عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3974
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.57

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
10-09-2010, 11:21 AM
المشاركة 1
10-09-2010, 11:21 AM
المشاركة 1
افتراضي أسباب تأزم الأخلاق في مجتمعاتنا


أخوتي الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد :

من الواضح أن كثيرا ً من المجتمعات الإسلامية , تئن

تحت مطارق الفقر والجهل والمرض والبطالة

والاستبداد , كما أن شروط العيش الكريم فيها تزداد

صعوبة يوما ً بعد يوم , وكثير من الشباب الذين قذفت

بهم الثانويات والجامعات إلى معترك الحياة , يشعرون

بالإحباط وانسداد الآفاق ... وهذا كله لا يشكل الوسط

الصالح للاستقامة الخُلُقية , ولا لوضوح المُثُل العليا

في أذهان الناس . حين يعيش المرء في مجتمع يقتات

معظم موظفيه من وراء الرشوة والاستيلاء على المال

العام , والاحتيال على النظم - تصبح نزاهته وعِفته -

بمثابة عقوبة له ولأسرته , حيث إن عليه آنذاك أن

يعمل عملا ً ثان - إن وجد - حتى يؤمن ضروريات الحياة ,

وفي هذه الحال , فإن أقل من 20% من الناس يحجزهم

دينهم وخلقهم عن الولوغ في الحرام , أما الباقي

فيسبحون مع التيار , بحجة الضرورة وبحجة أن هذا ليس

حراما ً ؛ لأنه موظف وله حق الكفاية , وحجة أن فلانا ً

( التقي ) يفعله ؛ ولذا فإنه لم يعد حراما ًوهكذا ....

ولا يخفى أن ألفاظ الثناء في الشارع الإسلامي , صارت

تعكس معيارا ً قيميا ً جديدا ً, فعلى حين كان الناس

يقولون : فلان آدمي وابن حلال وطيب , صاروا يقولون :

فلان ( كدع ) و( شاطر ) ويعرف كيف يدبر نفسه ... وصارت

كلمة ( طيب ) التي كانت مديحا ً , ترمز إلى نوع من

اللمز في نباهته وحُسن تدبيره ...

والأخطر من كل هذا أن ( العرف ) يتحور شيئا ً فشيئا ً

لينسجم في النهاية مع الواقع الرديء .

كما أن المجتمع الذي ينتشر فيه الانحراف الخلقي

والسلوكي , يفقد تدريجيا ًقدرته على ممارسة الضغط

الأدبي على المنحرفين من أبنائه ؛ لأن الذين

سيمارسون الضغط , يصبحون آنذاك قلة قليلة , وموقفها

نفسها يصبح موضع تشكيك , ويتحولون من قوة نافذة إلى

قوة غريبة ( فطوبى للغرباء ) بل إن ( الفتوى ) نفسها

قد تتراجع حيث تكثر الضرورات , ويتضخم ما تعم به

البلوى , ويتراجع المصلحون من موقع إلى موقع ؛

ليؤكدوا في النهاية على جوهر الإيمان وأصول الأخلاق

عوضا ً عن الحديث عن السنن والمكروهات والواجبات

والمحرمات !

فهذه السلوكيات أحد أسباب تأزم الأخلاق في أوطاننا

وللحديث بقية إن شاء الله ..