عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
7207
 
زبن الروقي
كاتب متميز

زبن الروقي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
10

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Nov 2004

الاقامة

رقم العضوية
58
08-20-2011, 03:25 PM
المشاركة 1
08-20-2011, 03:25 PM
المشاركة 1
افتراضي الأرملة السوداء !!
استطاعت أن تتسلل رغم الأبواب الموصدة التي كانت تحد من نفوذها ، رمقت بعيدا فإذا هنالك جموع لهم جلبة وضجيج ، حاولت أن تجلب الانتباه لها بمحاكاة الإغراء والنشوة مع الإطراء ، خرجت من محاضن الكبت والتهميش..
فهي تعيش في دوائر مؤلمة وتعاني من تفلت أسري صاخب، ولد لديها جسارة ، تحاول أن تتمرد على موروثها المحافظ ، وتمزق خمار "التخلف والرجعية " كما تدعي ، نسجت خيوط نمط تغيرها بنوع من التذاكي تحت غطاء التباكي ، واستغلال مفهوم الثقة المفرطة التي يبديها المجتمع لرسم مخططاتها الآشرة متدثرة بعباءة الحياء المزيف، كانت ترمق حصان الفارس " المنتظر " من بعيد وتنتشي لسماع صوت صهيله، احتواها الحنين وشغفها حبا لقاؤه فشرعت في بسط أديم في طرقات وممرات عبور فارس الأحلام؛ فهي ترى فيه أنه سيكون لها حاميا وحاضنا، وسوطا مدميا لكل من تسول له نفسه المواجهة في بنيات الطريق !!
وهناك في أعلى قلعة الوله والتواصل استطاعت تكوين مملكة لها نفوذ؛ رغم معارضة ومحاربة رءوساء الأقاليم المجاورة، وتمكنت من قمع حكام المماليك المناوئين وتشتيتهم في ساحات الإقصاء والأفول، فـ"الشبيحة" قد أعلنوا لها الولاء والطاعة؛ لذا أمنت جانبا من ثورات التغيير، فقد جعلت لها حيزا كبيرا من التقدير، كانت ذات عاطفة آسرة وحضور ساحر، فشكت بثها للسادن الذي أخذته العزة فثارت ثائرته وأعلن الحرب على المناوئين.
وهي في دهاليز الغرف الخلفية كانت تقهقه وتواصل حياكة الدسائس وترسل رسلها لإثارة الفتن والقلاقل وتأجيج أوار الضغائن، وكان لها ما أرادت ورغبت، حيث انجرف الغالبية وصدقوا ما كان من هرج ومرج وكلام وضيع وصفيق.
ولكن، لكل شيء نهاية، ولا يحيق المكر السيء إلا بصاحبه !
حيث في خضم هذه المعركة السرية انتفض الوالي غاضبا متجهما، بعد أن نما إلى علمه مابثه رسول نذير يشعره أن الخطر الطوام قادم، محذره من سوء تفلت الأمور وعواقب بقايا " نسوة البرامكة "، ووقف الوالي شامخا، فتوشح بردته ولبس قلنسوته وأخذ كنانته وسهامه يؤازره "حواريو" الصلاح، ودق طبول الحرب على أزلام النكاية وناقلي أنفلونزا البلائق !
حاولت هذه " الأرملة السوداء " أن تحافظ على عرشها المتهالك، فشرعت في دفق سمها للقضاء على كل من يعرف حقيقتها الموغلة في الخبث، فاستطاعت إلحاق الضرر ببعض الثوار، فهي ناجذة شر وجذوة سوء، ولكن لحصافة الوالي وحنكته تمكن من تطويق هذه الأرملة السوداء، وإن شئتم قولوا الشمطاء، قبل استفحال خطرها، وأحكم القبض عليها، وهي الآن تحت السيطرة مصفدة بالأغلال، فما هو فاعل بها ؟؟ وهل يقدمها للمحاكمة لتكون عبرة للناشزات من صويحبات يوسف !