جعلوا من أولوياتهم تفكيك المنظومات
الخلقية السائدة بين المسلمين , باعتبارها عائقا ً
قويا ً أمام التقدم ؛ فقد افترضت ( الحداثة
العربية ) أنه يجب بناء كل نشاط على العلم ,
واعتبرت كل ما لا يخضع للمعايير العلمية جزءا ً من
أوهام الإنسان القديم , وعاملا ً من عوامل استلابه , وقد
حاولت أن تصوّر القيم الإسلامية بأنها تقليدية وبالية
ومنحطة وجامدة , وبأنها تحث على الكسل والتعصب ,
وتدعم العشائرية المدمرة للفردية , وتؤكد على
العاطفة والروح وتقتل العقلانية والموضوعية , وهي
على نحو عام سبب فقدان العرب مقدرتهم على
استيعاب الحضارة الحديثة , ومنشأ روح العبودية
فيهم .
وأصحاب الفائدة من الاندماج في الحضارة الغربية ,
والمالكون للقوة الغاشمة رحبوا بفكرة إنهاء
المنظومة الخلقية الإسلامية ؛ لأن ذلك يسهّل السبل
أمام ازدهار تجارتهم ونفوذهم , ويوجِد إمكانية كبيرة
لاستخدام قوتهم , والوصول إلى مصالحهم دون قيد
على حين أن الضعفاء من المسلمين , كانوا - ومازالو -
يعتقدون أن التمسك بالأخلاق والقيم الإسلامية
والإنسانية , والاستنجاد بها هو السلاح الذي يمكن أن
يَحدّ من تلك القوة , ويحول دون تدمير المدنية
الإسلامية , وجعل أهلها هامشا ً ضئيلا ً على متن الغرب
المنتصر .
ويمكن القول بعد هذا وذاك : إن هناك صراعا ً حقيقيا ً
بين حماة القيم والأخلاق الإسلامية العربية وبين دعاة
تدميرها ؛ والعاقبة للتقوى .
انتهى بمحمد الله .
رد مع الإقتباس