الموضوع: حكايتنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2022, 06:19 PM
المشاركة 23
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: حكايتنا
إنّي أحبُّكِ، ولكنّ حبّي عنيفٌ يشبه حبّ الوطن، تعلّمتُ في وطني أن أكون عنيفاً لأستحقّ لقب العاشق بجدارة. وحبّ الأوطان لو تعلمين مميت، هو حبٌّ لا يظهر إلا مع موت المحبّ. فلا تلومي فيّ عُنفي، ولا تلومي في كلماتي شحّ التّودُّدِ وانعدام التعابير النّزاريّة، فلم أحظَ يوماً بفرصةٍ نزاريّةٍ واحدةٍ في وطني، ولكنّني درستُ المحبّة في حراثة الأرض وفي تقليم فروع اللوزة الخائفة وفي اقتلاع السّمسم من خدّ سهول قريتنا العجوز، وفي تهذيب أغصان الدّالية الخارجة عن حدود الصّف الوطنيّ، ولا أملك بيتاً يحتوي حبّنا إلا في قصائدي، ولا شُرفةً كي أطلّ عليكِ منها إلا من منفايَ البعيد… فاعذريني إذا ما زرتكِ يوماً حاملاً باقةً مليئةً بالرّصاص، وتلوتُ عليك قصيدةً ثائرةً تدّعي حبّي لكِ. واعذريني إذا ما افترشتُ عينيك الجميلتين وغمستُ فيهنّ همّي ووجعي، ولا تغاري حين أقول لكِ بصمتٍ رهيبٍ: أحبّكِ يا وطني.