حنين ...
وعمرٌ يذبح على الملأ ...
تغتابك الطرقات والأرصفة ...
و تنعيك كل الشفاه التي جربتها ...
مسافرٌ بلا حقيبة ...
مسافرٌ بلا وطن ...
تحياك الحياة عنوةً ...
تسرق أبسط أشيائك ...
رجلٌ مع سبق الإصرار ...
عمرٌ آخر تحت الحب ...
شفاهٌ لا تعرفها ...
وجسدٌ يحترق صدفةً فتطفئه خلسةً من الزمن ...
امتهنت الحب يوماً ...
وها أنت تمتهن السفر ...
عرفتَ قسراً كل النساء ...
وأجبرتهن على حبكَ ...
واستجبنَ جميعهن طائعات ...
لعروبة الأجداد فيك ...
ورجولة الأحفاد ...
أي فرقٍ تراه قدرك ...
أليست كل النساء سواسية ...
ألسن كلهنَّ متشابهات ...
في وداعك اليوم ...
تزاحمت المعجبات ...
والمودعات ...
كل واحدةٍ تنسبك لنفسها ...
وأنت لا تدري جواباً ...
لعلها مرّتك الأولى التي تواجه كل نسائك دفعة واحدة ...
سيدي ...
لا أقدر أن أحسدك هذه المرة ...
لأني لن أتصور أني مكانك ...
أنت خُلقت لتكون هنا ...
وتدفن هنا ...
بين شفاهٍ احتضنتكَ طويلاً ...
اخترتَ مثواك الأخير ...